اسمعونا... نحن المستقبل، أكثر من مجرد شعار للملتقى في نسخته الثانية عشرة، فهو أيضاً إطار لاستراتيجية ومنهج من أجل أطفال اليوم قادة الغد، الذين يستندون إلى أفق مفتوح على التميز والإبداع والابتكار، يقوم على عشق القراءة والتوق إلى المعرفة. لذا حرص الملتقى على تنوع أنشطته وبرامجه الموجهة للأطفال العرب على مدار سبعة أيام، بهدف صياغة معايير علمية وفنية وتقنية للاستدامة. من أبرز الفعاليات الورش الخاصة ببرنامج القادة، والتي عقد ضمنها ورشة حول المدن المستدامة على مدار يومين، لبناء شخصية الطفل ليكون قادراً على تطوير مدينته في المستقبل بيديه. وبدا لافتاً تركيز الورشة على أهمية تغيير النموذج الحالي للطاقة عبر التفكير بحلول كمصادر لأنواعها البديلة والمتجددة لكونها أقل تأثراً في حال الكوارث، وأقل تأثيراً على البيئة. وتعلم الأطفال مفهوم الاستدامة، وكيفية تحضير المدن المستقبلية الخاصة بهم، فبعد الانتهاء من الجانب النظري والتخطيطي، صنعوا نماذج تخيلوها لمدنهم المستدامة. وأسهمت الورشة في دفع الأطفال للتفكير بطرق جديدة من خلال التصاميم التي أنجزوها لتنمية طرق المعيشة للأجيال المقبلة، مما يمكنهم من توليد الطاقة التي يستخدمونها في منازلهم، من الشمس ووسائل أخرى. وكان للمحاضرين الذين قدموا نماذج فريدة من نوعها للمدن المستدامة تأثير كبير على تفكير الأطفال،إذ طُلب من الأطفال أن يتخيلوا أنهم يعيشون بالصحراء، وعليهم أن يبتكروا حلولاً بديلة للطاقة واستخداماتها ليواصلوا حياتهم، وذلك من خلال تطبيق المعايير المستدامة في الصحراء. وخرج الأطفال من هذه الورشة بأفكار واقتراحات قيمة للاستثمار في المستقبل، مثل حفر الآبار لتوفير المياه العذبة، ووضع شرائح تحت الشمس لإنتاج الكهرباء. ووفر المدربون للأطفال فرصة العمل بروح الفريق، وصناعة مدنهم الذكية والمستدامة باستخدام الكرتون المقوى وأدوات بسيطة تراعي أعمارهم الصغيرة. وعبّر الأطفال المشاركون بالورشة عن سرورهم بحضور المخرج الإماراتي محمد سعيد حارب، الذي أمتعهم بقصصه وأفكاره، وحثهم على التفكير بأن يكونوا دائماً في المقدمة، مقدماً أمثلة عن تجارب نجح فيها أصحابها بأفكارهم الملهمة ومثابرتهم. وتحدث حارب عن تجربته في الحياة العملية وكيف رسم أول شخصية لمسلسل فريجالذي يعد من أفضل المسلسلات الهادفة في الإمارات. وأكد للأطفال أن الوصول إلى القمة يحتاج إلى جهد واجتهاد كبيرين، وداعياً إياهم إلى الابتعاد عن رفقة السوء، وأن يكونوا دائما متميزين وفي الصدارة. وأضفت زيارة شخصيات برنامج افتح يا سمسم أجواء من الترفيه والسعادة على الأطفال. وقالت ريم بن كرم- رئيس اللجنة العليا المنظمة لملتقى الشارقة للأطفال العرب- مدير مراكز الأطفال: حرصنا من خلال برنامج القادة الذي تضمن مجموعة قيمة من الورش على مدار ثلاثة أيام، على أن نقدم نماذج متطورة من الأنشطة التي تفيد الأطفال في المستقبل، وتجعلهم يتحملون مسؤولية بناء وصناعة مدنهم بطرق عصرية حديثة، ومن ضمنها ورشة الاستدامة.
مشاركة :