وجهت الأمم المتحدة وشركاؤها في المجال الإنساني نداء يوم الخميس من أجل جمع 2.7 مليار دولار أمريكي لدعم الملايين المتضررين من الصراع الذي طال أمده في اليمن. تهدف الأموال إلى توفير المساعدة المنقذة للحياة والحماية لـ18.2 مليون يمني هم في حاجة ماسة لذلك بسبب الصراع المستمر منذ قرابة عقد من الزمان بين القوات الحكومية المدعومة من تحالف بقيادة السعودية وبين الحوثيين الذين يسيطرون على أجزاء كبيرة من البلاد. وقد أكد بيتر هوكينز، المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية بالإنابة، على أهمية اللحظة الحاسمة التي تمر بها البلاد، قائلا "إن اليمن يواجه منعطفا حاسما ولديه فرصة فريدة لاتخاذ خطوة حاسمة للخروج من الأزمة الإنسانية من خلال معالجة دوافع الحاجة". تحدد خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2024، التي صيغت من خلال مشاورات مكثفة مع السكان المتضررين والسلطات المحلية والوطنية والعاملين في مجال الإغاثة وشركاء التنمية، إستراتيجية لتكييف العمليات في ظل التمويل المحدود والقيود المفروضة على الوصول. وتتماشى هذه الخطة مع إطار عمل الأمم المتحدة الأوسع للتعاون من أجل التنمية المستدامة لليمن الذي تبلغ قيمته 1.3 مليار دولار للفترة 2022-2025، مع التركيز على بناء القدرة على الصمود وإيجاد حلول طويلة الأجل من خلال دعم سبل العيش والخدمات الأساسية والظروف الاقتصادية. وفي معرض تسليطه الضوء على الحاجة الماسة للدعم، ناشد هوكينز المجتمع الدولي قائلا "يجب ألا ندير ظهورنا لشعب اليمن. إنني أناشد الجهات المانحة تقديم دعمها المتواصل والعاجل لإنقاذ الأرواح وبناء القدرة على الصمود، وكذلك تمويل التدخلات المستدامة". وبالإضافة إلى الاحتياجات الإنسانية الواسعة الانتشار، يواجه اليمن أزمة تعليمية حيث يوجد أكثر من 4.5 مليون طفل في سن الدراسة غير ملتحقين بالمدارس، ونزح ما يقدر بـ4.5 مليون شخص، ثلثهم اقتُلعوا من ديارهم أكثر من مرة، وفقا لما ذكرته الأمم المتحدة.