في دراسة حديثة نُشرت بمجلة "Child Psychiatry & Human Development"، حاول الباحثون أن يتوصلوا إلى الجدوى والفوائد العلاجية المحتملة لاستخدام ما يُسمّى بـ"العلاج بالتعرض للواقع الافتراضي VR" في التخفيف من اضطرابات القلق لدى الأطفال. شمل البحث الذي ترأسته الطبيبة "Kelsey A. Ramsey" بجامعة جون هوبكنز، 3 أطفال تبلغ أعمارهم حوالي 12 عامًا ويُعانون من رهاب قلق مُحدد، ومتعلق بالعواصف والعناكب والكلاب. ومن المعروف في مجال الطب النفسي أن التعرض التقليدي لمصادر الرهاب قد يكون أمرًا عصيًا على التنفيذ بشكل فعّال في بيئة العلاج النفسي، وهذا ما حاولت الدراسة أن تُعالجه من خلال استخدام تقنية الواقع الافتراضي "VR"، والتي تسمح بإنشاء سيناريوهات متنوعة وواقعية تُخفف من وطأة التعرض لمصادر الرهاب. وبتوجيهٍ من المتخصصين، خضع الأطفال لجلسات واجهوا فيها مخاوفهم باستخدام نظارات واقع افتراضي من شركة "HTC"، والنتائج كانت إيجابية -على الرغم من وجود بعض الآثار السلبية البسيطة-، حيث أعرب كلٌ من الأطفال وأولياء أمورهم عن رضاهم. اقرأ أيضًا: ما الفرق بين الرهاب الاجتماعي والشخصية الانطوائية؟ وبشكلٍ عام، أشارت النتائج إلى انخفاض أعراض القلق لدى المصابين بعدما تعرضوا لمخاوفهم مُتسلّحين بالنظّارات التقنية، ولكن من الجدير بالذكر أن نطاق الدراسة الصغير ونظام الجلسة الواحدة "single-session format" يحدان من إمكانية تعميم النتائج، إذ أقر القائمون على الدراسة بالحاجة إلى مزيد من البحث والتمحيص بالتعاون مع مجموعة أكبر من المشاركين وبتخصيص فترات علاج أطول حتى يكون التقييم أكثر شمولية وفاعلية في الحد من اضطرابات القلق لدى الأطفال. وتوفّر الدراسة دعمًا أوليًا لجدوى التأثيرات العلاجية المحتملة للعلاج بالتعرض للواقع الافتراضي "VR"، وقياسًا على النتائج الإيجابية التي لوحِظَت في هذا النطاق الصغير للدراسة، يمكننا أن نُقر بأن الأمر مُبشر بالخير وسيغنينا عن الطرق التقليدية التي تستحث المخاوف وتُرهِب المرضى.
مشاركة :