وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الأربعاء، وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بأنها: العمود الفقري لجميع الجهود الإنسانية في غزة. وناشد جميع الدول ضمان استمرارية عمل الأونروا المنقذ للحياة. والولايات المتحدة هي أكبر المانحين للأونروا في الشرق الأدنى وعلقت مؤقتا تمويلها المقدم إلى الوكالة، مثلما فعلت عدة دول أخرى، بعد اتهام إسرائيل بعض موظفي الوكالة بالمشاركة في هجوم السابع من أكتوبر تشرين الأول الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). وقال غوتيريش أمام لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف: لقد فزعت شخصيا من هذه الاتهامات. وأضاف: اجتمعت أمس مع مانحين للاستماع إلى مخاوفهم ولتحديد الخطوات التي سنتخذها للتعامل معها. وأعلنت الاتهامات يوم الجمعة عندما كشفت الأونروا عن إنهاء عقود بعض موظفيها بعد تقديم إسرائيل معلومات للوكالة. وذكر غوتيريش يوم الأحد أن 9 من أصل 12 موظفا متهما فصلوا، وقال أيضا إن الثلاثة الآخرين بينهم شخص توفي وأن العمل يجري للتحقق من هوية الاثنين المتبقيين. وشدد مارتن غريفيث وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ على أهمية الأونروا خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة بشأن غزة يوم الأربعاء. وقال غريفيث للمجلس الذي يضم في عضويته 15 دولة: لنقول ذلك ببساطة وصراحة شديدين، فإن استجابتنا الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة معتمدة، بل معتمدة كلية، على تمويل الأونروا وعملها بالشكل الملائم. وأضاف: خدمات الأونروا المنقذة للحياة… لأكثر من ثلاثة أرباع سكان غزة ينبغي ألا تعرقلها أفعال أفراد معدودين. إنها مسألة انعدام تناسب استثنائي. وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد للمجلس إن قرار واشنطن تعليق التمويل مؤقتا اتُخذ بشكل مستقل عن المانحين الآخرين. وأضافت: أسمحوا لي أن أوضح، لم يكن ذلك إجراء عقابيا. لكنها دعوة للتيقظ. نحتاج إلى رؤية تغييرات جوهرية في الأونروا لمنع حدوث هذا مجددا. وقال غوتيريش المنظومة الإنسانية في غزة تتداعى. وأضاف: أنا قلق بشدة إزاء الظروف غير الإنسانية التي يعيشها 2.2 مليون شخص في غزة في ظل كفاحهم من أجل البقاء على قيد الحياة دون أي مقومات أساسية. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الأربعاء إنه يتعين إنهاء مهمة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). وذكر بيان صادر عن مكتب نتنياهو أنه قال أمام وفد من الأمم المتحدة: حان الوقت ليفهم المجتمع الدولي والأمم المتحدة نفسها أنه لا بد من إنهاء مهمة الأونروا. وأضاف: تسعى إلى الإبقاء على قضية اللاجئين الفلسطينيين، لا بد أن نستبدل وكالات أخرى بالأمم المتحدة ووكالات إغاثة أخرى بالأونروا إذا أردنا حل مشكلة غزة مثلما نخطط أن نفعل. وفي السياق نفسه أعلنت عدة دول أنها ستعلق تمويلها للأونروا، وأصبحت إستونيا أحدث دولة تفعل ذلك، لتنضم إلى الدول التي جمدت تمويل الأنروا، وهي: الولايات المتحدة، كندا، إيطاليا، أستراليا، نيوزيلندا، أيسلندا، اليابان، والمملكة المتحدة، وفنلندا، وهولندا، وألمانيا، ورومانيا، والسويد، وإيطاليا. وأعلن رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، أن بلاده لن تعلق تمويلها للأونروا في الوقت الحالي، كما أوضحت الحكومة البلجيكية أنها تنتظر نتائج التحقيق الداخلي الذي تجريه الأمم المتحدة في الرابط بين بعض موظفي الأونروا وحركة حماس. وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، إن بلاده ستحافظ على علاقاتها مع الأونروا وستواصل تمويلها «دون تعديل». فحصيلة الشهداء الضخمة في غزة على ما يبدو لم ترو تعطش الاحتلال للدماء، إذ صعّد هذه المرة من حملته على وكالة الأونروا، ملاذ اللاجئين الفلسطينيين، في إطار مساعيه المستمرة لتصفية قضية اللاجئين بالتنكيل والتهجير. هذا الهدف الإسرائيلي طالما سعى الاحتلال لتأمين دعم غربي له، بغض النظر عن المخاطر السياسية والإنسانية الكارثية. وقد لاقت مزاعم الاحتلال ضد الأونروا لاقت دعما غربيا سريعا، وهرعت الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وإيطاليا وفنلندا وأستراليا إلى إعلان وقف تمويل الوكالة على خلفية اتهامات، لم تثبت صحتها، لبعض موظفيها بالضلوع في هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. هذه التطورات الخطيرة قد تحرم مئات الآلاف من الفلسطينيين من المساعدات التي هم بأمس الحاجة إليها الآن.. فما هي وكالة الأونروا؟ وماذا تعني بالنسبة للاجئين الفلسطينيين؟ وكانت منشآت الأونروا ضمن دائرة الاستهداف الإسرائيلي في الحرب العدوانية على قطاع غزة، إذ استشهد المئات، هم في الأصل لاجئون، في مقرات تابعة للوكالة، بينما قال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن بلاده ستسعى لمنع الوكالة من العمل في قطاع غزة بعد الحرب. شاهد | البث المباشر لقناة الغد
مشاركة :