أكدت كل من السعودية والأمم المتحدة أهمية التناغم بين الدول، والعمل معا على إيقاف تدهور الأراضي حول العالم؛ من أجل العيش على أرض واحدة. جاء ذلك خلال جلسة حوارية أقيمت ضمن الحفل الذي نظمته وزارة البيئة والمياه والزراعة، بمناسبة توقيع اتفاقية استضافة المملكة للدورة الـ16 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (COP 16) في ديسمبر المقبل بالرياض. وشارك في الجلسة التي جاءت تحت عنوان «الطريق إلى الرياض كوب 16»، وكيل الوزارة للبيئة الدكتور أسامة فقيها، ونائب الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر أندريا ميزا موريلو، إلى جانب الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد الدكتور أيمن غلام. وأوضح فقيها أن المملكة لديها خطط واستراتيجيات للحفاظ على البيئة، وإيجاد التوازن بين تحقيق التنمية والمحافظة على الموارد الطبيعية، إلى جانب العمل على تحقيق أهدافها الطموحة للحد من تدهور الأراضي، وذلك من خلال إطلاق مبادرات عدة، في مقدمتها مبادرة السعودية الخضراء، التي تهدف إلى زراعة 14 مليون هكتار من الأراضي خلال العقود المقبلة، مشيرا إلى أن تلك الجهود لا تقتصر على المستوى المحلي فقط؛ بل تشمل العمل على تحقيق أهداف بيئية على المستوى الدولي، من خلال المبادرات الدولية التي أطلقتها، مثل مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، والمبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي، التي أعلنتها خلال ترؤسها قمة مجموعة العشرين. وأضاف أن خطط المملكة لاستضافة هذا المؤتمر تتعلق بالتفاعل المستمر والتحضير له من خلال أصحاب المصالح الدوليين؛ حيث نعمل مع الأمم المتحدة والخبراء في مجال البيئة، إضافة إلى إشراك الشباب والمنظمات غير الربحية، والقطاع الخاص؛ وذلك عبر عقد الاجتماعات وورش العمل المتواصلة، لافتا النظر إلى أن المملكة لديها الآن 40 فعالية دولية في روزنامتها، إضافة إلى مشاركتها في 16 مؤتمرا دوليا. وأبان فقيها أن المملكة تعمل على تقليل نسب الهدر الغذائي؛ للحفاظ على الموارد الطبيعية، والمساهمة في تحقيق الأهداف البيئية والاقتصادية، إضافة إلى تحسين الإنتاج الزراعي وتقليل استهلاك المياه في الزراعة؛ من خلال تدويرها وإعادة استخدامها. من جهتها أشارت أندريا موريلو إلى ضرورة العمل سويا على حماية الأرض، وقالت: لا يمكننا تحقيق أهداف مؤشرات المناخ، ما لم نتحدث عن الأرض. ووصفت جهود المملكة في مجال حماية البيئة بالأمر المثير للاهتمام، مشيرة إلى أن هناك فرصا رائعة لتحقيق التوافق للأجندة البيئية، من خلال العمل على استصلاح 30% من الأراضي، بما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي والمائي، لافتة الانتباه إلى أن الحديث عن أُطر التناغم والتوافق الذي نتحدث عنه، يتجلى في وجود البيئة، والمياه، والزراعة، في وزارة واحدة بالمملكة. بدوره بين غلام أن المملكة تقوم بخطوات استباقية للحالات المناخية، وذلك من خلال عمل المركز الإقليمي للتغير المناخي، والمركز الوطني للأرصاد، مشيرا إلى أن التغير المناخي يؤثر على الدوائر المختلفة للتغير البيئي؛ مما يغير المناخ على فترات متباعدة، مبينا أن المملكة أطلقت نظام الإنذار المبكر بالعواصف الرملية، وأنشأت المركز الإقليمي للإنذار المبكر بالعواصف الرملية، وهو الرابع من نوعه على مستوى العالم، ويعمل على توقع العواصف قبل 10 أيام من حدوثها، بدقة تصل إلى 95%.
مشاركة :