أعلنت أذربيجان أمس، مقتل 12 من جنودها في مقابل أكثر من مئة جندي أرمني، وإسقاط إحدى مروحياتها في مقابل تدمير 6 دبابات و15 قطعة مدفعية للجيش الأرمني، خلال معارك غير معهودة في حدّتها اندلعت ليل الجمعة - السبت، مع القوات الأرمينية في إقليم ناغورني قره باغ الانفصالي المتنازع عليه بين البلدين. كما قالت أن قواتها استعادت السيطرة على مرتفع لالا تبه الاستراتيجي قرب بلدة تاليش، وعلى بلدة سيسولان. وتوعدت وزارة الدفاع في أذربيجان، بـ «ضربات ساحقة»، فيما كانت أعلنت يريفان أن «أذربيجان شنّت ليل الجمعة، هجوماً عنيفاً على حدود ناغورني قره باغ بدبابات ومدفعية ومروحيات»، موضحة أن القوات الانفصالية في الإقليم المدعومة من يريفان، أسقطت مروحيتين وطائرة بلا طيار، ودمرت ثلاث دبابات وكبّدت العدو «خسائر جسيمة». وأكدت يريفان مقتل طفل في الثانية عشرة من العمر، في القصف المدفعي الأذربيجاني لقرية محاذية للحدود، بينما تحدّث الأذربيجانيون عن مقتل مدني. وفيما أكد الجانبان استمرار المعارك في مناطق «خوجاوند فضولي وأغديري تارتار آغدام»، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الى «وقف فوري للنار وضبط النفس، تجنباً لسقوط مزيد من الضحايا». وأجرى وزيرا الخارجية سيرغي لافروف والدفاع سيرغي شويغو الروسيان، اتصالات بنظيريهما في البلدين للدعوة الى وقف التصعيد. وفي يريفان، عقدت الحكومة اجتماعاً عاجلاً في مواجهة «الأعمال العدائية غير المقبولة في مداها من العدو»، مؤكدة استعدادها «لاتخاذ إجراءات لإرساء الاستقرار». ويدور نزاع بين أرمينيا وأذربيجان، الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين في جنوب القوقاز، منذ نهاية الثمانينات من القرن العشرين، حول المنطقة التي تسكنها غالبية أرمنية، لكنها ضمّت الى أذربيجان خلال الحقبة السوفياتية. وشهدت المنطقة حرباً أدت الى سقوط 30 ألف قتيل ونزوح مئات الآلاف بين 1988 و1994. وأنهى وقف لإطلاق النار الحرب في 1994، من دون أن يؤدي الى حل المشكلة، بينما تجري مناوشات متقطعة على طول الحدود. لكن معارك الجمعة والسبت تبدو أكبر من تبادل النار الذي يجري عادة. وكانت آخر المعارك الكبيرة في المنطقة اندلعت في 1994. وتهدد أذربيجان التي تتجاوز موازنتها الدفاعية أحياناً إجمالي موازنة أرمينيا، باستعادة المنطقة الانفصالية بالقوة إذا لم تسفر المفاوضات عن نتيجة. وتؤكد أرمينيا المدعومة من روسيا، قدرتها على مواجهة أي هجوم. وكان الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، طالب خلال مشاركته في قمة الأمن النووي في واشنطن، والتي اختتمت أمس، أمام وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أرمينيا بسحب قواتها فوراً من إقليم ناغورني قره باغ. وشدّد على ضرورة تسوية النزاع على أساس حل يصدر عن مجلس الأمن، ويطالب بانسحاب فوري وغير مشروط للقوات الأرمينية «من أراضينا». وكان نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، استقبل رئيسي البلدين ودعا الى الحوار والتوصّل الى اتفاق.
مشاركة :