فقدان السمع لدى المسنين

  • 4/3/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تراجع فجائي أو تدريجي يحدث بحاسة السمع، هو حالة شائعة بين كبار السن، حيث يعانيها تقريباً 1 من بين كل 3 أشخاص في المرحلة العمرية ما بين 65-74 عاماً، ونصف من هم فوق 75 يعانون صعوبة السمع. تشكل حالة ضعف أو فقدان السمع مشكلة متعددة الجوانب، فمن يعانيها لا يستطيع سماع التحذيرات الصوتية والنصائح والتوجيهات من قبل الآخرين كالطبيب مثلاً، إضافة إلى أنها تجعله في شبه عزلة اجتماعية بسبب عدم تمكنه من تجاذب الحديث مع المحيطين به. يتساءل البعض عما إذا كان لديهم ضعف بالسمع لأنهم في بعض الأحيان يشعرون وكأن لديهم مشكلة ما تتعلق بتلك الحاسة، ويحتارون ما بين كونها ضعفاً أو قصوراً في المقدرة على متابعة الأصوات الصادرة من حولهم، ولكن من خلال الأسئلة التالية يستطيع الشخص تحديد ما إذا كان يعاني فعلاً مشكلة أم لا، وهي أسئلة يتم الجواب عليها بـنعم أو لا، وإذا تكررت الإجابة بـنعم 3 مرات أو أكثر فإن الشخص يعاني خللاً بحاسة السمع ويفضل مراجعة الطبيب. هل لديك صعوبة في سماع المكالمة عبر الهاتف؟ هل تجد صعوبة في سماع الحديث إذا كانت هنالك أصوات محيطة؟ هل تجد صعوبة في متابعة الحوار إذا كان هنالك شخصان يتحدثان في آن واحد؟ هل تشعر بالمشقة في تبين حديث الشخص الآخر أثناء الحوار؟ هل تشعر بأن معظم من تتحدث معهم حديثهم غير واضح كأنهم يتمتمون؟ هل دائماً تفهم حديث الآخرين بطريقة خطأ وتجيب عنه بردود غير مناسبة؟ هل دائماً تطلب من الآخرين إعادة الحديث مرة أخرى؟ هل يلاحظ الآخرون أنني أرفع صوت التلفاز؟ يبدأ المريض بمراجعة الطبيب المختص الذي يجري الفحص اللازم للتأكد من البنية التشريحية للأذن ومدى سلامتها والجانب الوظيفي لها، ويحتاج المريض كذلك إلى زيارة مختص السمعيات الذي يمثل جزءاً أساسياً في تقرير الحالة وتحديد مدى ضعف السمع ووصف معينات السمع المناسبة. تعرف حالة فقدان السمع التدريجي التي تحدث مع تقدم العمر بـالصمم الشيخوخي ويتعرض لها بعض كبار السن دون الآخرين لأسباب ما زالت مجهولة، وفي بعض الأحيان يحدث فقدان السمع بعد تقدم العمر نتيجة التعرض خلال السنوات السابقة إلى الأصوات العالية وهو ما يعرف بـفقدان السمع الناتج عن الضوضاء كالذي تتعرض له بعض الفئات المهنية كعمال الإنشاء، والمزارعين، والموسيقيين، وبعض المهن الأخرى التي تعرض الشخص لسماع الأصوات العالية، كما تتسبب الالتهابات البكتيرية والفيروسية في الإصابة بحالة فقدان السمع، وكذلك بعض الأمراض مثل أمراض القلب، والسكتة الدماغية، وإصابات الرأس، وتكوّن الأورام، وبعض أنواع العلاجات. أنواع العلاجات ومعينات السمع يعتمد العلاج على الحالة ويختلف نوع المعين السمعي من شخص لآخر، وهنالك الكثير من الطرق التي تحسن من عملية السمع مثل: زراعة القوقعة: جهاز إلكتروني يزرع داخل الأذن الداخلية ليعين على الإحساس بالصوت لمن لديه صمم أو صعوبة كبيرة بالسمع، ويزرع بإحدى الأذنين أو كليهما. أجهزة التنصت المساعدة: مثل الهاتف ومكبرات الصوت، وأنظمة الدوائر المغلقة المستخدمة في بعض الأماكن العامة مثل المساجد والقاعات وغيرها، جميعها تمكن ضعيف السمع من متابعة الحديث وما يدور حوله. متابعة شفاه المتحدث: عندما يحرك المتحدث الشفاه بطريقة واضحة مع تحريك يديه وتعابير وجهه بصورة تتناسب مع الحديث، فإن ذلك يساعد على إيصال المعلومة إلى ضعيف السمع، وهنا يأتي دور المحيطين به في اتباع تلك الطريقة حتى يتمكن من التواصل معهم ولا يشعر بالعزلة. معينات السمع: أجهزة إلكترونية تزيد من حجم الصوت، ويتم ضبطها بواسطة مختص السمعيات؛ وتختلف باختلاف حجمها، ومكان وضعها على الأذن، ودرجة ضبطها في تكبير الصوت، حيث تنقسم إلى 3 أنواع: معينات سمع داخل الأذن BTE: تتكون من