في ظل الأحداث المتلاحقة التي شهدتها المنطقة العربية من تغيرات إستراتيجية أدت إلى تكوين مناخ خصب لتنشيط الجماعات الإرهابية القديمة وبروز جماعات إرهابية جديدة بشكل متسارع عن ذي قبل استغلت هذا المناخ المتوتر لتكوين خلاياها وتجنيد عناصرها ومن ثم التوسع في عملياتها المسلحة التي استهدفت المدنيين الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال خارج المنطقة حتى وصلت إلى أوروبا، وبحكم المكانة الدولية للمملكة العربية السعودية كان لزاماً عليها أن يكون لها قصب السبق في محاربة هذه الآفة بالتعاون مع الجميع وهذا ما أكد عليه خادم الحرمين الشريفين وولي العهد وولي ولي العهد، وكانت الولايات المتحدة الأمريكية من الدول المرحبة لجهود المملكة في هذا الشأن. *تعزيز التعاون السعودي الأمريكي لمكافحة الإرهاب أكد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، أهمية دعم وتعزيز العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة في مختلف المجالات، التي تعود بالخدمة على مصالح البلدين والشرق الأوسط، فيما وصف الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، العلاقات بين واشنطن والرياض بـ«المتينة». ونقل ولي العهد لأوباما، خلال لقاءٍ جمعهما في البيت الأبيض بحضور ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز. من جهته؛ طلب الرئيس الأمريكي نقل تحياته وتقديره إلى خادم الحرمين، ورحَّب بولي العهد وولي ولي العهد، مؤكداً أهمية الالتقاء بهما قبل اجتماعه بقادة دول مجلس التعاون الخليجي في منتجع كامب ديفيد. وأوضح أوباما، في تصريحاتٍ نقلتها وسائل الإعلام، أن اللقاء بحث العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة، وأزمة اليمن وهدنة وقف إطلاق النار والوقوف مع حكومته الشرعية، وإسهامات المملكة في التصدي لتنظيم داعش الإرهابي وملفات الأزمة في العراق وسوريا. في السياق نفسه؛ شدد أوباما على متانة العلاقة بين واشنطن والرياض، وتحدث عن حرص الطرفين على بذل مزيد من العمل من أجل تكريسها وتعزيزها على مختلف الأصعدة. وأشار خصوصاً إلى التعاون الثنائي القائم بينهما من أجل العمل معاً لمكافحة الإرهاب، مثمناً الجهود الكبيرة التي يبذلها ولي العهد في ذلك المجال. وحضر اللقاء وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، الدكتور سعد بن خالد الجبري، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء، الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ووزير الثقافة والإعلام، الدكتور عادل بن زيد الطريفي، ووزير الخارجية، عادل بن أحمد الجبير، ورئيس الاستخبارات العامة، خالد بن علي الحميدان. التعاون الأمريكي السعودي لمكافحة الإرهاب أمر حاسم من جهته اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما، خلال لقائه ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف أن العمل مع السعوديين في مسألة مكافحة الإرهاب أمر حاسم.كما أشار إلى أن السعودية جزء مهم من التحالف الذي يحارب تنظيم «داعش». وفيما يخص الأزمة في اليمن، قال أوباما إن واشنطن ستبحث مع الزعماء السعوديين الخطوات المستقبلية لوقف إطلاق النار هناك. من جانبه، أكد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف، أن الرياض تسعى لتعزيز العلاقات التاريخية مع واشنطن. وجاءت هذه التصريحات أثناء اجتماع أوباما مع ولي العهد الأمير محمد بن نايف وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، على هامش قمة تجمع الرئيس الأمريكي بزعماء الخليج في كامب دافيد. وتزامناً مع هذه التصريحات تأتي المباحثات التي تمت بين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ومعالي وزير الدفاع الأمريكي، وكذلك المباحثات التي تمت بين الوزير الأمريكي ونظرائه في دول مجلس التعاون الخليجي تقضي بتشكيل تحالف خليجي أمريكي لمواجهة الإرهاب، وهو مشروع سوف يبحث بتوسع بين أقطاب هذا التحالف في أبريل المقبل. وضع الخطوات الأولية لهذا التحالف يؤكد المضي قدما للتنسيق بين الدول الخليجية والولايات المتحدة في المسائل الإقليمية والدولية والعسكرية، ويضع اللمسات المهمة لقيام التحالف المنشود