حينما يطلق الحكم "أليخاندرو خوسي هيرنانديز" هذا المساء صافرة البداية لـ"كلاسيكو" إسبانيا العريق، والذي يحمل الرقم 232 تاريخيا، لن يكون لفارق النقاط الـ10 بين متصدر "الليجا" برشلونة، وضيفه ثالث الترتيب ريال مدريد، أي أهمية لدى الملايين ممن يترقبون اللقاء بشغف كروي. ورغم المصاعب التي واجهها بداية الموسم، تربع برشلونة على قمة "الليجا" متفوقا على الجميع نقطيا ورقميا، وتمكن من الزحف نحو مقعد الصدارة بعد سلسلة نتائج مبهرة، تجاوز فيها خصومه واحدا تلو الآخر، حتى وجد نفسه مبتعدا عن أقرب ملاحقيه أتليتكو مدريد بفارق يصل إلى 9 نقاط، ومع دخول المنافسة منعطفها الأخير بتبقي 8 جولات فقط، سيكون لانتصار رفاق ميسي مذاق مضاعف، فهو أولا: سيجعل اللقب في متناولهم أكثر من ذي قبل، وثانيا: وهو الأهم تكرار انتصار الذهاب في "سانتياجو برنابيو" الذي ما يزال المدريديون يعانون تبعاته محليا حتى الآن. ولن يجد المدرب الفرنسي زين الدين زيدان فرصة أكثر ملاءمة من مواجهة اليوم، فالعودة بنقاطها تمثل كثيرا له شخصيا، ليثبت أحقيته بالاستمرار في منصبه المؤقت، وأيضا لفريقه ليعيد إحياء حظوظه، وإن كانت ضئيلة، في البقاء منافسا على اللقب الغائب منذ فترة، فالفوز سيقلص الفارق إلى 7 نقاط، والعارفون ببواطن "الكلاسيكو" يدركون جيدا التأثير الذي يتركه على الخاسر، والدفعة المعنوية التي يحظى بها المنتصر. نعم، هناك شيء من الأفضلية "فنيا ونتائجيا" لأصحاب الأرض هذا الموسم، إلا أن كل الفروقات تتلاشى في مواجهات كهذه، وتصبح خارج الحسابات.
مشاركة :