جراب بلاستيكي يوضع خلف الأذن يحتوي على الجزء الإلكتروني، وموصول بقالب يناسب شكل الأذن الخارجية، وينتقل الصوت من خارجها عبر الأنبوب إلى داخل الأذن، وهي تستخدم من قبل جميع الفئات العمرية ممن يعانون ضعف السمع أو الصمم، وهنالك نوع صغير الحجم استحدث لاحقاً يوضع بكامله خلف الأذن يخرج منه أنبوب رفيع يدخل إلى القناة السمعية لتبقى تلك القناة مفتوحة باستمرار وهي تناسب من يعانون تراكم شمع الأذن حتى لا يتأثر الجهاز بذلك، ويفضلها البعض لأنهم يشعرون بالراحة في استخدامها. معينات سمع داخل الأذن ITE: تدخل بكاملها داخل الأذن الخارجية، وتستخدم في حالة ضعف السمع أو فقدانه، وبها جراب بلاستيكي يحتوي على الجزء الإلكتروني، وبعضها يتميز بإضافات مثل اللفائف المغناطيسية الصغيرة التي تمكن المستخدم من استقبال الصوت عبر دوائر الجهاز بدلاً عن الميكروفون الملحق بها، ما يسهل عملية سماع الطرف الآخر عند التحدث عبر الهاتف، وكذلك عند التجمعات العامة التي يستخدم فيها بعض الأنظمة الصوتية، ومن ناحية أخرى فإن هذا النوع لا يفضل استخدامه من قبل الأطفال في طور النمو وذلك لتغير حجم الأذن لديهم ما يتطلب تغيير الجهاز بعد كل فترة من الوقت. معينات داخل القناة السمعية: توضع داخل القناة السمعية بالأذن، ويوجد منها نوعان أحدهما يأخذ حجم وشكل القناة السمعية ويعرف اختصاراً ITC، والنوع الآخر يدخل بكامله داخل القناة السمعية ويعرف اختصاراً CIC، وكلاهما يستخدم في حالة فقدان السمع المتوسط أو الحاد، وما يؤخذ عليها أنها يصعب تعديل وضعها أو إخراجها بواسطة المستخدم، كما أن صغر حجمها لا يوفر مساحة للملحقات الأخرى مثل البطارية واللفائف لذلك فهي أقل قوة فلا ينصح بها للأطفال الصغار أو للبالغين ممن يعانون فقدان السمع الحاد. معينات السمع المزروعة: تعمل على زيادة انتقال الاهتزازات الصوتية التي تدخل إلى الأذن الداخلية، وما يزرع منها بالأذن الوسطى هو جهاز يلحق بأحد العظيمات بالأذن الوسطى لتحريك تلك العظيمات مباشرة بدلاً من تكبير الصـــوت الــذي يدخل إلى طبـــلة الأذن. والتقنيتــان - الأخيــرة والسابقة - تعملان على تقوية الاهتزازات الصوتية التي تدخل إلى الأذن الداخلية ليتعرف إليها من يعانون فقدان السمع الحسي العصبي، أما المعينات السمعية المرتكزة على العظام فهي أجهزة صغيرة الحجم تلحق بالعظم خلف الأذن وتقوم بنقل الاهتزازات الصوتية مباشرة إلى الأذن الداخلية عبر الجمجمة مروراً بالأذن الوسطى، وتستخدم للمرضى الذين يعانون مشكلات أو صمماً بأذن واحدة، ويرى كثير من الأطباء أن الجراحة التي تتطلبها زراعة تلك الأنواع من المعينات يجعلها غير موصى بها. برنامج حديث يحسن استخدام المسنين للمعينات السمعية تقول كــاري لين الأستاذ المساعد بكلية التمريض بجامعة ميسوري، إن هنالك طريقتين يتبعهمــــا المتخصصــون في مجــال الرعايــة الطبيــة لفقدان السمــــع، إحداهما أن يضع المريض المعين السمعي طوال اليوم ومنذ اليوم الأول الذي يوصـف له فيــه ذلك المعين، والثانية أن يضع المريض المعين السمعي مع قيامه بزيادة الفترة بالتدرج. وكلاهما طريقتان تشكلان عبئاً على المستــــخدم وخصوصاً عند استقباله للأصوات الجديدة. قام الباحثــــون بوضــــع برنامـــج حــــديث تُتبــع فيــه أساليــــب تدرجيــــة لتنظيــم فــتــرات وضــع المعينات، حيــث يقـــوم المستــــخدم بزيـــادة فـــترة وضع المعين السمـعــي من ساعـــة واحـــدة في اليــوم إلى أن تصل 10 ساعات في اليوم الـ30، مع الأخـــذ في الحسبــان البيئــــة المحيـــــطة بالمستخـــدم التي تؤثــر فيـــه وفــــي الأصــــوات التي يستقبلهــا، وهو برنامج لاقى الاستحســـان من قـــبل كثـــير من المستخـــدمين من المسنين الذين كانوا يحتفظون بتلك المعينات دون استخدامها.

مشاركة :