حُكم الإثنين في الصين على الكاتب الأسترالي من أصول صينية يانغ جون بالإعدام مع وقف التنفيذ بتهم تجسّس يرفضها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية وانغ وينبين إنّ محكمة في بكين الإثنين "دانت يانغ جون بالتجسس"، مضيفاً أنّ المحكمة "حكمت عليه بالإعدام مع وقف التنفيذ لعامين وصادرت جميع ممتلكاته الخاصة". من جهتها، أكدت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ خلال مؤتمر صحافي، أنّ الحكم تسبّب بـ"صدمة للحكومة الأسترالية" وأنّ "كانبيرا ستردّ بأشدّ العبارات". وأعلنت بيني وونغ أنّ كانبيرا استدعت السفير الصيني لدى أستراليا. وانتقدت بكين أيضاً كانبيرا بسبب مداهمات الشرطة لمنازل صحافيين صينيين مقيمين في أستراليا، تمّ تنفيذها كجزء من تحقيق في حملة تأثير محتملة، كذلك، أثارت كانبيرا غضب بكين بدعوتها إلى إجراء تحقيق دولي بشأن مصدر الفيروس المسؤول عن "كوفيد-19"، والذي تمّ اكتشافه لأول مرة في الصين. ورداً على ذلك، فرضت بكين رسوماً جمركية مرتفعة على العديد من الواردات الأسترالية، بما في ذلك اللحوم والنبيذ والشعير، بينما أوقفت وارداتها من الفحم. وتمّ رفع معظم هذه الإجراءات منذ وصول رئيس الحكومة الأسترالية أنتوني ألبانيزي إلى السلطة في مايو 2023. وزار زعيم اليسار الوسط بكين في نوفمبر، حيث رحّب بالتحسّن "الذي لا يمحكن إنكاره" في العلاقات بين البلدين. ومع ذلك، تسعى أستراليا التي شكّلت تحالف أكوس العسكري مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، إلى مواجهة نفوذ الصين في جنوب المحيط الهادئ، ومن هذا المنطلق، من المتوقع أن تشتري كانبيرا ثلاث غواصات تعمل بالطاقة النووية من الولايات المتحدة خلال العقد المقبل، كما أبرمت اتفاقية أمنية مع بابوا غينيا الجديدة في ديسمبر، الأمر الذي كانت تسعى الصين إلى تنفيذه أيضاً. دبلوماسي سابق والروائي والمدوّن يانغ جون يعيش في الولايات المتحدة، كان دبلوماسياً سابقاً وأصبح مواطناً أسترالياً في العام 2002، وهو معروف أيضاً باسمه المستعار يانغ هينغجون. وأُلقي القبض على يانغ جون، المقيم في الولايات المتحدة، أثناء عودته إلى الصين في يناير 2019. وهو مؤلف لسلسلة من روايات عن التجسّس بالإضافة إلى مدوّنة شهيرة باللغة الصينية. وتأتي هذه الإدانة في وقت بدا فيه أنّ العلاقات الصينية الأسترالية تتحسّن، خصوصاً مع إطلاق سراح الصحافية الأسترالية تشينغ لي في تشرين الأول/أكتوبر 2023. وكانت هذه المذيعة السابقة في التلفزيون الصيني العام الناطق باللغة الإنكليزية "سي جي تي إن"، قد سُجنت في الصين أيضاً، وأُلقي القبض عليها بتهم تتعلّق بـ"الأمن القومي". وتدهورت العلاقات بين البلدين في العام 2018، عندما استبعدت أستراليا شركة الاتصالات الصينية العملاقة "هواوي" من شبكة هواتف الجيل الخامس (5G).
مشاركة :