تدمر «مدينة أشباح» بعد أسبوع من طرد «داعش» منها

  • 4/3/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

قال المدير العام للآثار والمتاحف السورية مأمون عبدالكريم أن معبد بل في تدمر الذي فجره تنظيم «داعش» العام الماضي يمكن إصلاحه، لكن تقدير حجم الأضرار بالكامل في المدينة الأثرية قد لا يكتمل قبل أسابيع بسبب الألغام التي زرعت بين الآثار. ووجهت الدعوة إلى عدد من الصحافيين للقيام بجولة في تدمر يوم الجمعة لتفقد الأضرار التي لحقت بالمدينة. وقد تهدم المعبد الذي يعود لألفي عام في شكل شبه كامل، في حين لم تتضرر مناطق أخرى في الموقع التاريخي من بينها المسرح الروماني. وكان المعبد واحداً من الآثار المهمة التي فجّرها التنظيم في المدينة العام الماضي من بينها معبد بعل شمين وقوس النصر والأبراج الجنائزية. وذكر عبدالكريم أن مهندسين عسكريين سوريين يمشطون المنطقة بالفعل بحثاً عن ألغام يشتبه في أن تنظيم «داعش» زرعها وسط الآثار. والتزم الغرب الصمت إزاء أنباء استعادة السيطرة على تدمر. ففي حين رحبت بعض الحكومات بالانتكاسة التي مني بها «داعش»، إلا أنها لم تبدِ استعداداً للاحتفال بانتصار رئيس يطالب كثير منها برحيله منذ خمسة أعوام. ووصفت وكالة أسوشييتد برس تدمر بأنها كانت «مدينة أشباح» خلال الجولة فيها، في إشارة إلى انعدام أي وجود للمدنيين بعد طرد «داعش» منها يوم الأحد الماضي. وقالت أن مخلّفات المعركة على تدمر ما زالت واضحة للعيان، مشيرة مثلاً إلى سيارات محترقة على جوانب الطرق وأسلاك كهربائية متدلية في الشوارع وخزانات مياه فارغة استُخدمت كما يبدو كسواتر دفاعية. ولفتت أيضاً إلى شعارات مكتوبة على الجدران مثل «باقية وتتمدد» الذي كان تنظيم «داعش» يُطلقه على «دولة الخلافة» التي أعلنها في سورية والعراق. ونقلت الوكالة عن ضابط سوري قوله للصحافيين الزائرين الجمعة: «الجيش السوري يدافع عن روما ولندن بقدر ما يدافع عن دمشق». وبعدما لفتت إلى أنه طلب عدم نشر اسمه هو وضابط آخر لأنهما ليسا مخولين إعطاء تصريحات إلى الصحافيين، قالت أنه سلّم الإعلاميين كتيّباً وزّعه «داعش» كما يبدو على سكان تدمر، وفيه يقول التنظيم «الولاء للإسلام، لا للدولة». ويسعى النظام السوري إلى استثمار طرد «داعش» من تدمر لتقديم نفسه طرفاً أساسياً في جهود الدول الغربية لمحاربة هذا التنظيم المتشدد. وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء أمس أن القوات السورية عثرت على مقبرة جماعية تضم حوالى 40 جثة في مدينة تدمر، مشيرة إلى أن المقبرة ضمت جثث الكثير من النساء والأطفال وكانت في الطرف الشمالي الشرقي من المدينة. وكانت بعض الجثث مقطوعة الرأس. أما «فرانس برس» فنقلت عن مصدر عسكري: «عثر الجيش السوري (الجمعة) على مقبرة جماعية لضباط وجنود وعناصر لجان شعبية وأفراد من عائلاتهم». وأوضح أن الجثث تعود إلى «42 شخصاً هم 18 عسكرياً و24 مدنياً. بينهم ثلاثة أطفال وجميعهم من عائلات العسكريين». ووفق المصدر العسكري، فقد «تم إعدامهم إما بقطع الرأس أو بإطلاق النار»، مشيراً إلى أن الجثث «نقلت إلى مستشفى حمص العسكري وتم التعرف إلى بعضها». وعثر الجيش السوري على المقبرة الجماعية في منطقة مساكن الجاهزية حيث كانت تسكن عائلات العسكريين. وأشار المصدر العسكري إلى أن العسكريين المقتولين ليسوا الذين ظهروا في شريط فيديو للتنظيم المتطرف يوثق عملية إعدام جماعية على المسرح الروماني في المنطقة الأثرية. وبثّ تنظيم «داعش» في تموز (يوليو) الماضي شريطاً مصوراً يظهر إعدام 25 جندياً سورياً على أيدي فتيان يطلق عليهم اسم «أشبال الخلافة» على المسرح الروماني لمدينة تدمر.

مشاركة :