تغنى الشعراء بالقهوة على اختلاف أنواعها بالفصحى والعامية، تلك الألوان الشقراء والسوداء والداكنة، والرائحة وتأثيرها على الحالة النفسية التي يعيشها الشخص بالإضافة إلى ترافقها مع فعل آخر كالكتابة -كما أفعل الآن- أو القراءة أو قيادة السيارة والعمل وتمتد القائمة، وترتبط بالزمان، قهوة الصباح وقهوة العصرية والمغربية، والمكان أيضًا قهوة عند استقبال الضيف في المنزل أو الوفود في المؤتمرات والمحافل، فتكون القهوة حاضرة على الدوام، كما يلفتنا ذلك الشخص الذي يحضر القهوة ويبرع في مقاديرها، ونحب تلك الصديقة التي «تقهوينا» وتقدم لنا فنجانًا صنع بحب لترفع مستوى السعادة في زحام المهام اليومية، الجميل في الموضوع أن لكل منزل رائحة وطعماً ولونَ قهوة مختلفاً ومميزاً، فهذه قهوة فلانة وتلك قهوة أم فلان، وتتنوع أشكال القهوة وطرق تحضيرها من منطقة لأخرى، فقهوة نجد تختلف عن قهوة أهل الشمال والغربية وهكذا. إن القهوة بمثابة «فاصل» بسيط في تكوينه، قصير في أوانه، ولكنه مثير للترقب والانتظار، قد يكون ذلك الفنجان الشيء الوحيد الذي يمكنك التكهن بتبعاته -والعلم لله وحده- بمعنى أنك تستطيع السيطرة على تلك الدقائق المعدودة ومشاعرك الساكنة ومايرافقها من فعل لطيف، إنه الشيء الوحيد الذي تختلصه لنفسك فتلك الأم المثقلة بأعباء السهر والتربية تسكن لذاك الفنجان وتسرق من نفسها هنيهة لتستعيد طاقتها وتعطي من جديد، وقس على ذلك، لا تعجبني مقولة القائلين الشهيرة «لو أنك وفرت حق القهوة التي تشتريها لكنت غنيًّا»، ربما نفعلها عنوة! ولا نريد ذلك النوع من الغنى المصحوب بقلة السكينة، في الختام، سأنهي قهوتي وأتمنى لكم يومًا سعيدًا.
مشاركة :