كشف أطباء مختصون في أمراض الدم، عن ارتفاع نسبة المتجاوبين مع برنامج فحص ما قبل الزواج بالمملكة، خمسة أضعاف، خلال السنوات الـ4 الماضية، مشيرين إلى أن عددا كبيرا منهم أوقفوا إجراءات إتمام الزواج؛ نتيجة عدم توافق الفحوصات. جاء ذلك خلال مؤتمر طبي، عن أمراض الدم الوراثية، نظمته جمعية «السرطان السعودية» بالمنطقة الشرقية، أمس، لتسليط الضوء على أحدث المستجدات التشخيصية والعلاجية، لأمراض نقص الصفيحات المناعية المزمن، والثلاسيميا وفقر الدم المنجلي، والتأكيد على أهمية الوقاية في هذا المجال. نسبة التجاوب تتضاعف 5 مرات أكد مدير مستشفي الأطفال بمدينة الملك سعود الطبية بالرياض الدكتور فواز القاسم، أن برنامج التوعية الصحية، لفحص ما قبل الزواج، حقق ارتفاعا في أعداد المتجاوبين معه، بلغ 5 أضعاف الأعداد، خلال الـ4 سنوات الأخيرة، مشيرا إلى أن الكثيرين من المقبلين على الفحوصات، أوقفوا إجراءات الزواج؛ لعدم توافق نتائج الفحص فيما بينهم، وهو الأمر الذي كان يواجه عوائق اجتماعية في بداية إطلاق وزارة الصحة لهذا البرنامج، قبل ما يقارب 12 عاما. ولفت إلى أن هناك تغيرا ملموسا في الحد من انتشار أمراض الدم الوراثية، مشددا على أن إدراج مرضي فقر الدم المنجلي والثلاسيميا، كأول الأمراض في برنامج الفحص؛ يعد دليلا على أهمية الوقاية منها، والسعي لتقليل نسب الإصابة بها باعتبارها أمراضا وراثية. جهود كبيرة للمملكة في سبيل الوقاية وأوضح القاسم أن المملكة تبذل جهودا كبيرة في مجال الوقاية والعلاج من أمراض الدم الحميدة والوراثية من خلال حملات التوعية والتثقيف الصحي التي تستهدف كل أفراد المجتمع، مشددا على أن هذه الجهود أثمرت مؤخرا عن تقليص أعداد المصابين والحد من هذه الأمراض، لافتا إلى توافر أحدث المستجدات العلاجية لإنهاء معاناة المرضى والوصول إلى نتائج صحية مرضية تساهم في تخفيف الأعباء الاجتماعية والمادية المنعكسة عن هذه الأمراض. 29 % من المصابين بالمنطقة الشرقية وأشار استشاري أمراض الدم بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض الدكتور هزاع الزهراني إلى أن هناك دراسات كثيرة بالمملكة تتناول هذا المجال في الوقت الذي تفتقد الإحصائيات للدقة، حيث لا توجد مراكز متخصصة لتسجيل هذه الإحصائيات بالرغم من وجود 7 مراكز لعلاج أمراض الدم بالمملكة، فيما أثبتت إحصائيات أخيرة أن المنطقة الشرقية تحتل المرتبة الأولى من المصابين بنسبة 29 ٪ تليها منطقة جازان بنسبة 7٪. وأكد الزهراني أن هناك علاجا بزراعة النخاع، في ظل أن 70% من المرضى يوجد لديهم متبرعون من الأقارب، موضحا أن الصعوبة تأتي حال وجود مضاعفات بعد الزراعة، والتي تشخص في بعض الحالات على أنها أمراض أخرى، مبينا وجود علاج جديد وفعال للجينات بمراحلها المبكرة، تم تطبيقه على المرضى بالولايات المتحدة الأمريكية بنسبة الشفاء بلغت 80 ٪، متوقعا أن تنتهي معاناة المرضى قريبا في حال تعميم هذا العلاج. عدم الالتزام بالعلاج يؤدي للوفاة وقالت الدكتورة فرح تنسيم شاه استشارية أمراض الدم بمستشفي الملك خالد أن عدم التزام بعض المرضي بأخذ الجرعات المقررة، من العلاج لسحب الحديد من الدم، قد تسبب مشاكل للمريض وتؤدي إلى الوفاة في بعض الحالات، مشيرة إلى أن بعض المرضي لا يلتزم بالجرعات المقررة لوجود آثار جانبية للعلاجات المتاحة. وأكدت أن هناك مستجدات في علاجات الأدوية الساحبة للحديد، حيث تم استحداث صورة جديدة لعلاج يتناول عن طريق الفم مرة يوميا في صورة أقراص للبلع بدل من تذويبها في ماء أو عصير، مما سوف يعود بالنفع على المرضى ويقلل من الآثار الجانبية ويسهل على المريض تناول الجرعات المحددة من قبل الطبيب المعالج. المزيد من الصور :
مشاركة :