تم أمس الاحتفال باليوم العالمي لحماية خصوصية البيانات، وذلك في الوقت الذي تكتسب فيه أمن وسلامة البيانات أهمية متزايدة، في ظل التوجه القوي نحو التحول الرقمي. وأكد خبراء أن الإمارات تبقى رائدة في تعزيز دفاعاتها السيبرانية، لترسيخ مسيرة الاقتصاد الرقمي، وتكثف الجهود التي تستهدف التصدي للهجمات الإلكترونية، وهو ما ساعد كثيراً القطاعات الاقتصادية والمؤسسات والشركات في الدولة على البقاء مرنة ورشيقة. وقال رمزي عيتاني المدير الإقليمي لدى شركة فيريتاس تكنولوجيز، إن اليوم العالمي لخصوصية البيانات، فرصة لتذكير قادة تكنولوجيا المعلومات في جميع مؤسسات منطقة الشرق الأوسط، بحجم التحديات المتزايدة التي تسببها التهديدات السيبرانية على بياناتهم، بالإضافة إلى المخاطر التجارية المرتبطة بعدم الامتثال للتطورات السريعة للمشهد التنظيمي، الذي يهدف إلى الحفاظ على أمان وحماية البيانات. وفي سياق شعار هذا العام «تحكّم في بياناتك»، يبرز الدور الأساسي الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي وعلاقته الوثيقة بحماية بياناتنا، حيث يظهر التأثير الجذري للذكاء الاصطناعي في كيفية إدارتنا للبيانات، كما يتجلى معه دور التطور السريع للذكاء الاصطناعي في ظهور تحديات جديدة، خاصة في مجال زيادة هجمات برامج الفدية المستقلة. وأشار إلى أن تطور الذكاء الاصطناعي، يجعل من الامتثال لخصوصية البيانات أكثر تعقيداً، الأمر الذي يؤدي بالهيئات التنظيمية الإقليمية والوطنية، إلى الاستمرار في تطوير حواجز الحماية التشريعية لنماذج اللغات الكبيرة العامة (LLMs)، والذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI)، إذ، وعلى سبيل المثال، أعلن مركز دبي المالي العالمي مؤخراً عن تعديلات على لوائحه الحالية لحماية البيانات، حيث صارت أحكام الذكاء الاصطناعي المضافة حديثاً، من بين أهم التغييرات التي أجراها المركز، لما لها من تأثير في حماية البيانات. وأضاف أنه في الوقت الذي تشدد فيه منطقة الشرق الأوسط أطر حماية البيانات، استجابة لهذه التحديات، يظهر بوضوح أن اليقظة والقدرة على التكيف ليسا مجرد اختياريين، بل هما أمران ضروريان ومهمان للغاية، فقد أظهر بحث فيريتاس حول استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية في البيئات المهنية، أن 44 ٪ من الموظفين الذين تم استجوابهم في الإمارات، قد أدركوا أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية العامة، أدى إلى زيادة مخاطر تسريب المعلومات الحساسة. ويعد الالتزام بمبادئ الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في المنطقة، خاصةً مع استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، دليلاً على الموقف الاستباقي الذي يتخذه القطاع، حيث إن العمل على ضمان التوازن الصعب بين الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لأغراض الحماية ومنع إساءة استخدامه، سيحدد أمان وخصوصية عالمنا الرقمي في المستقبل. حماية الهويات الرقمية وقال محمد عيسى مدير المبيعات الإقليمي لدى شركة «إنتراست» في الشرق الأوسط وأفريقيا، إن اليوم العالمي لحماية خصوصية البيانات، ككل عام، يأتي ليذكرنا بأهمية حماية الهويات الرقمية، ووضعها على رأس أولوياتنا في هذا العالم المترابط، فقد انتهى وقت الجدال بين توفير ما يسمى بـ «تجربة المستخدم السلسة»، وضمان الأمن السيبراني، وحل محله حقيقة وحيدة، وهي أنه تكون إجراءات الأمن السيبراني جزءاً لا يتجزأ من تجربة المستخدم. وأشار إلى أنه على مدى السنوات القليلة الماضية، أصبحت خروقات البيانات والمخاوف المتعلقة بالخصوصية شائعة جداً، وبشكل مثير للقلق، الأمر الذي أثار مخاوف عديدة حول أمن معلوماتنا الشخصية، كما شهدنا استمرار وزيادة تطور هذه التهديدات، التي تتعرض لها خصوصيتنا الرقمية جراء الخروقات واسعة النطاق، تستهدف المؤسسات والهويات الفردية، على حد سواء. ومع استمرار تطور التكنولوجيا بشكل سريع، تتطور معه أيضاً الأدوات والتقنيات التي تستخدمها الجهات الخبيثة، بدءاً من محاولات القرصنة المعقدة، ووصولاً إلى الأشكال الأكثر دقة لاستخراج البيانات، ما يجعل معلوماتنا الشخصية تحت الحصار الدائم، يجعل أكثر المحترفين في مجال الأمن تدريباً، معرضين لتفويت عمليات التصيد الاحتيالي الواقعية، التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، عبر النصوص والصوت والفيديو. وأوضح أن الحكومات والهيئات التنظيمية، تواصل تكثيف جهودها لمواجهة مشهد التهديدات المتطور باستمرار، فعلى سبيل المثال، أعلن مركز دبي المالي العالمي، مؤخراً، عن تعديلات على لوائحه الحالية لحماية البيانات، حيث صارت تعد أحكام الذكاء الاصطناعي المضافة حديثاً، من بين أهم التغييرات التي أجراها المركز. وقال إنه يتعين على الشركات في دولة الإمارات، حماية الهويات الرقمية اليوم، أكثر من أي وقت مضى، حيث يلعب مديرو تكنولوجيا المعلومات دوراً محورياً في تشكيل مشهد الأمن السيبراني لمؤسساتهم، ويجب عليهم تكييف استراتيجياتهم مع التحديات المتطورة التي تفرضها التهديدات السيبرانية، وذلك من خلال اعتماد التقنيات المبتكرة، وتعزيز ثقافة الوعي الأمني، والالتزام بممارسات الخصوصية الفعّالة، يمكن للمؤسسات الإبحار بثقة في العوالم الرقمية، وحماية هويات الأفراد في هذا العالم المترابط. تابعوا البيان الاقتصادي عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :