ابوظبي - سيف اليزيد - دينا محمود (عواصم، وكالات) يعتزم زعماء الاتحاد الأوروبي مواصلة تقديم «دعم عسكري مستدام لأوكرانيا»، حسبما جاء في مسودة لما سيخلص له اجتماع قمة «الاتحاد الأوروبي» والتي من المقرر عقدها غداً.وتفيد المسودة أيضاً بأن «المجلس الأوروبي يؤكد أيضاً على الحاجة الملحة للتعجيل بتوصيل الذخائر والصواريخ».وتترك مسودة نتائج الاجتماع الباب مفتوحاً أمام زعماء الاتحاد الأوروبي بشأن التعهد بضخ خمسة مليارات يورو إضافية في صندوق «مرفق السلام الأوروبي» الذي يهدف لجمع تبرعات وتمويل الأسلحة لأوكرانيا.وتدور خلافات بين أعضاء الاتحاد الأوروبي منذ أشهر حول مستقبل دور الصندوق في تقديم المساعدات العسكرية لأوكرانيا، واقترحت ألمانيا أن ينصب التركيز الآن على تقديم مساعدات ثنائية من الدول أعضاء التكتل بشكل فردي.وأُدرجت فكرة التعهد بضخ خمسة مليارات يورو في المسودة بين قوسين مربعين مما يعني أنها لا تزال قيد النقاش.وسيكون الموضوع الرئيسي المطروح في قمة غدٍ في بروكسل هو السعي إلى اتفاق بشأن حزمة مساعدات مالية لأوكرانيا بقيمة 50 مليار يورو على مدى أربع سنوات من الآن، وقد عرقلت المجر هذا الاتفاق في قمة سابقة عُقدت في ديسمبر.وقبل أيام على إكمال أزمة أوكرانيا عامها الثاني، يبدو الجمود قد ساد خطوط المواجهة بين الجيشيْن الأوكراني والروسي، وذلك في ظل تراجع حدة المعارك البرية، ولجوء طرفيْ الصراع لشن هجمات جوية، سواء بالصواريخ أو الطائرات المُسيّرة، مع تزايد الصعوبات التي تكتنف إمداد حكومة كييف بأسلحة ومعدات عسكرية جديدة. ويبدو تكثيف الاستعانة بمثل هذه الأسلحة، محاولة من جانب الطرفيْن لتجنب القتال البري، الذي بات أكثر صعوبة على مدار الأسابيع القليلة الماضية، في ظل طقس شتوي عادة ما يعيق الحركة على الأرض، في مثل هذا الوقت من العام.وأشار خبراء عسكريون إلى أن عدم سقوط جليد حتى الآن بشكل كبير، وهطول أمطار بمناسيب معتدلة، فضلاً عن الاعتدال النسبي كذلك في درجات الحرارة مقارنة بما هو معتاد منها في شتاء تلك المنطقة، أدى في مجمله، إلى أن تتحول ساحات المواجهة، إلى أراضٍ طينية، غير صالحة لعبور الرجال أو المركبات.ويتزامن ذلك مع تزايد الصعوبات التي تكتنف إمداد حكومة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأسلحة ومعدات عسكرية جديدة. ففي الآونة الأخيرة، حالت الخلافات في الكونجرس الأميركي دون أن تتمكن إدارة الرئيس جو بايدن، المورد الرئيس للأسلحة لكييف في العالم الغربي، من الحصول على موافقة المشرِّعين، على تقديم مزيد من الدعم العسكري للجيش الأوكراني.ولا يُتوقع أن يشهد هذا الملف انفراجة خلال الشهور المقبلة، فالولايات المتحدة باتت في خضم حمى الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر المقبل. وتشكل مسألة مواصلة دعم الحكومة الأوكرانية، إحدى القضايا الخلافية بين الحزبيْن الجمهوري والديمقراطي، وذلك مع رفض المُشرِّعين الجمهوريين تمرير مساعدات بمليارات الدولارات لحكومة زيلينسكي، قبل أن يُقر نظراؤهم الديمقراطيون إجراءات من شأنها، تشديد التدابير الأمنية بشكل كبير، على الحدود الجنوبية للبلاد مع المكسيك.ورغم أن الحلفاء الأوروبيين لكييف، يحاولون تعويض النقص في الإمدادات الموجهة لها، فإنه ليس بوسعهم على ما يبدو، سد الفجوة الناجمة عن تقلص المساعدات العسكرية الأميركية. ويقود ذلك - كما ذكرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية - إلى تضييق الخيارات المتاحة لدى المخططين العسكريين في وزارة الدفاع الأوكرانية، بما يعني أنه من غير المرجح، أن تطرأ أي تغييرات ملموسة على طول خط الجبهة، الممتدة لقرابة ألف كيلومتر، في المستقبل القريب.
مشاركة :