منطقة أبيي السودانية تشتعل من جديد

  • 1/31/2024
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

قُتل 54 شخصاً بينهم عنصران من قوات حفظ السلام الدولية، في هجمات ذات طابع إتني في منطقة متنازع عليها بين السودان وجنوب السودان، حسبما أعلنت الأمم المتحدة الاثنين داعية إلى الهدوء. وقالت قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة لأبيي (يونيسفا) «في الوقت الحالي، بحسب السلطات المحلية قُتل 52 مدنياً فيما أصيب 64 آخرون بجروح خطيرة وفق تقارير». ومنطقة أبيي غنية بالنفط وتقع على حدود البلدين. وأكدت القوة الدولية أنها «تدين بشدة هذه الهجمات ضد المدنيين وعناصر حفظ السلام». وأضافت أن عناصرها تعرضوا لإطلاق نار الأحد «أثناء نقل مدنيين متضررين من قاعدة لقوة يونيسفا إلى مستشفى». وقتل عنصر باكستاني فيما «أصيب أربعة من الموظفين الرسميين ومدني بجروح»، بحسب الأمم المتحدة. وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأعمال العنف وناشد حكومتَي الجانبَين إجراء تحقيق حتى يُلاحق المهاجمون قضائيًا، حسبما جاء على لسان الناطق باسمه ستيفان دوجاريك، مشيرا إلى أن الهجمات على قوات حفظ السلام يمكن أن تشكّل جريمة حرب. وقُتل عنصر غاني السبت، على ما أضافت القوة داعية لإجراء تحقيق في أعمال العنف. تقع منطقة أبيي بين السودان وجنوب السودان وتشكل بؤرة توتر منذ استقلال الجنوب في العام 2011. وبحسب سلطات منطقة أبيي الإدارية الخاصة، نفذ شبان مسلحون وميليشيا متمردة محلية سلسلة من «الهجمات الوحشية المنسقة» بدءًا من صباح السبت. وقال الأمين العام لمنطقة أبيي الإدارية الخاصة السبت إن أعمال العنف مرتبطة بـ»النزاع (طويل الأمد) بين قبيلتي نغوك وتويك». وتأتي الهجمات عقب اشتباكات في تشرين الثاني/نوفمبر أسفرت عن مقتل 32 شخصاً بينهم عنصر من القوة الدولية لحفظ السلام. وتضم البعثة الدولية المنتشرة في أبيي منذ 12 عاما، 4000 عنصر من أفراد الشرطة والجيش. وكانت منظمة الصحة العالمية قد دعت إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأزمات الصحية والإنسانية المتفاقمة في السودان، وطالبت المجتمع الدولي بزيادة المساعدات المالية. وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس عبر منصة إكس «هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف تصعيد النزاع في السودان، حيث تتفاقم الأزمات الإنسانية والصحية مع نزوح مئات آلاف الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال». ويشهد السودان منذ منتصف أبريل حرباً دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع، قُتل خلالها أكثر من 12 ألف شخص، وفق تقدير متحفظ لمنظمة «أكليد» غير الحكومية. وأدت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع إلى نزوح نحو سبعة ملايين شخص، وتركت العاصمة أطلالاً، وتسببت في أزمة إنسانية كبيرة وأتاحت الفرصة لتصاعد موجات القتل بدوافع عرقية في دارفور. وتقاسمت القوتان السلطة مع المدنيين بعد الإطاحة بالزعيم السابق عمر البشير عام 2019 ثم تحالفتا في انقلاب عام 2021، لكن الخلاف نشب بينهما حول خطة لانتقال سياسي مدعومة دوليا. وفي الخرطوم، تواجه قوات الدعم السريع اتهامات بنهب منازل واغتصاب نساء وقتل واعتقال تعسفي. وقالت المنظمة الدولية للهجرة إن الاشتباكات بين قوات الدعم السريع والجيش حول ود مدني تسببت في نزوح كبير في الأيام القليلة الماضية. ولجأ نصف مليون شخص إلى ولاية الجزيرة بشكل عام، ويعيش ما لا يقل عن 85 ألفا داخل ود مدني وسط اعتماد متزايد على مرافق المدينة للحصول على الرعاية الصحية والمساعدات والخدمات الحكومية التي بدأت في التوقف خلال الأيام الماضية. وقالت هبة عبدالرحيم التي نزحت إلى ود مدني مع أسرتها من الخرطوم «الفرار مرة أخرى سوف يستنزف مواردنا بالكامل... (لذا) سننتظر حتى لا يكون لدينا خيار آخر». وأضافت أن العديد من الأسر المجاورة غادرت معا على متن شاحنة كبيرة. وأشارت إلى أنه أمكن سماع أصوات أعيرة نارية بينما كانت طائرات الجيش الحربية تحلق في سماء المنطقة كما سُمع دوي ضربات جوية قبل غروب الشمس. وبعدما أعلن وسطاء إقليميون بالهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد) أن الجيش وقوات الدعم السريع اتفقا على وقف لإطلاق النار الأسبوع الماضي، سرعان ما تراجع الجانبان عن ذلك. وقالت الباحثة ريم عباس إن السيطرة على وسط ود مدني حيث تلتقي طرق سريعة رئيسة تمنح قوات الدعم السريع سيطرة أكبر على التجارة وتسمح لها بعرقلة طرق إمدادات الجيش. وتابعت أن هذا «يمنحهم الوقت لتنظيم أنفسهم ومن ثم يمكنهم البدء بالتوجه شرقا... سيواصلون احتجاز الناس كرهائن وسيمارسون الضغط على المجتمعات المحلية وعلى الجيش والمجتمع الدولي». وقالت قوات الدعم السريع في بيان إنها تسعى للإطاحة بالموالين للبشير في ود مدني واستباق هجوم للجيش الذي اتهمته بارتكاب أعمال قتل عنصرية وشن ضربات جوية عشوائية. وقالت جماعة ‭)‬محامو الطوارئ) المؤيدة للديمقراطية إن قوات الدعم السريع قتلت الاثنين شخصين عندما داهمت مستشفى رفاعة شمال ود مدني. وفي إطار منفصل، انتقدت الجماعة عمليات القتل والتعذيب ذات الدوافع العنصرية في ولاية الجزيرة، وقالت إن ما لا يقل عن عشرة أشخاص قتلوا في غارات جوية في نيالا التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في الأيام القليلة الماضية.

مشاركة :