زينت قطرات الندى عوالم الأسر للنباتات العطرية في بيئة مركز شفا الطائف، لتشكل لوحة فنية بديعة بين أحضان الطبيعة، حيث أعطى الضباب متنفسا ومحورًا مهما للنباتات لتجديد غطائها ونمو أغصانها وتفتح أزهارها ذات الروائح الزاكية، مما أضفى عليها شكلا جماليا بهي الوصف. وينفرد مركز الشفا بمحافظة الطائف عن غيره من ربوع المملكة الجميلة؛ ببرودة طقسه في موسم الشتاء، حيث تنخفض فيه درجة الحرارة إلى ما دون 5 درجات في بعض أيام الشتاء، واعتداله صيفا بدرجة حرارة بين 25 - 33 درجة مئوية، وفي هذه الأيام مع تباشير فصل الشتاء تبدأ المدرجات الزراعية الواقعة في سلسلة جبال الشفا ومساحاته الشاسعة بالاكتساء بألوان الزهور اليانعة التي تسر الناظرين، ويقصدها السائحون وهواة التصوير لالتقاط أجمل الصور المختلفة، ومن أهم الأزهار والثمار التي يزدان بها حاليا زهور ونباتات الشيح والعطرة والحبق والبردقوش، والريحان، والدوش والورد الطائفي. واكتسب مركز الشفا أهميته وشهرته كون جباله حضناً طبيعياً للبرية، تعيش فيه الحياة الفطرية والنباتية وفق قانون الطبيعة غير آبهة بأي قانون بشري، ليتربع المركز فوق أراضي منطقة مكة المكرمة المرتفعة، في تناسق بيولوجي وطبيعي نادر، حتى باتت جباله كنزاً طبيعياً يشكل قاسماً مشتركاً بين الحياة الفطرية والغطاء النباتي. ويضم مركز الشفا أكبر الغابات في شبه الجزيرة العربية، وتسود غاباته عوائل النباتات منذ مئات السنين، وانتشارها الكثيف والواسع، ويلفه الضباب من منتصف يناير حتى نهاية مارس، وتهطل عليه الأمطار الموسمية بمعدلات ضخمة، ما جعل منه ذا قالب طبيعي مملوء بكنوزه الأحيائية النادرة، التي جعلت منه محط اهتمام الباحثين والسياح والبيئيين. ويجد الزائر والسائح في شفا الطائف نافذة سياحية بيئية، يتعرف من خلالها على ملامح الصورة الأحيائية، وما تشكله الطبيعة من فرص نادرة للتمتع بهذا الكنز الطبيعي الجميل، يقصده بشكلٍ مستمر عشاق السياحة البيئية والباحثون الأكاديميون، والكثير من السياح الخليجيين الذين ينشدون الطبيعة والهدوء بعيدًا عن الأبراج الشاهقة وضوضاء التقدم، لما يحفل به من قاموس بيولوجي والكثير من المفردات الأحيائية الطبيعة.
مشاركة :