واصل سوق العقارات في الإمارات زخم الانتعاش القوي الذي اختتم به عام 2023، مسجلاً خلال شهر يناير الماضي، ارتفاعاً قوياً في حجم الصفقات العقارية، وسط استمرار طرح المشاريع الجديدة وجذب شرائح متنوعة من المستثمرين والمطورين الجدد إلى السوق، بحسب خبراء في القطاع. وأكد هؤلاء، أن سوق العقارات يواصل الاستفادة من تنافسية مكانة الدولة وجهة عالمية رائدة للاستثمارات العقارية والازدهار الاقتصادي والنمو المتسارع للقطاعات غير النفطية التي تسهم بشكل كبير في توسيع الطلب على العقارات السكنية والمكتبية لتلبية نمو أعمال الشركات والأعمال الجديدة. وتوقع هؤلاء أن يتراوح نمو المبيعات العقارية في الدولة بما يتراوح بين 10 إلى 15%، في ظل آفاق النمو المرتفع للاقتصاد الوطني، وما توفره الإمارات من مقومات تجعلها في صدارة الوجهات المفضلة للاستثمار والأكثر جاذبية للمستثمرين وأصحاب الثروات من أنحاء العالم كافة. وتوقعت شركة «جيه إل إل» أن يواصل سوق العقارات في الإمارات نموه القوي، خلال العام الجاري، مدفوعاً بمرونة الاقتصاد، مرجحة نمو المبيعات هذا العام بنسبة تصل إلى 19% نتيجة الطلب الحالي في السوق مع توقع استقطاب المزيد من المستثمرين والأعمال الجديدة، وكذلك اتجاه الشركات القائمة للتوسع مما يزيد الطلب على السوق المكتبي والسكني على حد سواء. مقومات فريدة وقال براسنجيت غوش، المدير العام لشركة سوانك، البرتغالية، إن دولة الإمارات رسخت موقعها واحدة من أبرز الوجهات المفضلة للمستثمرين ورجال الأعمال كونها تمتلك مقومات فريدة، أهمها النشاط الاقتصادي المزدهر وتجانس وتعايش ثقافات متنوعة، وبنيتها التحتية العصرية والرقمية، وما تتمتع به من مقومات الأمن والأمان وجودة الحياة الراقية. وشهد السوق كذلك دخول مطورين جدد من أسواق دولية كان أبرزها إعلان شركة «سوانك للتطوير العقاري» البرتغالية إطلاق أعمالها في دولة الإمارات، وتحديداً في إمارة دبي، والكشف أول مشاريعها في مدينة محمد بن راشد -ميدان، بمحفظة استثمارية أولية تزيد عن 300 مليون درهم خلال العام الحالي. وقال غوش إن الهدف الاستراتيجي لشركة سوانك للتطوير العقاري، هو المساهمة في ازدهار السوق العقاري في دبي خاصةً، ودولة الإمارات عامةً، وهذا عبر تقديم مشاريع جديدة تعتمد على مفاهيم جديد للارتقاء بأسلوب الحياة من خلال التصميم الدقيق والفخامة المميزة والخدمات المتكاملة وتوفير تجربة عيش استثنائية. وأوضح براسنجيت غوش أن دخول الشركة سوق العقارات في دولة الإمارات والذي يتسم بالتنافسية الشديدة، يعكس مدى ثقتنا في مستقبل هذا السوق وآفاق نموه للسنوات المقبلة، مشيراً إلى أن ما توفره دولة الإمارات من بيئة جاذبة للاستثمار والأعمال والنمو يمثل أحد أبرز الدوافع التي تجذب المستثمرين للقطاعات كافة، وخاصة العقارات. تنافسية وابتكار وأضاف أن دولة الإمارات رسخت موقعها وجهة عالمية رئيسة لجذب المستثمرين ورجال الأعمال وأصحاب الثروات للعيش والعمل بفضل ما تتمتع به من استقرار وأمن وأمان ونمط حياة فريد ومتميز يجمع العديد