احتفلت سفارة الهند في القاهرة بيوم الشهداء الهندي، حيث كرم السفير أجيت جوبتيه، سفير الهند في القاهرة، تمثال المهاتما غاندي النصفي في حديقة الحرية بالقاهرة. وفي الهند، يوجد ستة أيام معلنة ليوم الشهداء، تم اختيارهم تكريما لأولئك الذين تم الاعتراف بهم كشهداء للأمة، ولكن 30 يناير هو التاريخ الملاحظ على المستوى الوطني، وتم اختياره لأنه يمثل اغتيال مهاتما غاندي، في عام 1948، من قبل ناتهورام جودسي. والمهاتما غاندي هو زعيم هندي اشتهر بثقافة اللاعنف وسياسة المقاومة السلمية، ودافع عن حقوق المنبوذين في الهند، وقاوم الاحتلال البريطاني بسلمية صارمة، وفي سنواته الأخيرة دعا الهندوس إلى احترام حقوق المسلمين، فاغتاله أحد الهندوس المتعصبين متهما إياه بالخيانة العظمى. وولد موهندس كرمشاند غاندي الملقب بالـ "مهاتما"، أي صاحب النفس العظيمة أو القديس، يوم 2 أكتوبر 1869، في بور بندر بمقاطعة غوجارات بالهند لأسرة محافظة لها باع طويل في العمل السياسي. وكان جده -كما كان والده- رئيس وزراء إمارة بور بندر، وقد تزوج وهو في الـ13 من العمر استجابة للتقاليد الهندية المحلية. وسافر إلى بريطانيا عام 1888 لدراسة القانون، وفي عام 1891 عاد منها إلى الهند بعد أن حصل على إجازة جامعية تخوله ممارسة المحاماة. وأسس غاندي ما عرف في عالم السياسة بـ "المقاومة السلمية" أو فلسفة اللاعنف "الساتياراها"، وهي مجموعة من المبادئ تقوم على أسس دينية وسياسية واقتصادية في آن واحد، ملخصها "الشجاعة والحقيقة واللاعنف"، وتهدف إلى إلحاق الهزيمة بالمحتل عن طريق الوعي العميق بالخطر المحدق وتكوين قوة قادرة على مواجهة هذا الخطر باللاعنف أولا، ثم بالعنف إذا لم يوجد خيار آخر. وتتخذ سياسة اللاعنف عدة أساليب لتحقيق أغراضها، مثل الصيام والمقاطعة والاعتصام والعصيان المدني والقبول بالسجن وعدم الخوف من أن تقود هذه الأساليب حتى النهاية إلى الموت. ويشترط غاندي لنجاح هذه السياسة تمتع الخصم ببقية من ضمير وحرية تمكنه في النهاية من فتح حوار موضوعي مع الطرف الآخر. وتميزت مواقفه من الاحتلال البريطاني لشبه القارة الهندية في عمومها بالصلابة المبدئية التي لا تلغي أحيانا المرونة التكتيكية، وسبب له تنقله بين المواقف القومية المتصلبة والتسويات المرحلية المهادنة حرجا مع خصومه ومؤيديه وصل أحيانا حد التخوين والطعن في مصداقية نضاله الوطني من قبل المعارضين لأسلوبه.
مشاركة :