الشاهين الاخباري سطر المنتخب الوطني لكرة القدم، بحروف من ذهب، إنجازاً تاريخياً بتأهله لنصف نهائي بطولة كأس آسيا (قطر ٢٠٢٣)، بعد الفوز على نظيره الطاجيكي 1-0 في المباراة التي جمعتهما في ستاد أحمد بن علي في الدوحة، ضمن منافسات ربع النهائي. المباراة التي تابعها ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله والأميرة رجوة الحسين، وسمو الأمير علي بن الحسين، رئيس اتحاد كرة القدم، ولفيف من الشخصيات البارزة وجماهير أردنية وعربية. بهذا التأهل المفخرة، ارتقى منتخب النشامى للمربع الذهبي للبطولة التي دار رحاها هنا في الدوحة، بمشاركة ٢٤ منتخب مثلوا القارة في اكبر وأضخم وأهم مسابقه. وكان هذا التأهل والوصول مستحقاً، بعد المستويات المتصاعدة التي حققها المنتخب في هذا المحفل العالمي الذي أفرز منتخباً وطنياً استحق هذه المكانة الرفيعة بأقدام ذهبية للاعبين غيورين وجيل وصف وما زال بالجيل الذهبي للكرة الأردنية. نعم “النشامى” بين الأربعة الكبار في القارة.. واقع لا حلم.. حقيقة وليس خيالاً.. إثبات وبجدارة وأن كرة القدم الأردنية رغم كبواتها التي لازمت هواجسنا، قد بدأت بالزوال وانزاحت غمة الخروج المبكر “المزعجة”، التي جثمت على صدورنا لسنوات خلت ونحن نمني النفس بالوصول إلى هذه المرحلة من التطور والتقدم والنظر إلى المنتخب وهو يعتلي قمة المجد والفخار الرياضي. وجاء هذا الإنجاز لإثبات حقيقة أن الكرة الأردنية ليست عابر سبيل -إن جاز التعبير- في البطولات، بل هي أساسية وهي الممتعة والرقم الأصعب، وهذا تحقق وتم إثباته من خلال مستويات كبيرة قدمها النشامى في كل مبارياته وفي جميع مراحل البطولة، بل وكان الفارس الأشم للحصان الأسود (منتخب طاجيكستان) الذي تروّض بيسر بلجام أردني رغم انه قدم تنافساً كبيراً أمام النشمي الذي قفز وتجاوز كل العقبات ووصل ليقول كلمته في البطولة.. أنا الأردني. مثل المنتخب: يزيد أبو ليلى، عبد الله نصيب “ديارا”، يزن العرب، سالم العجالين، إحسان حداد، رجائي عايد (فادي عوض)، نور الدين الروابدة (ابراهيم سعادة)، محمود مرضي (محمد أبو حشيش)، موسى التعمري (يوسف أبو جلبوش)، علي علوان ويزن النعيمات (أنس العوضات). مثل طاجيكستان: رستم يتيموف، زوير جورابايف، مانوتشير سافاروف، وحدت حنونوف، أكثم نازاروف، إحسان بانشانبي، شيرفوني ماباتشويف، أليشير شوكوروف، بارفيزجون عمرباييف، أليشير جليلوف وشهروم سامييف. أفضل لاعب في المباراة، كان من نصيب نجم المنتخب يزن العرب. نال كل من سالم العجالين، رجائي عايد وعلي علوان بطاقات صفراء. الشوط الأول بداية هجومية متوقعة على وقعٍ صاخب وهتافات جماهيرية أردنية، النشامى يضغط والطاجيكي يدافع، والخطورة حاضر والركنية الأولى من نصيب المنتخب والتنفيذ بالاسلوب القصير والمنافس يحاول استيعاب الأمر، من خلال صد المد الأردني بطريقة عكسية وكلاسيكية باعتماد اسلوب خير وسيلة للدفاع هي الهجوم، ليجد أمامه سداً منيعاً من القوى البشرية التي حضرت ذهنياً وفنيا. تابع المنتخب الضغط وكان المطلب واضحاً جداً وهو خطف التقدم