دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس الاثنين، عشائر وسكان مدينة الفلوجة التي خرجت عن سلطة الحكومة إلى طرد «الإرهابيين» لتجنيب المدينة القصف وأخطار المواجهات المسلحة. ووجه المالكي وهو القائد العام للقوات المسلحة في بيان مقتضب، نداء إلى «أهالي الفلوجة وعشائرها بطرد الإرهابيين من المدينة حتى لا تتعرض أحياؤها إلى أخطار المواجهات المسلحة». وأصدر المالكي تعليمات إلى قوات الجيش التي تحاصر المدينة «بعدم ضرب الأحياء السكنية في الفلوجة». فيما تمكن مقاتلو «الدولة الاسلامية في العراق والشام» المعروف اختصارًا باسم «داعش»، والعابر للحدود مع سوريا، من السيطرة على الفلوجة وعلى بعض مناطق مدينة الرمادي (100 كلم غرب بغداد) المجاورة رغم الحملة العسكرية التي تستهدف معسكراته منذ نحو 10 أيام وتستخدم فيها الطائرات. وتشكل سيطرة التنظيم التابع للقاعدة على مدينة الفلوجة حدثا استثنائيًا نظرًا إلى الرمزية الخاصة التي ترتديها هذه المدينة التي خاضت معركتين شرستين ضد القوات الأمريكية في العام 2004. وتواصلت المعارك شمال المدينة وشرقها في وقت مبكر من صباح الاثنين، بحسب مقدم في الشرطة، فيما أكد شهود تعرض قاعدة طارق العسكرية للقصف من قبل عناصر التنظيم. وكان مسؤول حكومي عراقي أكد لوكالة فرانس برس الأحد أن «القوات العراقية تتهيأ لهجوم كبير في الفلوجة وهي حتى الآن لم تنفذ سوى عمليات نوعية بواسطة القوات الخاصة ضد مواقع محددة». بدوره، قال قائد القوات البرية في الجيش العراقي الفريق علي غيدان في تصريح لفرانس برس «لا علم لدينا عما يجري في الفلوجة، ولكن على الفلوجة أن تنتظر القادم». ووفقًا لتقارير الحكومة العراقية قتل 200 شخص معظمهم من المسلحين على مدى الأيام الثلاثة الماضية. من جهتهم، قال مسؤولون محليون إن القوات الحكومية العراقية التي تتصدى لهجوم للقاعدة قرب الحدود السورية قصفت مدينة الرمادي الأحد جوًا وقتلت 25 مسلحًا إسلاميًا. واجتمع مسؤولون حكوميون في محافظة الأنبار بغرب البلاد مع زعماء العشائر لحثهم على المساعدة في صد المسلحين المرتبطين بالقاعدة الذين سيطروا على أجزاء من الرمادي والفلوجة وهما مدينتان عراقيتان استراتيجيتان على نهر الفرات. وأحكمت الدولة الإسلامية في العراق والشام التابعة للقاعدة قبضتها باطراد في الشهور الأخيرة على محافظة الأنبار في مسعى لإقامة دولة إسلامية سنية تمتد عبر الحدود مع سوريا. لكن الجماعة استولت الأسبوع الماضي على مواقع في الرمادي والفلوجة في أول مرة منذ سنوات يسيطر فيها المقاتلون السنة على مناطق في المدينتين الرئيسيتين في المحافظة ويحتفظون بها لأيام. من جهته، قال فالح عيسى عضو مجلس محافظة الأنبار «نحن كحكومة محلية نبذل قصارى جهدنا لتفادي إرسال الجيش إلى الفلوجة، نتفاوض الآن خارج المدينة مع العشائر لاتخاذ قرار يتعلق بطريقة دخول المدينة دون تدخل الجيش». وقال مسؤولون عسكريون ومحليون إن من بين الخيارات التي ينظر فيها لطرد القاعدة من الفلوجة قيام وحدات من الجيش ومقاتلين من العشائر بتشكيل «حزام» حول المدينة يعزلها ويقطع طرق الإمداد للمسلحين. إلى ذلك، تعهد مقاتلون على صلة بتنظيم القاعدة ومن أفراد عشائر كانوا سيطروا على أجزاء من مدينة الفلوجة العراقية الاستراتيجية على نهر الفرات بقتال القوات الحكومية الأحد. وأعلن قائد مجهول للمجلس العسكري المناهض للحكومة في الفلوجة هدف المقاتلين أمام الكاميرا قائلا إن ثوار العشائر في الفلوجة عزموا القصاص من الطامعين والمرتبطين بالحكومة الطائفية. وأحكم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام التابع للقاعدة قبضته بشكل متزايد على محافظة الأنبار في الأشهر القليلة الماضية في محاولة لتأسيس دولة سنية على الحدود مع سوريا. لكن سيطرتهم على مواقع الأسبوع الماضي قرب الرمادي وجزء كبير من الفلوجة كانت المرة الأولى منذ سنوات التي يسيطر فيها السنة على مساحات كبيرة من مدن المحافظة ويتمسكون بمواقعهم هذه لأيام. من جهة أخرى، ذكرت مصادر أمن عراقية أمس الاثنين أن 8 أشخاص أصيبوا بجروح في سلسلة انفجارات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة في مناطق تابعة لمحافظة صلاح الدين /170 كيلومترا شمال بغداد/. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن شخصين أصيبا بجروح جراء انفجار سيارة مفخخة كانت مركونة في حي العسكري منطقة طوز خرماتو. وأدى انفجار سيارة مفخخة ثانية كانت مركونة قرب ملعب رياضي في نطقة طوز خرماتو أيضا إلى إصابة 4 أشخاص بجروح. وتسبب انفجار عبوة ناسفة في منزل موظف بدائرة الوقف السني بسامراء إلى إصابته بجروح ، كماأصيب شرطي بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة في منطقة الشرقاط. المزيد من الصور :
مشاركة :