حذرت قطر ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) اليوم (الاثنين) من تداعيات كارثية لوقف دعم الوكالة الدولية، والذي قد يؤدي إلى إيقاف عملها بالكامل في غضون أسابيع. وجاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجرته اليوم وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية القطرية لولوة بنت راشد الخاطر مع المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني، وفق بيان لوزارة الخارجية على موقعها الرسمي. وذكر البيان أن قطر أكدت موقفها الثابت من ضرورة استمرار وتكثيف الجهود الإغاثية إلى قطاع غزة، وحذرت من التداعيات الكارثية المترتبة على وقف دعم وكالة الأونروا. وأضاف أن الخاطر أشارت إلى أن الأونروا تدعم ملايين الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا، محذرة من أن تعليق تمويلها سيؤثر سلبا على عملها وقدراتها في الاستجابة للحاجات الملحة للفلسطينيين في كل هذه المناطق. وشددت الوزيرة القطرية على أن المراجعة والشفافية والمساءلة بشأن عمل الوكالة أمور في غاية الأهمية، لكن في الوقت نفسه تستوجب العدالة عدم ممارسة العقاب الجماعي على الشعب الفلسطيني دون وجه حق. وأكدت الخاطر استمرار مساهمات بلادها في تقديم الإغاثة العاجلة لقطاع غزة، داعية إلى استمرار المانحين الدوليين في تقديم الدعم اللازم لا سيما في ظل فشل المجتمع الدولي في الوصول لحل سياسي يوقف الحرب المستمرة على المدنيين في القطاع منذ أربعة أشهر. ودعت إلى أن تظل تلبية الاحتياجات الإنسانية الحيوية للشعب الفلسطيني أولوية قصوى للمجتمع الدولي، خاصة في ظل معاناته المتفاقمة من ويلات الاحتلال والحصار والحرب وعرقلة إسرائيل إدخال المساعدات في تحد سافر للقانون الدولي والتدابير المؤقتة لمحكمة العدل الدولية في هذا الشأن. بدوره، حذر المفوض العام للأونروا من مغبة الوقف الجماعي لدعم الوكالة، منبها إلى أن هذا الأمر سيشكل تهديدا وجوديا للوكالة ويمكن أن يؤدي إلى إيقاف عملها بالكامل في غضون أسابيع. وأكد لازاريني أن التداعيات ستطال اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا والذين يعتمدون بشكل شبه كلي على عمل الأونروا في تلك المناطق. ولفت إلى أن الوكالة اتخذت كل الإجراءات القانونية للتحقيق بشأن الإدعاءات التي طالت مجموعة صغيرة من موظفيها، مشددا في هذا السياق على أن الوكالة ظلت وستبقى متمسكة بقيم الأمم المتحدة ولا ينبغي اتهامها ومعاقبتها والتغافل عن أدوارها الحيوية الكبيرة. وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية وعدة دول غربية أخرى تعليق تمويلاتها للأونروا بعد اتهامات إسرائيلية بمشاركة بعض موظفي الوكالة في الهجوم الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي. وقالت الأونروا يوم الجمعة الماضي إنها قررت "إنهاء عقود الموظفين المتورطين على الفور وبدء تحقيق".
مشاركة :