المبكر ومن بعده التكتيك سيكون الخطوة اللاحقة، وكاد أن يصل لمبتغاة من خلال تسديدة النعيمات التي مرت بجانب القائم د٨. عشر دقائق أولى من الندية والمحاولات حاضرة ولكن غابت الفاعلية واستمر الانتظار، وزاد الحماس الجماهيري أكثر وأكثر بنداء “مشان الله الأول يله”.. الذي يعشقها اللاعبين في أوقات السيطرة والهيمنة. وحبست الدقيقة ١٥، الأنفاس عندما تمادى المنافس كروياً وحاول من خلال بناء هجمة نظمة أسفرت عن كرة غريبة ارتدت من العارضة وسط مراقبة أبو ليلى ولكن الخطورة زالت تحت المطالبة باحتساب تسلل. دقائق مرت والمنافس يصمد ولكنه لا يترنح بل فعّل من الخطورة وحاول من اتجاهات عدة أن يباغت المنتخب ال تنبه لهذا الأمر فاخصر الطريق الأولى وعاد لهدوءه الذي عادةً ما يسبق العواصف، وفعلاً كانت قريبة من أن تهب بوجه المنافس د٢٩ عندما لم يحسن النعيمات التعامل مع كرة مرضي العرضية. نصف ساعة مرت والشباك ساكنة والانتظار فاق الوقت وحضرت الخطورة الحقيقية عند د٣٣، بعد اختراق نفذه العلوان واعطى الكرة النعيمات ليسدد كرة توسطة المستوى ردها الحارس لأقدام عايد الي سدد مجدداً من وقف تسلل افسد الحلقة. استمر المسلسل خمسة دقائق أضيفت بعد وقت الشوط الاصلي وازدحمت لحظاتها بالكثير من الفرص المهدرة والدربكات من جانب النشامى اللذين اجلوا الحسم للنصف الثاني على ما يبدو. شوط آخر بداية مكررة وتناول من الجانبين على ممارسة الضغط ودانت في الدقائق الأولى أفضلية نسبية للمنافسة الذي عرف بعض الطرق الفرعية للوصول لمناطق المنتخب وخصوصا الوصول المخيف عند الدقيقة ٥٤ وشبه الانفراد الذي هدد رمى أبو ليلى وكان الخلل من عدم ثقة المدافع العجالين عندما ارتبك بالسيطرة على الكرة. استمرت ذات الاسماء في الميدان، وتابع الحذر تسلله للقلوب الخافقة، وزاد لك قلقاً خالطه الشك أحيانا با الفرص التي تضيع لن تتكرر وأن قرار الحسم يجب أن يتخذ، ولأن كرة القدم تلعب للمتعة، فقد كان الإمتاع حاضرا إلا أنه لم يسعف النشامى بذلك لغاية الدقيقة ٦٠. مدرب المنتخب عموتا، راقب واحتار لغاية الدقيقة ٦٤، ليتحصل النشامى عند هذا التوقيت بالتحديد على ركنية تاريخية نفذها حداد بإتقان لتصل لرأس النجم نصيب فدكها في الشباك معلناً تقدماً أردنياً مستحقاً. الهدف اشعل المدرجات واشعل المواجهة التي بدأت بالغليان الطاجيكي ومارس ضغطا منظماً على النشامى، فحضرت الخطورة من تسديدة صاروخية من خارج منطقة الجزاء، أبعدها أبو ليلى باقتدار وأخرى عرضية تهادت بجانب القائم، وكان سبقها فرصة للنشامى أضاع فيها التعمري هدف التعزيز بعد تسديدة غير مناسبة. ربع ساعة أخيرة حضرت فيها الأوراق البديلة، درب منتخب طاجيكستان أراد منها تعزيز الجانب الهجومي وعموتا عمد إلى تعزيز وسط ملعبه وتحسين الفعالية الهجومية. ومع اشراف الشوط على النهاية، مرت اللحظات بطريقة الزحف البطيء، على الجماهير قبل اللاعبين، وبذات سريعة لدى المنافس الذي استمر بالمحاولات اليائسة حتى الصافرة التي كان سماعها كسماع مدفع رمضان عند الصائم. الوسوم الشاهين الاخباري
مشاركة :