هالة سامر شابة عراقية واعدة، تتسابق خطواتها نحو طريق تحفه الأشواك، وصفته بـ«العالم الساحر»، لكنها في بداية المشوار والإصرار. وقالت لـ«الحياة» أمس: «إن الإعلام يتطلب ميزات تفوق الجمال، في مقدمها الجرأة، وسبيل الاستمرار به الصبر، والنجاح فيه لا يأتي بسهولة». وتطرح الإعلامية العراقية تجربتها، من خلال خلطة فنية تحمل عنوان: «كلاكيت» الذي ينطلق في قناة «الشرقية» العراقية الخاصة، في التاسعة من كل إثنين من قلب عمّان، ويتناول في مضمونه أحدث أخبار الفن السابع. إلا أن التجربة الإعلامية التي تخوضها هالة، على رغم حداثتها، ليست وليدة، إذ سبقها برنامج «هالة شو»، الذي قدمها إلى الجمهور العراقي قبل عامين، من خلال نافذة قناة «هنا بغداد». وتابعت هالة سامر حديثها في خصوص الفارق بين محتوى ما تناوله برنامجها الحالي من حيث الفكرة، ومقارنته بالعمل الأول، قائلة: «اختلافهما ليس فارقاً، تناول برنامج «هالة شو» ما يخص الدراما العربية والعالمية بمختلف تفرعاتها، في حين اقتصر برنامج «كلاكيت» على جانب السينما العالمية حصرياً». وأعربت عن ندمها لتطابق اسم أول برنامج لها «هالة شو» مع برنامج تقدمه الإعلامية المعروفة هالة سرحان، موضحة أن «الخبرة تتنامى تدريجياً، ولو يعيد الزمن نفسه إلى الوراء لما وافقت على الاسم، الذي لم يكن تطابقه مقصوداً». وأفصحت عن أسباب توجهها إلى المجال الإعلامي، معتبرة أن الفكرة «مجرد رغبة شخصية، عالم ساحر عاش في مخيلتي حتى أدركته، وأتذكر حين كنت أسعى لتقليد بعض الشخصيات النسائية الإعلامية، وكنت أجلس خلف الطاولة وأمثل دور المذيعة، حتى استطعت الوصول إلى ما تمنيت»، واصفة المجال الإعلامي بـ«السحر المؤثر في الآخرين». ولدت هالة سامر في الموصل عام 1993، وعاشت طفولتها في بغداد، وأتمت مراهقتها في عمّان، ثم انتقلت إلى الحياة في أميركا، حتى رسا مركبها مرة أخرى في عمّان. تقول: «أنا ابنة وحيدة بين أخوين، والدي كان طياراً، ووالدتي إعلامية، ونشأت في عائلة تهوى الفن، لذلك لم أجد ممانعة من أحد، ما أعتبره تشجيعاً من أسرة محيطها عربي، إلا أن الإعلام ليس بالسهولة التي نتوقعها، فهو لا يقف عند حدود المظهر، ولو كان ذلك ذا أولوية لاكتسحت ملكات جمال الدول الشاشات الصغيرة والكبيرة، فالإعلام يتطلب الجرأة والثقافة، واللباقة، والحس. وبلدي الأم (العراق) عانى من الويلات، وعدم الانفتاح على العالم في ظل حروب مستمرة وضغوط مجتمعية وذاتية، وأعتقد أن ذلك ما دفع كثيراً من الموهوبات العراقيات إلى الانطواء وتحاشي الوقوف أمام الكاميرا، ما أسهم في تراجع حظوظهن الإعلامية». وأكملت حديثها قائلة: «طموحاتي طويلة المدى، وكل ما علي عمله في الفترة المقبلة التسلح بمزيد من الثقة والصبر والمثابرة والثقافة، ومع مرور الأيام بت أسعى إلى الفرص ولا أنتظرها، وذلك ما حدث معي في قناة «الشرقية»، التي سعيت إلى الانضمام إليها إيماناً مني بمضمونها ومحتواها، أما قصة انضمامي إلى قناة «هنا بغداد» فكانت وليدة الصدفة». وتطمح هالة سامر إلى «برنامج فني حواري شامل أستضيف من خلاله جمهوراً وضيوفاً، وأناقش مواضيع جدلية تؤرق أهل الاختصاص ومتابعيه». إلا أنها تستبعد فكرة التمثيل نهائياً، تقول: «لا أجده قريباً إلى نفسي». ولم تنكر ابنة بغداد أن الشهرة جزء من مسعاها، وقالت: «لو أنكرتها فسأكون كاذبة، لا أحد يدخل المجال الإعلامي من أجل تقديم خدمة مجتمعية فحسب، وإلا لتوجهت إلى العمل في المجتمع المدني». وحصرت ثروتها في «نجاح عملي»، مبينة أن الثراء المالي «لا يلعب دوراً في حياتي». واستبعدت أن يكون الطموح إلى الزواج من رجل ثري غاية تسعى لتحقيقها من وراء الشهرة.
مشاركة :