طهران - نفت إيران الاثنين ضلوعها في هجوم بمُسيّرة أودى بحياة ثلاثة جنود أميركيّين في الأردن وأسفر عن إصابة 34 آخرين على الأقلّ، وفق ما جاء في بيان لوزارة الخارجيّة نقلته وكالة الأنباء الإيرانيّة الرسميّة (إرنا) فيما يأتي ذلك وسط تصاعد التهديدات الأميركية بالرد على الهجوم غير المسبوق. ونقلت الوكالة عن المتحدّث باسم الوزارة ناصر كنعاني قوله إنّ "هذه الاتّهامات غرضها سياسي ويهدف إلى قلب الحقائق في المنطقة"، وذلك تعقيبًا منه على بيان لوزير الخارجيّة البريطاني ديفيد كامرون دعا فيه طهران إلى "وقف التصعيد" في المنطقة. وقال كاميرون في تغريدة عبر منصة "إكس" "ندين بشدة الهجمات التي تشنها الميليشيات المتحالفة مع إيران ضد القوات الأميركية، ونواصل حث إيران على وقف التصعيد في المنطقة". وأضاف كنعاني أنّ هذه الاتّهامات "تُظهر أيضًا تأثّرها بأطراف ثالثة، بما في ذلك النظام الصهيوني قاتل الأطفال"، في إشارة منه إلى إسرائيل التي تخوض حربًا ضدّ حماس في قطاع غزّة إثر الهجوم غير المسبوق للحركة الإسلاميّة على الدولة العبريّة في 7 تشرين الأوّل/أكتوبر. وتابع المتحدّث باسم الخارجيّة الإيرانيّة "سبق أن قلنا بوضوح إنّ جماعات المقاومة في هذه المنطقة تردّ على جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يرتكبها النظام الصهيوني" وهي "لا تأتمر" بأوامر إيران و "تُقرّر أفعالها بناءً على مبادئها الخاصّة". وقد تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد بالرد بعد الهجوم مضيفا أثناء قيامه بزيارة إلى ولاية ساوث كارولينا "كان يومنا صعبا الليلة الماضية في الشرق الأوسط. فقدنا ثلاثة أرواح شجاعة"، قبل أن يتعهد بأن الولايات المتحدة "سترد". وحمّل وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن المليشيات المدعومة من إيران مسؤولية الهجمات مضيفا وفق بيان من البنتاغون أن "المليشيات المدعومة من إيران مسؤولة عن الهجمات على القوات الأميركية ونحن سنرد في الوقت والمكان الذي نختاره". وأشار إلى أنه والرئيس الأميركي لن يتسامحا مع الهجمات ضد القوات الأميركية مضيفًا "سنتخذ جميع الخطوات اللازمة للدفاع عن الولايات المتحدة وقواتنا ومصالحنا". من جانبه قال رئيس القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي مايك روجرز الأحد إنه "حان الوقت للرئيس جو بايدن لمحاسبة إيران ووكلائها على مهاجمة قواتنا". ونقلت شبكة "سي إن إن" عن روجرز قوله لقد "حان وقت أن يقوم الرئيس بايدن بمحاسبة النظام الإيراني الإرهابي ووكلائه المتطرفين على مهاجمة قواتنا". ويعد الهجوم الأخير على قوات أميركية في الأردن الأول من نوعه منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، والأول الذي يُسفر عن سقوط قتلى أميركيين. وادّعت جماعة تسمى "المقاومة الإسلامية العراقية" في بيان على صفحتها بمنصة تلغرام أن مقاتليها "هاجموا بواسطة الطائرات المسيّرة، أربع قواعد للأعداء، ثلاث منها في سوريا، وهي قاعدة الشدادي، قاعدة الركبان، وقاعدة التنف والرابعة داخل أراضينا الفلسطينية المحتلة وهي منشأة زفولون البحرية". وتعلن الجماعة التي تضم مليشيات شيعية موالية لإيران، أنها تهاجم بشكل متكرر القواعد التي تتمركز فيها القوات الأميركية وقوات التحالف "ردا على الهجمات في غزة". واشنطن - قال مسؤول أميركي إن عدد أفراد الجيش الأميركي الذين أصيبوا في هجوم بطائرة مسيرة على قاعدة في شمال شرق الأردن اليوم الأحد ارتفع، مضيفا أنه يجري مراقبة نحو 34 من القوات للاشتباه في إصابات محتملة بالدماغ، بينما أكد الرئيس جو بايدن مقتل 3 جنود في حين تضاربت الروايتين الأميركية والأردنية حول موقع الهجوم. واتهم بايدن جماعات متشددة مدعومة من إيران تعمل في سوريا والعراق بتنفيذ الهجوم، بينما يتوقع أن يشكل هذا الهجوم منعطفا في التصعيد بين واشنطن والميليشيات الموالية لطهران. وذكر بيان سابق للجيش الأميركي أن ثلاثة عسكريين قتلوا وأصيب 25 آخرون في الهجوم. ولم تنشر وزارة الدفاع الأميركية بعد تفاصيل بشأن طبيعة الإصابات، لكن إصابات الدماغ الرضية أمر شائع بعد أي انفجار كبير. وقال متحدث باسم الحكومة الأردنية اليوم الأحد إن الهجوم لم يقع على أرض المملكة بل في سوريا، إذ أكد وزير الاتصال المتحدث الرسمي باسم الحكومة مهند المبيضين لقناة المملكة التلفزيونية الأردنية أن الهجوم الذي استهدف القوات الأميركية قرب الحدود السورية لم يقع داخل الأردن، موضحا أنه استهدف قاعدة التنف في سوريا. وهذا أول هجوم منسوب للميليشيات الإيرانية الذي يقتل ويصاب فيه عدد من العسكريين الأميركيين بنيران معادية في منطقة الشرق الأوسط منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وذكرت شبكة سي ان ان الإخبارية الأميركية أن الهجوم استهدف موقع البرج 22 في الأردن على مقربة من الحدود مع سوريا، معتبرة أنه يشكل تصعيدا خطيرا للوضع المتوتر أصلا في المنطقة. وتعرضت القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي في سوريا والعراق الذي تقوده الولايات المتحدة إلى نحو 158 هجوما منذ بداية حرب غزة، بينما قلل مسؤولون أميركيون في أكثر من مناسبة من شأن تلك الهجمات. وشنت القوات الأميركية هجمات على مواقع لميليشيات عراقية تابعة للحشد الشعبي الموالي لإيران، ردا على استهدافها مواقع ومصالح أميركية في العراق. كما وجهت إلى جانب بريطانيا ضربات لمواقع تابعة للحوثيين في اليمن ردا على استهداف المتمردين المدعومين من إيران لسفن الشحن في البحر الأحمر. وينذر الهجوم الأخير سواء كان في قاعدة التنف أو في البرج 22 بانعطافة محتملة في التصعيد يتوسع معها الصراع القائم في الشرق الأوسط، بينما تقول واشنطن وطهران إنهما لا ترغبان في اتساع نطاق النزاع.
مشاركة :