استحوذت الشركات العالمية التي تعمل في قطاع (بي تو بي B2B) و(بي تو سي B2C) على نصف صفقات الاندماج والاستحواذ بحصة 41 في المائة خلال العام الماضي، مستفيدة من الزيادة في قيمة الصفقة الواحدة. وشركات "بي تو بي" تعرف بأنها مؤسسات تقدم خدماتها لشركات أخرى، في حين تستهدف شركات "بي تو سي"، العملاء الأفراد. وبحسب تقرير لوحدة التحليل المالي في صحيفة "الاقتصادية"، بلغ حجم صفقات الاندماج والاستحواذ في القطاعين خلال العام الماضي نحو 1.23 تريليون دولار. ويعد هذا الرقم الأعلى منذ عام 2021، وهو العام الذي سجل فيه القطاعان أعلى قيمة خلال فترة التقرير الممتدة منذ 2007. مثلت قيمة الصفقات لقطاع "بي تو بي" بمفرده نحو 793.5 مليار دولار وهي تقل بنحو 4 في المائة عن عام 2022، فيما لو قورنت بأعلى مستوى مسجل (عام 2021) فقد تراجعت بنحو 33 في المائة، متزامنا مع التراجع العالمي لصفقات الاستحواذ والاندماج التي تأثرت بارتفاع الفائدة تدريجيا. كذلك، تراجعت صفقات شركات "بي تو سي" العام الماضي بنحو 29 في المائة لتصل إلى نحو 435 مليار دولار، فيما تراجعت من أعلى مستوى وقت ذروة الصفقات -عام 2021- بنحو 46 في المائة، بتسجيل ثاني أكبر تراجع من بين القطاعات الرئيسة. يعد قطاع "بي تو بي" الأقوى مجابهة للصدمات مقارنة ببقية القطاعات نظرا لنوعية العملاء الذين يتعامل معهم من الشركات، حيث تمتلك قدرة على التعامل مع الحالات الاقتصادية التي تكتنف الاقتصاد العالمي في حين يعيش قطاع "بي تو سي" ضعفا لا سيما في ثقة المستهلكين نتيجة للتضخم المرتفع، ما قد يؤثر في حجم صفقاته مستقبلا. بشكل عام، تأثرت صفقات الاندماج والاستحواذ عالميا ولجميع القطاعات، بما شهدته التعاملات المسجلة في أمريكا الشمالية باعتبارها تستحوذ على ما يزيد على نصف الصفقات، حيث كانت الزيادات المتسارعة لأسعار الفائدة العقبه الكبرى لتنفيذ الصفقات، إضافة إلى الظروف التي واجهتها الولايات المتحدة فيما يتعلق بملاءتها المالية والقدرة على سداد الديون بعد تراجع تصنيفها الائتماني إلى "أيه أيه +" بحسب وكالة "فيتش". خلال العام الماضي بلغت الصفقات المسجلة في أمريكا الشمالية أدنى مستوى في خمسة أعوام مع استبعاد الصفقات المسجله في عام 2020، نتيجة تداعيات كورونا. إلى ذلك، قدرت قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ عالميا للعام الماضي، بنحو 2.99 تريليون دولار، التي تعد الأدنى منذ عام الجائحة، حيث جاء ذلك متوافقا مع التوقعات نتيجة التوترات الجيوسياسية التي شهدها العام، وفي حال استبعاد عام الجائحة فإن قيمة الصفقات تعد الأدنى منذ عقد. ومع انخفاض حدة التراجع في حجم الصفقات مقارنة بعام 2022، ربما يكون ذلك مؤشرا جيدا على تحسن النشاط في المستقبل. وحدة التحليل المالي
مشاركة :