إن كنا في المباريات الثلاث السابقة بدور المجموعات في كأس آسيا لم نحمل الجهاز الفني المسؤولية الكبرى في ظهور منتخبنا الوطني لكرة القدم بمستويات متفاوتة وعدم إقناعه شريحة كبيرة من الجماهير البحرينية، فذلك يعود لكوننا نأخذ بعين الاعتبار أن المدرب بيتزي ورفاقه لازالوا يبحثون عن مفاتيح القوة والضعف في “الأحمر”، لكننا وبعد أن لعب الفريق 270 دقيقة أمام كوريا الجنوبية وماليزيا والأردن في بطولة مجمعة فالوضع أصبح مختلفا. لقد بات العبء الأكبر الآن على المدرب الأرجنتيني بيتزي ليظهر أفكاره وقدراته في مباراة اليوم المصيرية التي يخوضها منتخبنا الوطني أمام نظيره الياباني المرشح الأبرز للفوز باللقب، والذي خافت منه المنتخبات الكبيرة وهربت من مواجهته وكأنه “البعبع الكروي” الذي لا يقهر، فيما لم يعتر بيتزي القلق وقال قبل مواجهة نشامى الأردن “متفائلون ولا نفكر في حسابات التأهل، المهم أن نفوز في المباراة ومن ثم لكل حادث حديث؛ لأن الفوز سيمنحنا فرصة لاستعادة الثقة والتقدم للأمام في البطولة”. وهذا ما حدث بالفعل، فاز منتخبنا في تلك المباراة، وهو الآن يواجه اليابان، ولا شك أنه ليس الفريق المفضل لمواجهته في الأدوار الإقصائية، لأنها لا تقبل القسمة على اثنين، هناك فائز واحد سيكمل المشوار ويكون ضمن الثمانية الكبار في البطولة الآسيوية التي ودعت منتخبات مرشحة للمنافسة على اللقب مثل العراق والسعودية بالإضافة إلى الإمارات وتايلند وفلسطين واندونيسيا، ولا نتمنى أن نحزم حقائبنا وننضم للمغادرين، فنحن حالمون حتى الثمالة! شاهدنا كيف ارتفع “رتم” المنتخبات في دور الـ 16 وكيف صار التنافس على أشده، ونحن بانتظار ظهور الأحمر في ملعب الثمامة المونديالي بقدر يضاهي طموحاتنا، وأن يكون نداً قوياً للبعبع الياباني، الذي يتداول أبناء جلدته مثلاً شعبياً ربما يعين منتخبنا الوطني على مواصلة المغامرة في قطر، وقد كانت فأل الخير عليه في العام 2019 عندما عاد منها مكللاً بكأس الخليج التي حلم بها الشعب البحريني لمدة نصف قرن. ختاما، يقول المثل الياباني “حتى القرود تسقط من الشجر” ويعني بذلك أن المتمرسين والخبراء يمكن أن يفشلوا ويتعثروا، وهذا ما نأمله اليوم للمنتخب الياباني، غير أن شيئا من هذا القبيل لا يمكن أن يحدث دون خطة محكمة وروح قتالية ورغبة حقيقية في كتابة التاريخ.. وبالتوفيق للأحمر.