قالت "أسوشيتد برس" إن احتمال نشوب حرب واسعة النطاق بين إسرائيل و"حزب الله" يرعب المدنيين على جانبي الحدود، حيث يعتبر كثيرون أن هذه المواجهة ستكون "نتيجة حتمية" لحرب غزة. ورأت الوكالة أن حربا كهذه قد تكون "الأكثر تدميرا" بالنسبة لطرفي النزاع، وأن إسرائيل و"حزب الله" تعلما الدروس من حربهما الأخيرة عام 2006. ولفتت إلى أن الطرفين كان أمامهما أيضا أربعة أشهر للاستعداد لحرب أخرى، حتى في الوقت الذي تحاول فيه الولايات المتحدة منع اتساع نطاق الحرب التي يشهدها قطاع غزة، مسلطة الضوء على مدى استعداد كل جانب، وكيف يمكن أن تتكشف الحرب وما يتم القيام به لمنعها. وقالت إنه "يبدو أن حزب الله قد فوجئ بهجوم حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل، كما قام حزب الله والجيش الإسرائيلي بتوسيع قدراتهما منذ عام 2006، لكن البلدين أكثر هشاشة أيضا"، مشيرة إلى أنه "في لبنان أدت أربع سنوات من الأزمة الاقتصادية إلى شل المؤسسات العامة، بما في ذلك الجيش وشبكة الكهرباء وتآكل نظامها الصحي، كما أن الدولة تستضيف أكثر من مليون لاجئ سوري". وأضافت: "إسرائيل تشعر بضغوط اقتصادية واجتماعية بسبب الحرب في غزة، والتي من المتوقع أن تكلف أكثر من 50 مليار دولار، أو نحو 10 في المئة من النشاط الاقتصادي الوطني حتى نهاية عام 2024، وفقا لبنك إسرائيل. وسوف ترتفع التكاليف بشكل حاد إذا اندلعت حرب مع لبنان". وقال تال بيري، من مركز ألما للأبحاث والتعليم، وهو مركز أبحاث يركز على أمن شمال إسرائيل: "لا أحد يريد هذه الحرب، أو يتمنى ذلك لأحد"، معتبرا أن الصراع المسلح بين إسرائيل وحزب الله "أمر لا مفر منه"، بحجة أن الحلول الدبلوماسية تبدو غير محتملة ولن تؤدي إلا إلى زيادة تهديدات حزب الله الاستراتيجية. هذا وقامت إسرائيل بإجلاء 60 ألف شخص من سكان البلدات القريبة من الحدود، حيث لا يوجد وقت من أجل إطلاق التحذيرات بشأن إطلاق الصواريخ بسبب قرب حزب الله. وفي الحرب، لن يكون هناك أي معنى لعمليات إجلاء إضافية لأن صواريخ حزب الله وقذائفه يمكن أن تصل إلى جميع أنحاء إسرائيل، وفق "أسوشيتد برس". ورجحت أن "تنتشر حرب واسعة النطاق إلى جبهات متعددة بين الطرفين، مما يؤدي إلى تصعيد مشاركة وكلاء إيران في سوريا والعراق واليمن، وربما حتى جر إيران نفسها. كما يمكن للحرب أن تجر الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل، إلى عمق الصراع".
مشاركة :