عمالة الأطفال بغزة.. وجه آخر لـ صراع البقاء

  • 1/28/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

جولة لمراسل الأناضول في جنوبي قطاع غزة، التقى فيها عددا من الأطفال الذين يجهدون في توفير مبالغ بسيطة من المال من خلال عملهم في مهام بسيطة لبيع مياه وعصائر وبعض الأطعمة، في محاولة لشراء بعض مستلزمات عائلاتهم، التي فقدت كل شيء تقريبا بسبب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في وقت تشير بيانات الإحصاء الفلسطيني أن اقتصاد غزة فقد 90 بالمئة من الوظائف خلال شهور الحرب. يقف الطفل الفلسطيني أسامة قاسم (13 عاما) خلف بسطة صغيرة لبيع عصائر طبيعية في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، وينادي بأعلى صوته المرهق لجذب الزبائن. يحاول قاسم بقامته القصيرة وبنيته الضعيفة، أن يوفر لعائلته النازحة من بلدة بني سهيلا شرق خانيونس، دخلاً بسيطاً لشراء بعض الاحتياجات الأساسية والطعام. ويقول لمراسل "الأناضول": "اضطر للعمل يومياً من ساعات الصباح الباكر حتى يحل المساء، لأني بحاجة إلى النقود، فأسرتي نازحة ولا تملك شيئا". ويضطر السكان الذين يحتاجون المال، إلى بيع ما يملكونه من سلع بسيطة، لتوفير مبالغ مالية يستطيعون من خلالها شراء احتياجاتهم -إن توفرت في الأسواق-. ويضيف: "أبيع حاليا عصير الليمون للسكان والنازحين في محيط مجمع ناصر الطبي، حتى أصرف على نفسي ووالدتي وأشقائي النازحين في مدارس غرب خان يونس". ورغم أن الطفل قاسم يحلم بحياة طبيعية كباقي أطفال العالم، مليئة بالطاقة والنشاط واللهو في حدائق ومتنزهات خضراء وملاعب، إلا أن الحرب سلبته وأقرانه كل شيء جميل. ويخشى الطفل قاسم أن تمتد الحرب الإسرائيلية لفترة زمنية أطول وأن تتسع رقعة العمليات العسكرية البرية في خان يونس لتطال محيط مجمع ناصر الطبي. في الوضع الطبيعي، من المفترض أن يكون قاسم طالبا في المدرسة، إلا أن الحرب الحالية، أدخلت العام الدراسي الحالي في نفق مجهول؛ إذ لم تصدر أية تحديثات من وزارة التربية والتعليم بشأن مصير الموسم الدراسي. ويقول: "كل ما أخشاه أن تطول فترة الحرب وأن يصل الجيش الإسرائيلي إلى مجمع ناصر الطبي، ونضطر للنزوح مرة أخرى، بحثا عن مكان آمن يأوينا.. لم نعد نفكر بالتعليم بقدر تفكيرنا في النجاة بأنفسنا". ويضيف: "الحياة أصبحت صعبة ومعقدة، نزوح وتعب وخوف شديد ولا نعرف ما ينتظرنا من قصف وتشريد"، متسائلاً: "إلى متى سيبقى حالنا هكذا؟!". وأكد نائب المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، الجمعة الماضية خلال مؤتمر صحفي، أن قطاع غزة أخطر مكان على الأطفال في العالم ووضعه تحول من كارثي إلى شبه منهار. وبحسب الإحصاء الفلسطيني، هناك نحو 1.05 مليون طفل دون سن الثامنة عشر يسكنون في قطاع غزة قبل الحرب، يشكلون ما نسبته 47.1 بالمئة من سكان القطاع، منهم نحو 32 بالمئة دون سن الخامسة (340 ألف طفل). ** الأوضاع صعبة ولا تقتصر معاناة طفل آخر وهو خالد النتيل (13 عاما)، عند الإرهاق الذي يصاب به بعد يوم عمل طويل منذ الصباح، يبدأ بتجهيز بضاعته مع عائلته ثم يبيعها في السوق غرب خان يونس· ويقول الطفل النتيل النازح من منطقة المشتل شمال غرب مدينة غزة: "الحرب جعلت الأوضاع صعبة وبالكاد يستطيع المواطن تدبر أموره". ويضيف لمراسل "الأناضول": "الحل أن تعمل الناس في أي مجال حتى تستطيع العيش وأن تصرف على نفسها، فالقوي في هذا الوقت هو من يستطيع العيش". ويعمل الطفل النتيل في بيع المعجنات أو الحلويات المصنعة منزلياً، أو حتى في بيع الفستق السوداني المحمص للمواطنين، لمساعدة عائلته في ظل الواقع الاقتصادي الصعب بفعل استمرار العدوان الإسرائيلي. وتساءل: "من أين سنأكل؟! ومن أين سنشتري احتياجاتنا؟! أنا وأخوتي؟ علينا العمل لمساعدة العائلة في توفير لقمة عيشنا ومصروفنا اليومي". أما الطفل مازن فارس حلس (16 عاما) والذي يقف على بسطة لبيع المنظفات بجانب شقيقته الصغيرة، في منطقة المواصي غرب خان يونس، يقول لمراسل "الأناضول":‏‏ "أنا مضطر لبيع المنظفات حتى نعيش كباقي الناس". "نتعامل مع أحد التجار الذي يقوم بتزويدنا بالبضاعة حتى نبيعها ونتمكن من تدبر أمورنا، بالكاد ننجح في بيع غرض أو اثنين يوميا". ويوضح أنه يعمل لإعالة إخوته الثمانية ولا سيما بعد استشهاد شقيقه الأكبر، مبينًا أنه يعمل ووالده حتى يتمكنوا من قضاء حوائجهم وشراء ما يلزم العائلة. ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حربا مدمرة على غزة، خلفت حتى السبت 26 ألفا و257 شهيدا، و64 ألفا و797 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :