أكد معارضون سوريون أن قوات النظام، فشلت أمس بعبور طريق حلب – دمشق الدولي في ريف حلب الجنوبي، إثر تصدر قوات المعارضة لهجوم شنته قوات النظام في المنطقة، أدى إلى تراجع الأخيرة من مناطق كانت سيطرت عليها بغطاء جوي روسي مطلع العام الحالي. واندلعت الاشتباكات، إثر هجوم شنته قوات النظام للسيطرة على طريق حلب – دمشق الدولي، والعبور منه إلى ريف حلب الغربي، بحسب ما قال القيادي المعارض منذر سلال لـ«الشرق الأوسط»، قائلا: إن قوات المعارضة «صدت الهجوم، ووسعت نطاق سيطرتها إلى تلة العيس، وأحرزت تقدمًا في مناطق أخرى لا تزال تشهد اشتباكات حتى هذه اللحظة». وقال ناشطون بأن «جيش الفتح» المعارض، واصل تقدمه في ريف حلب الجنوبي، حيث سيطر على بلدة العيس بعد اشتباكات مع القوات النظامية، عقب سيطرته ليل الجمعة - السبت على عدة مناطق في المنطقة. كما أفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الفصائل المقاتلة استهدفت بصاروخ تاو، تجمعًا لقوات النظام في تل الأربعين بريف حلب الجنوبي، ما أدى لوقوع خسائر بشرية، فيما لقي قيادي من جبهة النصرة مصرعه بالاشتباكات المستمرة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من جهة أخرى، على عدة محاور بريف حلب الجنوبي. وقال سلال بأن الهجوم المعاكس «شاركت فيه جميع الفصائل العسكرية في المنطقة، بينها فصائل تابعة للجيش الحر، وهي الأغلب، وفصائل متشددة من ضمنها جبهة النصرة»، مشيرًا إلى أن المعارك «على أشدها، ولم يُحسم بعد سوى استعادة المعارضة السيطرة على بلدة العيس الاستراتيجية». وكانت قوات النظام، سيطرت على تلة العيس وتلة «سيريتل» الاستراتيجيتين المشرفتين على طريق حلب – دمشق الدولي، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ما مكن قوات النظام من السيطرة ناريًا على الطريق الدولي بالنار. وبلدة العيس تعد ذات موقع استراتيجي، كونها تشرف على الأوتوستراد الدولي الخاضع لسيطرة المعارضة، والذي يربط مناطق سيطرتها بين محافظتي إدلب وحلب. ولا يرى معارضون أن المعارك، تؤدي إلى انهيار الهدنة في حلب، ذلك أن المعارك «انحصرت في مناطق الاشتباكات بين ريفي حلب الجنوبي والغربي، ولم تتوسع إلى أحياء مدينة حلب أو ريف حلب الشمالي»، فيما قال سلال بأن قوات النظام «خرقت الهدنة، ما دفع قوات المعارضة إلى الرد في منطقة خرق الهدنة نفسها». وقال عضو مركز السفيرة الإخباري المعارض أبو شادي السفراني، لـ«مكتب أخبار سوريا» إن جيش الفتح، ومن أبرز فصائله حركة أحرار الشام الإسلامية وجبهة النصرة والجبهة الشامية، سيطروا على بلدة العيس «الاستراتيجية» التي تشرف على أوتوستراد دمشق - حلب الدولي، وقريتي أم رويل والخالدية وسوق الغنم قرب بلدة الحاضر الخاضعة لسيطرة القوت النظامية، إضافة إلى عدة تلال أخرى في المنطقة. وأشار إلى أن المعارضة فجرت ثلاث عربات مفخخة داخل نقاط للقوات النظامية يقودها عناصر من الجبهة، إضافة إلى تمهيد ناري «كثيف» بالأسلحة الثقيلة، لتدور على إثرها اشتباكات، أدت إلى انسحاب القوات والميلشيات المساندة لها إلى بلدة الحاضر شرقي العيس، إضافة إلى مقتل أكثر من 70 عنصرا من القوات، في حين قتل أكثر من 15 مقاتلا من المعارضة وإصابة آخرين بجروح متفاوتة، نقلوا إلى المشافي الميدانية لتلقي العلاج. وقال ناشطون إن الاشتباكات تزامنت مع أكثر من 30 غارة شنها الطيران الحربي والمروحي النظامي بالصواريخ الفراغية والعنقودية والبراميل المتفجرة على نقاط المعارضة في محاور الاشتباك، مشيرا إلى أن الفصائل استولت على عدد من الصواريخ المضادة للدروع وأسلحة خفيفة وذخائر لها.
مشاركة :