لتعزيز فرص الاستقرار والأمن في المنطقة ويبعدها عن شبح الإرهاب الذي أخذ يعصف بدول العالم، وآخر مظاهر الإرهاب ما حدث في العاصمة البلجيكية بما أدى الى استنفار كافة الجهود الدولية لاحتواء ظاهرة الإرهاب وملاحقة الإرهابيين في كل مكان. التحالف المنشود سوف يؤدي إلى تفعيل الجهود المشتركة بين دول مجلس التعاون الخليجي وبين الولايات المتحدة لمكافحة آفة الإرهاب الآخذة في التمدد إلى سائر دول العالم دون استثناء، ولا بد من وضع الخطوات العملية والاحترازية لمواجهة التحرك الإرهابي ووقف زحفه إلى دول مجلس التعاون الخليجي، وقد ذاقت بعض الدول الخليجية كما ذاقت الولايات المتحدة مرارة الإجرام الإرهابي وفظائعه الشنيعة. والتنسيق بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة للتعاون في مجال مواجهة التطرف والإرهاب سوف يضع حدودا فاصلة وقاطعة لاجتثاث ظاهرة الإرهاب من جذورها، بل سيؤدي هذا التعاون لكبح جماح الإرهابيين ومنعهم من ارتكاب حماقاتهم الإرهابية في كثير من دول العالم، وسوف يحد قطعا من انتشار تلك الظاهرة الشريرة ويوقف الإرهابيين عند حدودهم. كما أن التحالف أيضا سوف يواجه الدور الإيراني في المنطقة، وهو دور يظهر جليا من خلال محاولة حكام طهران تصدير إرهابهم الدموي إلى دول المنطقة ودول مجلس التعاون الخليجي من خلال التدخل السافر في الشؤون الداخلية لتلك الدول، ومن خلال معاضدة ومساندة عملائها في المنطقة لتمرير أعمالهم الإجرامية كما هو الحال في الدعم الإيراني اللا محدود ماليا وعسكريا لحزب الله اللبناني. إنه تحالف يضع دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة أمام محك جديد يستهدف النهوض بكل الأساليب الممكنة لمواجهة ظاهرة الإرهاب ومكافحتها بكل الطرق، وأهمها تبادل الخبرات والمعلومات واكتشاف الأعمال الإرهابية التي تنوي رموز الإرهاب تنفيذها قبل وقوعها، وهو اكتشاف سوف يؤدي إلى تحجيم أدوار تلك الظاهرة الشريرة ويؤدي إلى اكتشاف المزيد من العناصر الإرهابية التي تضمر الشر والحقد والكراهية لسائر المجتمعات البشرية. سوف يؤدي التحالف الخليجي الأمريكي إلى ظهور إضافة جديدة من الإضافات المشهودة لملاحقة الإرهابيين واجتثاث ظاهرتهم الإجرامية من جذورها، والعمل على اكتشاف مصادرها ومخططاتها الشريرة حفاظا على أمن واستقرار وسلامة دول التحالف، وحفاظا بالتالي على استقرار دول أخرى قد تطالها أيادي الأخطبوط الإرهابي التي ما زالت أذرعته ممتدة إلى العديد من دول العالم مهددة إياها بالمزيد من الدمار والخراب والهلاك. تشكيل مجلس لمكافحة الإرهاب إلى ذلك أكد وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر، أنه اتفق مع ولي ولي العهد وزير الدفاع سمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، على تشكيل مجلس أمريكي خليجي ينسق محاربة الإرهاب. وقال خلال مؤتمر صحفي في واشنطن: «أكدت للأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز استمرار التعاون مع دول الخليج لمحاربة الإرهاب». وتلقى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز اتصالاً هاتفياً من وزير الدفاع الأمريكي، تناوَلَ عدة قضايا؛ أبرزها مواجهة الدور الإيراني في المنطقة. وجرى خلال الاتصال بحث وتوسيع مجالات التنسيق مع المملكة ودول الخليج حيال القضايا الإقليمية والدولية والعسكرية، وتعزيز فرص الاستقرار في المنطقة؛ بما فيها الجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب. كما تم دراسة تنسيق الجهود الأمريكية الخليجية؛ من أجل مواجهة التطرف الذي تدعمه بعض الدول، ومواجهة الدور الإيراني في المنطقة الذي أدى إلى تدهور الأوضاع في المنطقة. ويستشف من المكالمة الهاتفية التي جرت بين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ومعالي وزير الدفاع الأمريكي أنّ تنسيق الجهود بين المملكة والولايات المتحدة مستمر لمواجهة الإرهاب، وأن الدور الأمريكي لايزال قائما من أجل دعم وتعزيز أمن المنطقة واستقرارها، والعمل وفقا لهذا التعزيز على محاربة الإرهاب في كل مكان. كما يستشف أيضا أن الولايات المتحدة مستعدة لمواجهة الدور الإرهابي الذي تلعبه إيران في المنطقة، وهذا يعني أن تعزيز