اكتشاف أورام القولون الخبيثة مبكراً يسهل علاجها

  • 4/3/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

اكتسب مرض السرطان صفة الخبث نتيجة عوامل محددة يتسم بها طور انتقال وحركة وانتشار المرض، فمن المعروف أن السرطان يبدأ في صمت بلا أية أعراض، يكتشف الطبيب وجوده في جسم المريض عند الفحص الروتيني الذي يجريه الشخص كل فترة، وربما لا يكتشف إلّا عند تفاقم وجوده وتصاعد آثاره المدمرة على الخلايا الجسدية، ولعل ذلك هو السبب وراء نصيحة الأطباء بضرورة إجراء فحص للأورام كل فترة للتأكد من عدم نشوء ورم في مكان ما لا يستطيع المريض اكتشافه لقلة خبرته أو لجهله بطبيعة الورم. ويعتبر سرطان القولون من الأنواع الخطرة التي يتأخر اكتشافها لأسباب معقدة غير أن إدراك الإصابة في وقت مناسب يعني توافر فرص العلاج والنجاة، ويبدأ انتشار الأورام السرطانية من خلال تكاثر غير طبيعي للخلايا الجسدية العادية، وكشأن باقي الأنواع المعروفة من الأورام السرطانية يؤثر ذلك التكاثر على المساحة المتاحة للخلايا ضمن النسيج كما يعيق العضو عن أداء وظيفته بصورة جيدة، ثم لا تلبث الخلايا المسرطنة أن تنتقل عبر الجهاز الليمفاوي إلى أعضاء الجسم الأخرى إلى أن تصل إلى الدماغ، ويعتقد العلماء أن الغذاء غير الصحي أحد الأسباب للإصابة بذلك النوع من السرطانات، حيث يصيب قطاعاً كبيراً ممن يعتمدون في وجباتهم على الأطعمة عالية الدهون واللحوم الحمراء المصنعة مثل البورجر والشاورما والنقانق والسجق وغيرها، أيضاً افتقار الجسم إلى الألياف الطبيعية يشكل عاملاً مساعداً على الإصابة بالمرض. ويعتمد تشخيص سرطان القولون على مشاهدات عدة يجب على الطبيب إجادة تفسيرها للوصول إلى التشخيص السليم، كما يجب عليه وضع التاريخ العائلي في الاعتبار عند التقييم إذ يعتبر سرطان القولون من الأمراض الوراثية وتعد معدلات الإصابة ضمن النسب المرتفعة عالمياً حسبما أفادت منظمة الصحة العالمية مؤخراً حينما أكدت أن واحداً من بين 15 شخصاً يصاب بالمرض، ويعتمد التشخيص السليم أيضاً على الأعراض التي تظهر على المريض في بداية الإصابة، فالمرض يبدأ باضطراب في عملية الإخراج اليومية، إمّا بالإمساك المفاجئ أو العكس، وربما يشكو المريض من الانتقال بين الحالتين بصورة حادة، ما يعكس عدم انتظام العمل في القولون ويؤدي إلى قرار الطبيب بإجراء تنظير للقولون لتحري السبب، كما يأخذ الطبيب شكوى النزف الشرجي المفاجئ على محمل الجد حتى لو توقف بعد أيام، كما يستعين الطبيب بتحاليل الفضلات للتعرف إلى كمية الدم الموجودة فيها والتأكد من مصدره. ومن المهم أن يفهم المريض اختلاف الأعراض التي تنذر بوجود أورام سرطانية باختلاف حجم ذلك الورم وموقعه ونشاطه الانتقالي، فكلما زاد حجم الورم أمكن الوصول إليه وتشخيصه بدقة، إلّا أن علاجه في تلك الحالة أصعب، كذلك يصاب المستقيم بأورام سرطانية يستطيع الطبيب تشخيصها بطرق تختلف قليلاً عن تشخيص سرطان القولون، أيضاً من أعراض وجود تلك الأورام الضعف والهزال وظهور أعراض الأنيميا الدموية نتيجة فقدان الكثير من خلايا الدم الحمراء التي تتسرب من الجسم مختلطة مع الفضلات بطريقة لا يدركها المريض ذاته، لكنها تظهر من خلال التحاليل الطبية، علاوة على آلام البطن وظهور أعراض تطرأ على الحالة لم تكن معروفة سابقاً مثل تزايد الغازات والشعور الكاذب بالرغبة في التبرز، من دون وجود فضلات بالفعل. وتسبب أورام السرطان انسداداً في مجرى الفضلات حال تضخمها حيث تعيق الوظيفة الطبيعية للقولون التي تتمثل في جمع تلك الفضلات ونقلها إلى منطقة المستقيم تمهيداً لطردها خارج الجسم، وهنا تتحول إلى حالة إسعافية تستدعي التدخل الجراحي لفتح المجرى واستئصال الأورام المتضخمة، ويلجأ الطبيب في هذه الحالة كذلك لاستئصال العقد الليمفاوية من منطقة البطن وإخضاعها للتحاليل التي تثبت خبثها من عدمه، مع إخضاع المريض للعلاج الكيماوي والإشعاعي إن اقتضى الأمر، إلّا أن الإجراء الأهم يستلزم تتبع انتشار الأورام في باقي أعضاء الجسم لاتخاذ اللازم نحو حماية حياة المريض.

مشاركة :