من الثقافات من حول العالم، الأمر الذي يوفر للمطورين العقاريين مجالات جديدة لتقديم مفاهيم وتصاميم عقارية متنوعة تلائم احتياجات ومتطلبات هذا التنوع الفريد من العملاء. وأشار إلى أن سوانك لديها نظرة إيجابية للغاية لسوق العقارات في دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة، الذي يملك إمكانات هائلة للنمو والازدهار لسنوات طويلة قادمة، مستندة إلى رؤية القيادة الرشيدة للمستقبل، لافتاً إلى أن التوقعات تشير إلى قدرة قطاع العقارات على مواصلة النمو، بمعدل يتراوح بين 10 إلى 15% في الفترة المقبلة، مما يعزز من قدرة المطورين أصحاب الأفكار والتصاميم الإبداعية على الاستفادة من هذا النمو، لاسيما في قطاع العقارات الفاخرة والأكثر ومتوسطة الفخامة. وأكّد المدير العام لشركة سوانك أنه في ضوء استمرار زخم النمو في دولة الإمارات، وقدرتها على جذب مستثمرين من حول العالم والتنافسية الكبيرة في القطاع العقاري، فإن القطاع مازال يمتلك فرصاً واعدة للنمو خاصة في شرائح الوحدات السكنية عالية الجودة، وهو المجال الذي يحفّزنا على إثبات قدراتنا وتعزيز التطور الحضري من خلال الإبداع في إنشاء مساحات استثنائية للعيش تتجاوز المألوف وتعيد تشكيل مفهوم الحياة العصرية من خلال الحلول المبتكرة والممارسات المستدامة. نظرة إيجابية للمستقبل وتوقع محمد بن غاطي، الرئيس التنفيذي لشركة بن غاطي للتطوير العقاري، أن يستمر سوق العقارات الفاخرة في دبي بالصعود بنسب نمو في الأسعار تتراوح بين 12 إلى 18% خلال العامين الجاري والمقبل، مؤكداً أن النظرة المستقبلية للسوق العقاري تظل إيجابية بشكل كبير خاصة في ضوء توقعات خفض معدلات الفائدة خلال الفترة المقبلة مما سيسهم في زيادة الطلب على القطاع العقاري. وكشفت مرسيدس-بنز، عن مشروعها المشترك» مرسيدس-بنز بليسز- بن غاطي«، الذي سيشكل معلماً جديداً للمنافسة في السوق العقاري عبر تقديم تجربة عقارية مختلفة تدمج بين عالمي السيارات والهندسة المعمارية في معلم عقاري مبتكر، يرسي معايير جديدة للحياة الذكية والفاخرة عبر تقديم وحدات فردية تحمل اسم«مرسيدس-بنز» الحصري. وقال بن غاطي، إن التكلفة الإجمالية للمشروع تبلغ (3.87 مليار درهم)، لافتاً إلى أن تسليم المشروع سيكون خلال الربع الأخير من 2026. وجهة موثوقة قال عمران فاروق، المدير التنفيذي لشركة سمانا للتطوير العقاري، إن المناخ الاستثماري في دولة الإمارات، شهد خلال السنوات الأخيرة نقلة نوعية فيما يتعلق بجاذبية الدولة والتدفقات الضخمة من رؤوس الأموال للاستثمار في مختلف القطاعات، وخاصة القطاع العقاري. وأوضح، أن القطاع العقاري كان أحد أبرز المستفيدين من البيئة الاستثمارية الاستثنائية لدولة الإمارات. وأضاف فاروق أن الاستثمارات الضخمة المتجهة إلى القطاع العقاري ساهمت في انتعاش مختلف شرائح القطاع السكنية والتجارية، متوقعاً استمرار زخم الانتعاش لثلاثة أعوام مقبلة، مرجحاً أن يتراوح معدل نمو رأس المال في القطاع العقاري بين 25% إلى 35%، وحوالي 30% إلى 40% من نمو إيرادات الإيجار.