أيام قرطاج لفنون العرائس تبعث الحياة في الدمى وتجدد الأمل

  • 2/5/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

باتت أيام قرطاج لفنون العرائس (الدمى) تظاهرة سنوية تلقى إقبالا واسعا من الجمهور التونسي من الأطفال وعائلاتهم. سنويا، يقدم المشاركون من تونس وخارجها عروضا متنوعة، علاوة على فعاليات مختلفة من ورشات وفقرات فنية. ما جعل التظاهرة قبلة التونسيين في هذه الفترة التي تشهد عطلة مدرسية في تونس يستغلها المهرجان لاستقطاب جمهور واسع. تونس- بعروض عربية وأجنبية موجهة للصغار والكبار معا، انطلقت الدورة الخامسة لأيام قرطاج لفنون العرائس (الدُمى) في تونس تحت شعار “ماريونات فن وحياة” يوم السبت. والدورة مهداة لروح فنان العرائس الأسعد المحواشي الذي توفي قبل أربعة شهور فقط أثناء مشاركته في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي. تكريمات وفعاليات بوكس يعد الأسعد المحواشي من أهم فناني العرائس في تونس، وقد بدأ تجربته الفنية عام 1986، والتحق بالمركز الوطني لفنّ العرائس في تونس العاصمة منذ تأسيسه عام 1993، حيث عمل فيه لفترة قاربت خمسة وعشرين عاما. وخلال تجربته تلك، قدّم عددا كبيرا من الأعمال المسرحية كتابة وإخراجا وتمثيلا، من بينها “من العشق ما قتل”، و“الديناصورات”، و“أنا سندريلا”، و“السيّد والعبد”، و“الكسوة”، و“لقاء”، كما قدّم العديد من الورش التدريبية في صناعة وتحريك العرائس. وكان آخر أعماله مسرحية “ما يرواش”، وهي من “إنتاج المركز الوطني لفنّ العرائس”، ونص ودراماتورجيا وإخراج محمد منير العرقي. وإلى جانب الأسعد المحواشي، تكرم النسخة الخامسة من المهرجان المؤلف والرسام والمخرج والمنتج التونسي المتخصص في صور الأطفال منصف الكاتب الذي رافقت أعماله أجيالا مختلفة من التونسيين. وقالت مديرة الدورة الجديدة من المهرجان منية عبيد المسعدي، التي تشغل أيضا منصب مديرة المركز الوطني لفن العرائس، المؤسسة المشرفة على هذا المهرجان “اليوم تشعل أيام قرطاج لفنون العرائس شمعتها الخامسة، محافظة على شعارها الرمزي ‘ماريونات فن وحياة’ في دعوة صارخة للحياة”. وأضافت “فنون العرائس خلقت لتبعث الحياة في الأشياء، لذلك هذا المهرجان، الذي نعتز بكونه ولد كبيرا وحاملا لاسم قرطاج التاريخي، سيظل كبيرا ليبعث الحياة في العرائس ويبعث الأمل في جمهورها”. يشمل برنامج المهرجان الممتد حتى العاشر من فبراير الجاري 37 عرضا، من بينها 21 عرضا أجنبيا للأطفال وستة عروض للكبار وعشرة عروض تونسية مع حضور إيطاليا ضيف شرف الدورة. وقالت المسعدي إن هذه الدورة ستخرج من مدينة الثقافة لتنفتح على عدد من الأماكن بالعاصمة، منها قاعة الفن الرابع ودار المسرحي في باردو وقرية الأطفال فاقدي السند، كما ستزور عروض المهرجان عددا من المحافظات في إطار دعم اللامركزية الثقافية. بوكس وأضافت أن القضية الفلسطينية دائما في البال وهي حاضرة من خلال الملصق الدعائي لهذه الدورة الذي تتوسطه دمية منحوتة من الخشب على هيئة طفل بشعر مجعد وابتسامة واسعة تذكيرا بالطفل الفلسطيني يوسف، الذي قُتل في غزة في أكتوبر وظلت أمه تبحث عنه. من جانبه، أبدى الفنان السعودي محمد الشوقبي سعادته بمشاركة السعودية لأول مرة بعرض عرائسي أعد خصيصا لأيام قرطاج لفنون العرائس. وقال إن مسرح العرائس فن متكامل وصعب ويحمل رسالة سامية في إدخال البهجة والسرور على الأطفال. وانتظمت بالتوازي مع افتتاح المهرجان عروض تنشيطية وغنائية للأطفال متنوعة، شهدت إقبالا كبيرا من الأطفال وذويهم. وقالت نوال سكنداجي التي حضرت الافتتاح إنها تنتظر هذا المهرجان سنويا لاصطحاب ابنتها والتمتع بالعروض المختلفة، فيما عبر الطفل أيهم عن سعادته بحضور العروض التنشيطية اليوم وقال إنه سيستغل عطلة هذا الأسبوع لمشاهدة عروض مسرح العرائس. وقال “أعجبتني العرائس الضخمة وانبهرت بكيفية تحريك العرائس وكأنها تنبض بالحياة”. فن مستقل صرح المسؤول عن ورش التدريب في المهرجان أسامة ماكني بأن دورة هذا العام تشمل عشر ورش وثلاث محاضرات موجهة للطلبة المتخصصين في فنون العرائس والهواة. وقال إن أشغال الورش تتمحور حول “صنع العرائس من بقايا النخلة” و”تصميم وصنع عرائس الطاولة” و”مسرح خيال الظل” و”عروسة القفاز للأطفال” و”عرائس الفم المتحرك” وغيرها. وأضاف أن فنون العرائس لها خصوصية، وهي مهنة مستقلة عن المسرح، لذلك تسمى فنون العرائس لا مسرح العرائس، وتعرف بأشكالها المتعددة وتقنياتها المختلفة. وبعثت أيام قرطاج لفنون العرائس لتكون نافذة مفتوحة على العالم تستقبل كل العرائسيين والمتفرجين، انطلاقا من سن الطفولة المبكرة حتى الشيخوخة، فكل هذه الفئات العمرية يستهدفها فن العرائس. وهو ما يرسخه المهرجان الذي يسعى لأن تكون عروضه للصغار والكبار على حد السواء. ويهدف هذا المهرجان الذي ينظمه المركز الوطني لفن العرائس أيضا إلى أن يكون واجهة للإنتاج المسرحي التونسي وفضاء للترويج لهذا الفن.

مشاركة :