أول لغة ينطقها الإنسان في الحياة هي البكاء، يتواصل بها مع والديه ومن حوله طوال شهوره الأولى ليعبر من خلالها عن أحاسيسه واحتياجاته، فيبكي عندما يحتاج لشيء ما، أو يشعر بالجوع أو الخوف أو الألم، ليخبر من حوله بما يريدهم أن يقوموا به، ويستمر الكثير من الأطفال في استخدام هذه اللغة التي لا تحتاج إلى تعلم، خلال مرحلة الطفولة المبكرة التي تمتد حتى عمر الثلاث سنوات. غير أن بعض الأطفال يتخلون عن البكاء كلغة سهلة للتواصل والتعبير، بمجرد تعلمهم لنطق بعض الكلمات، التي لا تكون كافية لاستيعاب كل ما يشعرون به، ومن ثم يبدأون في تعلم لغة الصمت، إما احتجاجًا على التصرفات التي تغضبهم من والديهم، أو خوفًا من رد الفعل الذي يلاقونه عندما يبكون. لا يزال الاعتقاد بضرورة ضرب الأطفال لتأديبهم راسخاً في الأذهان، الأمر الذي يعكس قلة الوعي لدى الآباء والأمهات الذين يتبعون هذا التصرف. فحسب تصريحات دكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي لـ«الوطن»، فإن تكرار هذا التصرف يقلل من ثقة الطفل بنفسه، ويحوله تدريجيًا إلى شخص أناني يسعى إلى الحصول على كل شيء حتى وإن كان لا يستحقه، لاعتقاده أنه بهذه الطريقة ينال مكانة عالية بين أقرانه، تعوضه عن الشعور بالخزي والدونية وعدم الكفاية لأن ينال رضا ومحبة والديه. فسر «فرويز» مشكلة لجوء بعض الأطفال إلى الصمت عند تعرضهم للضرب، بالأسباب التالية: يظل الطفل مترقبًا الضربة الأولى التي يهدده بها والداه، بخوف وحذر راجعين إلى فهمه اللفظي للكلمات وليس الفهم الكيفي، فإذا حذرته أمه من عودة أبيه من العمل لأنه «سيعنفه»، حسب التعبيرات الشائع استخدامها في مثل هذه التهديدات، وجاء أبوه وضربه ضربة قوية تسببت في بكائه، فإنه يقول لنفسه: «ها قد ضربت ولم أمت، ما الضير إن قمت بما يتسبب في ضربي مجددًا؟». ومن هنا يتعرف الطفل على العناد ويتخذه سلوكًا لمواجهة تهديدات والديه المزعجة بالضرب كلما أساء التصرف، الأمر الذي قد يتطور إلى اتجاه الطفل للكذب والعنف الذي يلازمه حتى يكبر ويصير شابا، وقد ترجع أسباب تمسك الطفل بالصمت رداً على ضرب والديه له، إلى كبريائه الذي يمنعه من البكاء أمام الآخرين والظهور بصورة الطفل الضعيف التي يرفض التسليم بها. جميع الاضطرابات النفسية أو السلوكية ناتجة من الظروف التي نشأ عليها الفرد خلال سنوات عمره الأولى، التي حددها دكتور جمال فرويز، في الفترة ما بين سن الرابعة حتى الرابعة عشرة، ولذلك لا بد من غرس القيم الإيجابية لدى الأطفال وتعويدهم على سياسة التفاهم والتقويم الهادئ، بعيدًا عن الضرب والتعنيف واستبدال العقاب القائم على الضرب بالعقاب القائم على الحرمان، فالأفضل عندما يسيء الطفل التصرف أن يحرمه والداه من اللعبة التي يحبها أو قطعة الحلوى التي يريدها، بدلًا من استسهال العقاب التقليدي. يجب على الوالدين أن يشعرا بالخوف، لدى ملاحظتهم أن الطفل يعبر عن غضبه بالصمت بدلًا من البكاء والصراخ، ليتخلص من الأذى النفسي الذي حصل له نتيجة ضربه، ويبدأن في تدعيم فلسفة الحديث الإيجابي واحتواء طفلهما، وإعادة ثقته بنفسه أولا، كي يستعيد ثقته بهما بعد أن تعرض للضرب منهما، في الوقت الذي يعتبرهما مصدر الأمان بالنسبة له، وسيتعود الطفل في هذه الحالة تدريجيًا على التعبير عما بداخله بصورة سوية. الوطن نيوز كانت هذه تفاصيل خبر خبير نفسي يكشف أسباب عدم بكاء بعض الأطفال عند ضربهم لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد. كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
مشاركة :