كشف مدير عام الثروة الحيوانية بوزارة الزراعة الدكتور إبراهيم قاسم عن ضبط الفرق التفتيشية للوزارة عددًا من الصيدليات البيطرية الخاصة خلال الأسابيع الماضية تبيع منتجات الوزارة بالرغم من أنها تصرف مجانا للمستفيدين، كما بين أن بعضها ضُبطت تعمل بدون ترخيص وأخرى وجد بها عاملون يزاولون المهنة وهم غير مختصين. وقال قاسم في حواره مع «المدينة» إن الوزارة رصدت أيضا متاجرة البعض بشهادات الرعاة، الأمر الذي أدى إلى توفير عمالة بأعداد غير حقيقية، كما أشار إلى أنهم رصدوا أيضا عددا من المسوقين الإلكترونيين يبدون استعدادهم إصدار شهادة راعٍ بدون شرط توفر المواشي وهذا مخالفة للنظام، مهددا أولئك المخالفين بالرفع إلى الجهة المختصة، فإلى تفاصيل الحوار.. ** بداية، نود منكم تسليط الضوء على الصيدليات البيطرية الخاصة ومدى متابعتها من قبل الوزارة؟ - جميع الصيدليات البيطرية في المملكة وعددها (800) صيدلية، تخضع لنظام الإشراف من قبل وزارة الزراعة وهي الجهة المرخصة لمزاولة عمل تلك الصيدليات بعد التحقق من توفر الشروط الخاصة بذلك، فعند حصول المستثمر على الترخيص في الصيدليات البيطرية عليه التقيد باشتراطات وزارة الزراعة في هذا الشأن وأهمها: أن يكون العاملون فيها مرخصًا لهم العمل في هذا النشاط، وقبل أسابيع قليلة تم إصدار عقوبات بحق 14 منشأة بيطرية، منها (11) صيدلية، (1) عيادة بيطرية، (1) مركز للعناية بالصقور، (1) مركز لطيور الزينة، وتم مخالفتهم وتطبيق العقوبات عليهم. ترخيص الصيدليات ** ما أبرز المخالفات المرصودة؟ • من ضمن المخالفات رصدنا بعضهم يقوم ببيع العلاجات التى يتم تأمينها مجانا من قبل الوزارة وهذه مخالفة كبيرة واستغلال للإمكانيات، حيث تصل المخالفة إلى 70 ألف ريال، كما كان ضمن المخالفات وجود بعض الصيدليات البيطرية تعمل بدون ترخيص وتم مخالفتها أيضا، وأيضا من المخالفات علاج الحيوانات في غير المواقع المخصصة لذلك، وأيضا وجود أشخاص يزاولون المهنة وهم غير مختصين. الخدمات البطرية ** هل عدد الأطباء البيطريين على مستوى المملكة كافٍ؟ • بداية يجب أن نعرف أن عددهم لا يتجاوز (680) طبيبًا بيطريًا، في (177) عيادة بيطرية عامة وهذا غير كاف مقارنة بالخدمات البيطرية التي يقدمها الطبيب البيطري، والتي تشمل مهامهم على الكشف والتشخيص على الحالات المرضية بالعيادات، وصرف العلاجات، وإجراء الكشف الميداني وكذلك إجراء العمليات الجراحية، ومتابعة مشروعات الدواجن، ومتابعة المنشآت البيطرية، إلى غيرها من الخدمات المقدمة للمستفيدين. - شهادات الرعاة - ** نلاحظ الإقبال الكبير من قبل مربي المواشي على إصدار شهادة الرعاة ما تفسيركم لذلك؟ • هذا موضوع حساس، فمن الطبيعي أن الثروة الحيوانية تحتاج إلى عمالة لتربيتها وتغذيتها ورعايتها فوجود راعٍ مطلب، لكن المزعج استغلال هذه الخدمة في استصدار شهادات رعاة وتوفير عمالة بأعداد غير حقيقية، وهناك مراقبة من قبل مشرفي وزارة الزراعة في إصدار هذه الشهادات لكن ملاك الثروة الحيوانية يستصدرون شهادات رعاة وبعض هذه العمالة تصبح سائبة ولا تقوم بالهدف الذي استقدمت من أجله. الحيل والتلاعب ** لوحظ انتشار عدد من المسوقين الإلكترونيين يدّعون قدرتهم إصدار شهادة راعٍ بدون شرط توفر المواشي، ما مدى صحة ذلك؟ • بالفعل رصدنا عددًا من أولئك المخالفين وجارٍ متابعتهم، حيث يروجون لتلك الحيل والتلاعب، منوها إلى أنه بعد التأكد من ذلك سيتم رفعهم للجهة المختصة وهي وزارة الداخلية، مشيرا إلى أن إجراء إصدار شهادة راعٍ بسيط وهو الوقوف الميداني على الثروة الحيوانية لطالب الخدمة وتعدادها ومعرفتها وتصديق ذلك من شيخ القبيلة أو نحوه وبعده يتم إصدار شهادة الراعي للمربي. بشرط ان يكون هذا المتقدم لديه بطاقة مربي للمتابعة وسجل زراعي. أثر الدواء البيطري ** ما خطورة عدم التزام بعض مربي المواشي بفترة السحب للأدوية البيطرية؟ • أولا يجب أن نعرف أن فترة السحب أو التحريم: هي الفترة الزمنية من بعد إعطاء العلاج للحيوان وحتى خروج الدواء من جسمه أو وصول الدواء إلى النسبة المسموح بها، وهي فترة تضمن وصول الدواء إلى الحد الآمن الذي لا يؤثر على صحة الإنسان، ويجب على المربي عدم بيع حيواناته أو طيوره للذبح قبل مرور هذه الفترة كما يجب عدم استخدام الحليب قبل انتهائها أيضا وكذلك الحال بالنسبة لبيض الطيور، منوها إلى أن» فترة السحب (التحريم) تختلف من دواء لآخر حيث إن كل دواء بيطري له فترة سحب خاصة به تكتب على عبوته». وأما تأثير بقايا الأدوية في المنتجات الحيوانية على صحة الإنسان؟ فتتباين آثار بقايا الأدوية البيطرية في المنتجات الحيوانية على صحة الإنسان فإن منها ما له تأثير مسرطن ومنها ما له تأثير على الكبد والكلى والقلب والرئتين، وبعضها تشوهات في الأجنة وأخرى اضطرابات هرمونية. التسويق المباشر ** ما مدى تقيد المربين بتلك التعليمات؟ وما دوركم تجاههم؟ • للأسف هناك كثير من مربي الثروة الحيوانية لا يتقيدون بتلك الفترة المسموحة، حيث يعطون العلاج ويسوّقون مباشرة من أجل أن يبدو الحيوان في حالة جيدة أمام المشتري، ولكن في الحقيقة فإن الحيوان حاصل على أدوية قوية جدا والمشتري لا يعلم ذلك، إلا حين الكشف عنها من خلال الأطباء البيطريين في المسالخ. - ضرر المبيدات - ** ماذا عن آلية استخدام المبيدات الحشرية في تربية المواشي؟ • هناك اشتراطات عند استخدام المربي للمبيدات الحشرية ومن ضمنها الاستخدام الظاهري للحيوان المصاب بالطفيليات ومعالجتها لعدم نقل الحشرات للأمراض، لكن الملاحظ أن هناك استخدام خاطئ يصل إلى تجريع الحيوان بالمبيدات الحشرية وفيه ضرر كبير للحيوانات، وهناك مشكلة أخرى وهي انتقال تلك المبيدات للمستهلك وهو الإنسان وهذا ضرر أعظم، والأمر يتطلب مراعاة الله في التعامل مع هذه البهائم، وقد رصدنا حالات من هذا النوع، ونقوم بحملات توعوية للمربين. برنامج إلكتروني ** هل يوجد تنظيم للخدمات التي يقدمها قطاع الثروة الحيوانية للمستفيدين؟ • نعم، لدينا (بطاقة المربي) وهي أشبه ببطاقة الخدمات المقدمة من قبل العيادات البيطرية، بحيث يصبح المربي معروفًا لدى الفرع الذي يراجعه والخدمات التي حصل عليها في جميع النواحي البيطرية وبالتالي تكون الخدمة مرصودة، فالهدف الرئيسي للبطاقة هو دقة المعلومات، كما تم عمل ربط جميع الخدمات البيطرية (صرف أدوية، لقاحات، كشف،..) بالحصول على تلك البطاقة، ووصل عدد المستفيدين الحاصلين على البطاقة الآن أكثر من 250 ألف بطاقة. ونتمني من جميع ملاك الثروة الحيوانية مراجعة العيادات البيطرية لتحديث بياناتهم فقد تم استحداث برنامج إلكتروني يربط جميع العيادات البيطرية بالمملكة مع الجهاز المركزي بالوزارة. المزيد من الصور :
مشاركة :