الرباط - أعطت المكالمة الهاتفية التي أجراها العاهل المغربي الملك محمد السادس مع رئيس نيجيريا بولا أحمد أديكونلي تينوبو في الفترة القليلة الماضية دفعا للمباحثات المتعلقة بمشروع خط الغاز الافريقي الأطلسي الذي تتشارك انجازه الرباط ونيجيريا وانضمت إليه دول افريقية أخرى. ودشنت ليلى بنعلي الوزيرة المغربية للانتقال الطاقي والتنمية المستدامة قبل أيام قليلة سلسلة اجتماعات مع وزير النفط والطاقة السنغالي أنطوان فيليكس عبداللاي ديومي، وهو ثاني اجتماع تعقده بعد آخر مع وزير الدولة للموارد البترولية النيجيري إكبيريكبي إيكبو. وجاء الاجتماع مع الوزير السنغالي على هامش زيارته للمغرب على رأس وفد رفيع المستوى حيث أجرى مباحثات على أكثر من مستوى بما يشمل تعزيز العلاقات بين البلدين وإعطاء دفعة أقوى للشراكات الثنائية وتطوير التعاون في مجال الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية والكهربة القروية. كما عقد اجتماع ثلاثي بين الوزيرة المغربية ووزير النفط السنغالي ووزير الدولة النيجيري للموارد البترولية تركز على مناقشة تطورات مشروع خط الغاز النيجيري المغربي والسبل الكفيلة بتسريع وتيرة الانجاز. وشكلت الاجتماعات اطار عمل بين الدول الثلاثة لتعزيز التنسيق والتشاور بشأن المشروع الاستراتيجي الواعد الذي تراهن عليه المملكة الغربية وشركائها الأفارقة لإحداث نقلة نوعية ضمن التعاون بين دول الساحل والانفتاح الافريقي الأطلسي مدفوعا بالمبادرة التي طرحها العاهل المغربي للتنمية المستدامة في المنطقة. وبحسب بيان صادر عن وزارة الانتقال الطاقي المغربية فإن زيارة الوزير السنغالي والوفد المرافق له "تندرج في إطار المشاورات والتنسيق المتواصل بين المغرب والسنغال، من أجل تعزيز العلاقات الثنائية وإعطاء زخم جديد لمشاريع التعاون الاستراتيجي في مجال الانتقال الطاقي". وأعرب الجانبان عن استعداد البلدين لمواصلة تعزيز الحوار السياسي وكذلك تبادل مكثف للزيارات وبلورة تعاون رابح - رابح بما يخدم المصالح العليا لكل منهما. وبعد الاتصال الهاتفي بين الملك محمد السادس ورئيس نيجيريا بولا أحمد أديكونلي تينوبو، انطلق الجانب المغربي في إجراء مشاورات والتنسيق على أعلى مستوى مع الدول المعنية بمشروع خط أنبوب الغاز لتسريع وتيرة الانجاز. وكان الزعيمان قد تحدثا عن مشروع خط أنبوب الغاز الإفريقي-الأطلسي نيجيريا-المغرب الذي سيشكل رافعة إستراتيجية للاندماج الإقليمي والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لمجموع بلدان غرب إفريقيا، بينما جاءت مبادرة الأطلسي التي طرحها العاهل المغربي في الفترة الأخيرة لتعزيز التكامل بين دول الساحل ودول غرب افريقيا. كما وجه الملك محمد السادس دعوة للرئيس بولا أحمد أديكونلي تينوبو على أن تتولى القنوات الدبلوماسية للبلدين تحديد موعدها. ومن المتوقع أن تشكل الزيارة المرتقبة مناسبة لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية واعطاء دفع أكبر لانجاز مشروع أنبوب الغاز الذي بات يستقطب أيضا اهتماما دوليا كبيرا على خلاف محاولة بعض الجهات من بينها الجزائر التشكيك في قدرة المغرب وشركائه الأفارقة في إتمام هذا المشروع.
مشاركة :