التعاون السعودي / الأمريكي لمكافحة ظاهرة الإرهاب أضحى مطلبا أساسيا لمواصلة ملاحقة الإرهابيين واجتثاث تلك الظاهرة من جذورها، فقد عانت الولايات المتحدة كما عانت المملكة من ويلات هذه الظاهرة، فأضحى التنسيق مهما بين البلدين الصديقين لاحتواء الإرهاب والحيلولة دون عودة ظهوره في المنطقة. وما حدث مؤخرا في العاصمتين الفرنسية والبلجيكية يحتم إجراء المزيد من التنسيق بين كافة دول العالم وتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب ووضع الإستراتيجيات الجماعية المؤدية لكبح جماح الإرهابيين ووقف زحف ظاهرتهم للعديد من الدول، فقد تبين من مجريات ما يحدث في العالم من جرائم إرهابية أن كافة المجتمعات البشرية دون استثناء معرضة للأعمال الإرهابية. ويبدو أن مواجهة الإرهاب من خلال تنسيق الجهود السعودية الأمريكية يصب في روافد التعاون الدولي الشامل لمكافحة ظاهرة الارهاب، حيث تتوجه النوايا الدولية لمضاعفة تنسيق الاتصالات والجهود لملاحقة الإرهابيين، وشل حركاتهم واكتشاف عملياتهم الإجرامية قبل وقوعها، وتلك جهود سوف تؤدي إلى تخليص المجتمعات البشرية من ويلات تلك الظاهرة وتحول دون تمددها الاخطبوطي في العالم. التعاون السعودي الأمريكي لاحتواء الدور الإرهابي الإيراني وسائر الأدوار الإرهابية التي تحاول زعزعة أمن واستقرار دول المنطقة هو تعاون حميد يجيء في وقته المناسب حيث أخذت ظاهرة الإرهاب تهدد العديد من دول العالم بما فيها دول منطقة الشرق الأوسط والدول الخليجية، ولابد من تفعيل هذا التعاون وتجسيده على أرض الواقع ليضاف إلى المزيد من التعاونيات الدولية المتوخاة لمكافحة الإرهاب. الدور الإرهابي الذي تلعبه إيران في المنطقة لم يعد خافيا من خلال تدخل حكام طهران في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ودول مجلس التعاون الخليجي، وهو تدخل أدى إلى زعزعة أمن تلك الدول كما هو الحال في اليمن وسوريا والعراق وليبيا، وكل الدول التي تحاول إيران تصدير العنف والإرهاب إليها كما هو مشهود اليوم، فالتنسيق لمكافحة هذا الدور الإرهابي أضحى مطلبا لكافة الدول المحبة للأمن والاستقرار والسلام. ولاشك أن احتواء ظاهرة الإرهاب واجتثاثها من جذورها وإيقاف زحفها الاخطبوطي إلى سائر دول العالم لن يتحقق إلا من خلال المواجهة الجماعية وتنسيق الجهود لملاحقة الإرهابيين، كما هو الحال مؤخرا حيث تم الاتفاق بين المملكة والولايات المتحدة على وضع التعاون بين البلدين الصديقين لمكافحة ظاهرة الإرهاب موضع التنفيذ، وهو تعاون يمثل الطريقة المثلى لمواجهة الإرهاب والحيلولة دون تصعيد آثاره الوخيمة المدمرة. الولايات المتحدة تشكر المملكة على جهود استخباراتها لمكافحة الإرهاب في ذات السياق وجهت الولايات المتحدة الأمريكية الشكر للمملكة العربية السعودية على جهودها في مكافحة الإرهاب. جاء ذلك خلال لقاء رئيس الاستخبارات العامة السعودية سابقاً صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز آل سعود، مع مساعدة الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن الوطني ومكافحة الإرهاب ليزا موناكو، لبحث القضايا الإقليمية وعلى رأسها الوضع في العراق وسوريا واليمن. ووجهت مساعدة الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن الوطني ومكافحة الإرهاب ليزا موناكو، خلال لقائها الرئيس السابق للاستخبارات السعودية، الشكر للمملكة لـ»دورها في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش»، مشددة في الوقت نفسه على «أهمية دور المملكة في «حفظ السلام والاستقرار الإقليمي». وقال بيان صادر عن المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، برناديت ميهان: «بحثت مساعدة الرئيس لشؤون الأمن الوطني ومكافحة الإرهاب ليزا موناكو، مع الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز آل سعود، رئيس الاستخبارات العامة السابق للملكة العربية السعودية، التعاون السعودي - الأمريكي والتداول حول القضايا الأمنية الإقليمية». وأضافت ميهان: «إن مساعدة الرئيس الأمريكي أعربت للأمير خالد، عن التعازي لفقدان المملكة العربية السعودية الموظفين الأمنيين السعوديين اللذين قتلا في هجوم