نظمت هيئة الأفلام لقاءً افتراضياً مفتوحاً بعنوان "الوثائقيات والذاكرة الجماعية"، ناقش العلاقة بين التاريخ والفيلم الوثائقي ومسؤولية صناع الأفلام، إضافة لموضوعية الفيلم الوثائقي، وأثره على الذاكرة الجماعية؛ وذلك بمشاركة واسعة من المختصين في المجال على امتداد الوطن العربي وحضور عام متنوع. استُهل اللقاء بسؤال مفتوح حول تعريف الفيلم الوثائقي وتعريف الذاكرة الجماعية، حيث اتفق غالبية المشاركين على تعريف الفيلم الوثائقي بأنه المعالجة الخلاقة للواقع، كما شهد اللقاء حواراً فلسفياً، تناول محاور متعمقة من ضمنها الفرق بين التاريخ الرسمي والفيلم الوثائقي، واعتبر المشاركون أن التاريخ التزام بالواقع، فيما تعد الذاكرة الجماعية انعكاساً لحقيقة كل فرد. وفرّقوا بين التاريخ والفيلم الوثائقي بأن التاريخ ما حدث بالفعل، بينما الفيلم الوثائقي نتاج الانتقائية في تناول ما حدث من وجهة نظر ما أو انطباع ما، ولفتوا إلى أن الفيلم الوثائقي مقاومة لتشويه أو طمس التاريخ. كما تطرق اللقاء إلى مفهوم الذاكرة الجماعية العالمية التي تشكلت بحسب المشاركين بناءً على الأفلام الوثائقية، كما هو الحال مع الأفلام العلمية الوثائقية أو أفلام الطبيعة، أو عبر منصات التواصل الاجتماعي، التي خلقت ذاكرة عالمية بصورة ما حول الأحداث الجارية. وفي محور متصل بتأثير الفيلم الوثائقي؛ سلط المشاركون الضوء على قدرة الفيلم الوثائقي على خلق الأسئلة لدى المتلقين، والتي تعد من علامات نجاح الفيلم الوثائقي. وناقش اللقاء، الفرق بين الفيلم الروائي والفيلم الوثائقي، ومسؤولية صُناع الفيلم الوثائقي وموضوعيته، إذ اتفق الغالبية على عدم وجود علاقة بين الموضوعية والفيلم الوثائقي، حيث تنتهي بمجرد حصر المشاهدة داخل إطار التصوير، لافتين إلى المسؤولية الأخلاقية على عاتق صُناع الأفلام الوثائقية. واختُتم النقاش بسؤال حول المعوقات التي تواجه صناعة الأفلام الوثائقية عربياً وما إذا كانت تشهد إقبالاً من الجمهور، وأكدت المداخلات أن أحد أهم المعوقات تكمن في مشكلة تمويل إنتاج الأفلام الوثائقية، وصعوبة الوصول إلى مصادر المعلومات، فضلاً عن عزوف الجمهور أو قلة الإقبال على الفيلم الوثائقي عالمياً، مقارنة بالأفلام الروائية أو أفلام شباك التذاكر. يذكر أن هذا اللقاء يأتي ضمن سلسلة من اللقاءات الدورية المفتوحة التي تُنظمها هيئة الأفلام مع المهتمين والعاملين في صِناعة الأفلام؛ والرامية إلى تعزيز التواصل مع المجتمع السينمائي عبر فتح مساحةٍ حواريةٍ لتبادل الخبرات والنقاشات السينمائية.