المنامة - ياسر ابراهيم - يعتبر مصدر حصول المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على السلاح – والذي ساعدها على الصمود منذ أكثر من ثلاثة أشهر – من ضمن الأسئلة التي يثيرها الخبراء العسكريون. ويبرز تقرير لـ"نيويورك تايمز" أنه ضمن مصادر السلاح هناك مصدر لم يكن متوقعا وهو الجيش الإسرائيلي نفسه. وعمليا، يوجد اقتناع لدى الاستخبارات الدولية ومنها العربية في الشرق الأوسط ببراعة حركة حماس وباقي الفصائل في المناورة من أجل تهريب السلاح عبر الأنفاق رغم الحصار الفولاذي المضروب عليها من طرف الكيان ومصر. وتعتبر إيران والحركات السياسية- العسكرية التي تدور في فلكها ضمن المصادر الرئيسية للحصول على السلاح مباشرة أو مواد تستعمل في صناعة السلاح وخاصة المتفجرات. وتأتي مفاجأة أخرى لتبرز أن مسؤولين عسكريين واستخباراتيين إسرائيليين خلصوا إلى أن عدداً كبيراً من الأسلحة التي استخدمتها حماس في هجمات 7 أكتوبر/ تشرين الأول وفي الحرب في غزة جاءت من مصدر غير متوقع: الجيش الإسرائيلي نفسه. هذا ما تناولته "نيويورك تايمز" في مقال تفصيلي في موقعها الرقمي تم نشره أمس الأحد، ويقول التقرير “المعلومات الاستخباراتية الأخيرة أظهرت مدى قدرة حماس على بناء العديد من صواريخها وأسلحتها المضادة للدبابات من آلاف الذخائر التي لم تنفجر عندما قامت إسرائيل بقذفها على غزة، وذلك وفقاً لخبراء الأسلحة ومسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية والغربية. كما تسلح حماس مقاتليها بأسلحة استولت عليها من القواعد العسكرية الإسرائيلية”. أظهرت المعلومات الاستخباراتية الأخيرة مدى قدرة حماس على بناء العديد من صواريخها وأسلحتها المضادة للدبابات من آلاف الذخائر التي لم تنفجر عندما قامت إسرائيل بقذفها على غزة التقرير يبرز كذلك أن “المعلومات الاستخباراتية التي تم جمعها خلال أشهر من القتال تكشف أنه مثلما أساءت السلطات الإسرائيلية تقدير نوايا حماس قبل السابع من أكتوبر، فقد أساءت أيضاً تقدير قدرتها على الحصول على الأسلحة”. ومن ضمن الحقائق المرعبة لجيش الاحتلال أن “ما هو واضح الآن هو أن الأسلحة ذاتها التي استخدمتها القوات الإسرائيلية لفرض الحصار على غزة على مدى السنوات الـ17 الماضية تستخدم الآن ضدها. فقد مكّنت المتفجرات العسكرية الإسرائيلية والأمريكية حماس من إمطار إسرائيل بالصواريخ، ولأول مرة اختراق البلدات الإسرائيلية من غزة”. من جانب آخر، تعرف إسرائيل جيدا نوعية الأسلحة التي يتم تهريبها عبر الأنفاق الى المقاومة الفلسطينية مثل الطائرات المسيرة والقاذفات إلا أن “أسلحة أخرى مثل المتفجرات المضادة للدبابات، والرؤوس الحربية لقذائف الـ”آر بي جي”، والقنابل اليدوية الحرارية والأجهزة المرتجلة، كانت أسلحة إسرائيلية”. كما يتحدث التقرير عن عمليات استيلاء تمت في مخازن السلاح الإسرائيلي ويعتقد أنها عرفت طريقها الى قطاع غزة والضفة الغربية. وعمليا، لم ينفجر 10% الى 15% من القذائف والقنابل التي استعملها الجيش الإسرائيلي ضد قطاع غزة خلال 17 سنة الأخيرة، ويبقى المثير للإعجاب هو نجاح حركة المقاومة في إعادة توظيف هذه الأسلحة وخاصة النقابل لصنع أخرى مضادة، وهو ما يتطلب مستوى عاليا من التعاطي مع الأسلحة. (القدس العربي)
مشاركة :