أكد وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه الأحد أن بلاده تعمل مع مصر من أجل إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة للحياة قائلا "رغم التحديات الراهنة فإننا ملتزمون بتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط " . وشدد سيجورنيه خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره المصري سامح شكري عقب مباحثات بينهما على رفض بلاده وادانتها لأي "عمل يتعلق بدفع الفلسطينيين في اتجاه رفح معربا عن تفهم باريس لقلق القاهرة من جراء ما يحدث على الحدود لا سيما في منطقة رفح. كما أعرب عن استعداد بلاده لمواصلة التنسيق الإنساني لمصلحة المدنيين في قطاع غزة مشيدا بالدور المصري في ايصال المساعدات الانسانية المقدمة من قبل بلاده التي بلغت أكثر من ألفي طن مؤكدا أن بلاده ستستجيب للحالة الإنسانية الطارئة. ووصف الوضع في قطاع غزة بأنه "مأساوي" واحتياجات الفلسطينيين بأنها "ملحة" معتبرا أن الدولة الفلسطينية يجب أن تشمل الضفة الغربية وغزة على حدود 1967. وقال وزير الخارجية الفرنسي" ملتزمون بتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط " . وأضاف "إن المحطة النهائية لعملية سياسية هي الاعتراف بالدولة الفلسطينية.. لكن السؤال المطروح هو كيف ومتى وبأي ظروف يحدث ذلك في ظل العملية العسكرية الإسرائيلية الحالية وبالتالي نحن منتبهون للغاية لهذه المرحلة". وذكر سيجورنيه "إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يأتي في نهاية العملية السياسية" مضيفا "لهذا السبب فأنا حريص جدا على أن تكون الجوانب الأمنية مثل إطلاق سراح جميع المحتجزين ووقف إطلاق نار دائم مرتبطة كذلك بالوضع والحل السياسي" . وأكد أهمية ارتباط كل من عملية السلام والعملية السياسية في منطقة الشرق الأوسط مؤكدا دفع بلاده بهذا الاتجاه وأنه سيناقش هذا الأمر خلال زيارته للكيان الإسرائيلي المحتل في المرحلة التالية من جولته. وشدد على التزام بلاده بدعم استقرار مصر سواء على مستوى الاتحاد الأوروبي أو على المستوى الثنائي مشيرا في هذا الاطار الى الأزمات التي تحيط بالقاهرة سواء بسبب الهجمات في البحر الأحمر أو الصراع في السودان أو الوضع في ليبيا اضافة الى الوضع الاقتصادي. وقال سيجورنيه "ان فرنسا دعمت مصر في صندوق النقد الدولي وستستمر في هذا الدعم" مضيفا أنه بدأ جولته من القاهرة "كون مصر فاعلا أساسيا في محاولة إيجاد حل للأزمة الحالية." من جهته دعا وزير الخارجية المصري الى ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة باعتبار ذلك هو الحل الوحيد لإنهاء الصراع مؤكدا ضرورة تحديد إطار زمني لإقامة الدولة الفلسطينية . واشار خلال المؤتمر الصحفي مع نظيره الفرنسي الى أهمية تحديد إطار زمني لإقامة الدولة الفلسطينية والتعامل مع القضايا كافة. وشدد شكري على أنه " لا يمكن الفصل بين كل هذه المكونات ويجب التعامل معها بشكل واحد حتى تتاح الظروف لإطلاق إطار سياسي يتعامل مع القضية الفلسطينية من كافة جوانبها سواء اتصالا بغزة وما يحدث بها بعد انتهاء الحرب وضرورة التعامل مع القضية بمنظور متكامل في إطار الحل السياسي". وقال شكري إن مباحثاته مع نظيره الفرنسي تطرقت أيضا إلى خطورة اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط اتصالا بالحرب في غزة "وما نشهده من تهديد للملاحة في البحر الأحمر" مضيفا "هذا ما نسعى لتجنبه من خلال المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة والتعامل مع القضايا بمنظور سياسي شامل." وأشار كذلك الى أن المباحثات تطرقت الى الأعمال العسكرية في كل من سوريا والعراق وكذلك تطورات الأوضاع العسكرية على الحدود الجنوبية للبنان محذرا من أن تلك الأحداث تنذر بتفاقم الوضع واحتمال الانزلاق إلى صراع أوسع . وأكد شكري استمرار التواصل الوثيق مع نظيره الفرنسي ومع جميع الأجهزة في البلدين لاستمرار العمل المشترك ومواجهة التحديات المشتركة وأيضا في الإطار الثنائي للعمل على الارتقاء بالعلاقات والعمل على استمرار مساهمة الشركات الفرنسية خلال السنوات الماضية في جهود مصر التنموية. وفيما يتعلق بالتنسيق بين القاهرة وباريس حيال القضايا الإقليمية والدولية قال شكري "إن السياسة المصرية تصاغ على أسس ومبادئ وفرنسا أيضا تلتزم بهذه المبادئ ومنها ميثاق الأمم المتحدة " . واشار في هذا الاطار الى " ضرورة العمل في إطار علاقات دولية مبنية على الاحترام المتبادل وخصوصية كل دولة واحترام سيادتها والمصالح المشتركة والعمل بشكل إيجابي لتحقيق الاستقرار والأمن دون أي جهد لزعزعة الاستقرار أو سياسات المؤامرة وغيرها من الأمور ". وأضاف شكري أنه فيما يتعلق بالقضايا الإقليمية كان هناك دائما دعم لإقامة الدولة الفلسطينية وإنهاء الصراع على مبدأ حل الدولتين وتحقيق الاستقرار والسلام والأمن في المنطقة.
مشاركة :