لتنظيم الدولة على الحدود مع العراق». وأكدت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أن الجانبين قد بحثا «التطورات الأخيرة في اليمن، والتعاون المستمر الذي أعقب مشاورات رفيعة المستوى بين السعودية والولايات المتحدة في البيت الأبيض، الشهر الماضي المتعلقة بالجهد المشترك لدعم أمن واستقرار اليمن». كذلك تحدث الطرفان عن جهود المملكة «في التعاون مع الحكومة العراقية، والحاجة لإيجاد تسوية سياسية للصراع السوري، إضافة لمواضيع إقليمية أخرى بضمنها إيران». مشاركة المملكة في التحالف الدولي ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة في غضون ذلك شاركت المملكة، ممثلة بوزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير، في مؤتمر التحالف الدولي ضد «داعش» الذي استضافته العاصمة الإيطالية روما ، بمشاركة 23 وزيراً للخارجية، إلى جانب ممثل الاتحاد الأوروبي. وترأس جلسات المؤتمر وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ووزير الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني. يذكر أن وزراء خارجية ست دول عربية تشارك في المؤتمر إلى جانب وزير خارجية المملكة، باستثناء الكويت التي يمثلها وزير الدفاع. وقال وزير الخارجية الأميركي في كلمة له خلال المؤتمر: «إن التحالف الدولي يدفع مقاتلي تنظيم داعش إلى التقهقر في معاقلهم بسورية والعراق، لكن التنظيم يهدد ليبيا، وقد يسيطر على ثرواتها النفطية». مضيفاً « في ليبيا نحن على وشك تشكيل حكومة وحدة وطنية، ذلك البلد لديه موارد، وآخر شيء في العالم تريدونه هو «دولة » وهمية يمكنها الاستفادة من عائدات نفطية ببلايين الدولارات. وبموجب خطة تدعمها الأمم المتحدة للتحول السياسي من المتوقع أن تشكل الحكومتان المتنافستان حكومة وحدة، لكن الاقتتال الداخلي مازال يعطل تشكيلها بعد شهر من الاتفاق على ذلك في المغرب». وتدرس «دول غربية كذلك توجيه ضربات إلى المتشددين في ليبيا، وهي بوابة لعشرات الآلاف من المهاجرين الراغبين في الوصول إلى أوروبا، لكنها تريد موافقة حكومة الوحدة، التي يعتزم تشكيلها قبل أن تبدأ العمل». وقال كيري: «لم نصل بعد إلى النصر الذي نريد تحقيقه، والذي سنحققه سواء في سورية أم العراق، وشهدنا «داعش» يلعب لعبة الانتشار في دول أخرى، وخصوصاً في ليبيا». وعد وزير الخارجية الأميركي المؤتمر «خطوة مهمة في طريق القضاء الكامل على تلك العصابات التي تمددت إلى أماكن شتى في العالم»، وثمن «الجهود الدولية التي بذلت ضد هذا التنظيم»، مضيفاً أن «القضاء على «داعش» لن يحدث بين ليلة وضحاها، لذا فنحن في حاجة إلى كل الإسهامات المستدامة من كل دولة عضو في التحالف». وأكد أن «العمل الدؤوب من التحالف الدولي يجري لأجل عدم إعطاء أية فرصة لـ«داعش» لإعادة ترتيب صفوفه»، مشدداً على «ضرورة محاربة «داعش»، واستئصاله من جذوره، وتجفيف مصادر تمويله». وفي هذا الشأن صرح مصدر مسؤول بأن «القوات الجوية الملكية السعودية شاركت في عمليات عسكرية في سوريا ضد تنظيم داعش، ولدعم المعارضة السورية المعتدلة ضمن تحالف دولي للقضاء على الإرهاب الذي يعتبر داء مميتا، ولدعم الشعب السوري الشقيق لاستعادة الأمن والوحدة والتطور لهذا البلد المنكوب». وقد باغتت الولايات المتحدة الأمريكية تنظيم داعش في سوريا ***- فجر أمس -**** بسلسلة ضربات جوية لقواعده هناك، بعد أن أوهمته بأنها ستستهدفه في العراق في المرحلة الأولى. وبعد ساعات من بدء الهجوم ، أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن هذه الحرب التي تشارك فيها دول عربية ستستمر فترة طويلة من المتعذر معرفة كم من الوقت ستستغرقها، لكن الولايات المتحدة «ستفعل كل ما هو ضروري» لهزيمة التنظيم الدموي. وقال في رسالة للكونجرس: «من المتعذر معرفة مدة هذه العمليات وإعادة الانتشار. سأواصل إدارة مثل هذه الإجراءات الإضافية حسب الضرورة لحماية وتأمين المواطنين الأمريكيين ومصالحنا في مواجهة التهديد الذي يشكله تنظيم داعش». وفي كلمة له في حديقة البيت الابيض، أكد أوباما أن تحالف الدول العربية التي تشارك في الهجمات على تنظيم داعش الدموي في سوريا تظهر أن الولايات المتحدة «ليست وحدها».
مشاركة :