المعتقل الفلسطيني المفرج عنه للأناضول، الأحداث التي لحقت به خلال فترة اعتقاله على إيدي قوات الجيش الإسرائيلي. ويقول أبو خميس، لمراسل الأناضول: "50 يوما من الاعتقال والضرب والتعذيب والقهر وقلة النوم والبكاء، مروا علينا مثل 50 سنة". ويضيف: "كنا نازحين في مدرسة إيواء بمخيم البريج، حيث حصلنا على تصريح من الوكالة (الأونروا) بأنها مركز إيواء وأن الجيش الإسرائيلي لن يصلها، لكن في الساعة السابعة صباحا، هدمت جرافة إسرائيلية حائط المدرسة وكانت هناك 7 دبابات تتواجد". وأردف: "بعد هدم جدار المدرسة، بدأ الجيش ينادي علينا: اخلع ملابسك وتوجه عندي. خلعنا ملابسنا وتوجهنا نحوهم واعتقلونا من مركز الإيواء، بعد أن التقطوا لنا صورا". واسترسل أبو خميس، "ربطوا أعيننا وجلسنا حتى انتهوا من تصوير كافة الشبان، ثم جرى نقلنا على شاحنة كبيرة، حيث تم سحلنا بلا رحمة، ولم يُظهروا أي شكل من الرحمة، سواء كبارًا أو صغارًا، ثم ألقونا بقسوة على الأرض، ثم تعرضنا للضرب". وأكمل: "بقينا من الساعة 7 صباحًا حتى منتصف الليل في الملابس الداخلية، ثم نُقلنا إلى جبل صغير، ولم نكن نعرف مكانه، جلسنا هناك من الساعة 3 فجرًا حتى الساعة 7 صباحًا في اليوم التالي، مستلقين بدون ملابس على الأرض والأصفاد بأيدينا من الخلف، وهذا كان في اليوم الأول". وواصل أبو خميس، حديثه "ثم نقلونا في اليوم التالي، وأعطونا ملابس خفيفة دون تقديم طعام أو ماء لنا، وتركونا في الهواء والبرد". ولفت إلى أنه في اليوم الثالث، تم اقتياده برفقة العشرات من المعتقلين إلى مستوطنة، لإجراء التحقيق معهم، حول أسمائهم وما إذا كانوا ينتمون لحركة "حماس" أو "الجهاد الإسلامي" أو "فتح"، أو ما إذا كانوا يعرفون أماكن الأنفاق تحت الأرض. وقال أبو خميس، "تعرضنا للضرب والإهانة واستخدام الألفاظ البذيئة، وأجبرونا على النوم دون ملابس على أرضية من الحصمة (الحصى الصغيرة)، وذلك على الرغم من أنهم أخذونا من مركز الإيواء". وأضاف: "عندما نطلب الماء، يردون علينا بأنه لا يوجد ماء ونتعرض للشتم". وتابع: "بعد ذلك، نُقلنا إلى مستوطنة أخرى، حيث بقينا جالسين في البرد حتى تم نقلنا على شاحنة وأُسقطنا في مكان مجهول مليء بالرمال، وتعرضنا للرمي". وأوضح أبو خميس، أنه تعرض للضرب بمجرد أن شكوا أنه يرى خلف اللفافة التي وضعها الجيش على وجهه، لكي لا يتمكن من الرؤية. وذكر أنه خلال عمليات الضرب، سقط أرضًا واصطدم رأسه بالحديد مما أدى إلى إصابته بشكل تطلب نقله إلى المستشفى، حيث تم فحص يده التي تعرضت (للأذى) حيث كانت طوال الوقت مقيدة بالأصفاد، مما أدى لجروح غائرة في الجلد. وكان يخشى أبو خميس، أن يتم بتر يديه بسبب انتفاخها وتعرض الجلد والأوتار للتمزق، مما دفع الأطباء لإجراء عمليات جراحية في يده. وقال: "خلال فترة الاعتقال، كانت أعيننا مغطاة وكنا نتناول الطعام مثل الدواب (بطريقة غير إنسانية)، وعندما نطلب الدخول إلى الحمام، نظل ننتظر ليوم في انتظار إذنهم لدخولنا". وعلاوة على ذلك، تعرض أبو خميس، برفقة المعتقلين الآخرين، للضرب والتعذيب واستخدام الألفاظ البذيئة، وإطلاق الكلاب عليهم، ولم يتمكنوا من النوم بسبب الإزعاج الذي كان يسببه الجيش لهم، بحسب قوله. وأكد أنه "طوال فترة الاعتقال، لم أستطع النوم سوى لـ4 ساعات بسبب التعذيب، قضيت منها 15 يوماً في المستشفى الميداني دون تناول طعام مناسب أو معاملة جيدة والتعذيب مستمر". وتابع: "تلك الأيام الـ50 مرت علينا كأنها 50 سنة من التعذيب والقهر، كنا نبكي كل يوم وننام بلا أغطية. تحملنا عذابًا وإهانةً لا يمكن لبشر أن يتحملهما". ولفت إلى أنه لم يعرف مكان أسرته، أو كيفية الاتصال بهم للاطمئنان عليهم، مما زاد من قلقه عليهم، متمنيا لقاءهم بأسرع وقت. والخميس، أفرجت إسرائيل، عن 114 فلسطينيا بينهم 4 سيدات، اعتقلهم الجيش من مناطق مختلفة بقطاع غزة خلال عمليته البرية التي بدأها في 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، انطلاقا من محافظتي غزة والشمال. وتقول مؤسسات حكومية وحقوقية إن الجيش الإسرائيلي اعتقل خلال توغله للقطاع مئات الفلسطينيين الذين لا يعرف أماكن تواجدهم أو مصيرهم، أو حتى أعدادهم بشكل دقيق. ومنذ 7 أكتوبر، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة خلفت حتى الخميس "27 ألفا و131 شهيدا و66 ألفا و287 مصابا، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :