شركة سويسرية ناشئة تضبط ساعاتها الفاخرة على معايير زمن الاستدامة

  • 2/5/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

فمن غير الوارد مثلاً، في هذه المؤسسة الصغيرة، "استخدام علب ساعات من خشب الأمازون"، على ما يؤكد المؤسس المشارك نيكولا فروديغر (35 عاماً) لوكالة فرانس برس. وخصصت للساعات علب تشبه الحديد الزهر ولكنها في الواقع مصنوعة من الطحالب القابلة للذوبان في الماء ويمكن إعادة استخدامها كسماد للحديقة. لم تنتج الشركة التي تأسست في كانون الأول/ديسمبر 2020 سوى 620 ساعة فقط حتى اليوم، لكنها أثارت في هذه المدة القصيرة ضجة كبيرة في قطاع صناعة الساعات في سويسرا، وخصوصاً منذ أن استثمر فيها الممثل الأميركي ليوناردو دي كابريو في تشرين الأول/أكتوبر 2023. وُلدت الفكرة عندما استقال فروديغر الذي درس في المدرسة الفندقية في لوزان من وظيفته في شركة "كوكا كولا"، لكي يتمكن من متابعة برنامج تدريبي على الاقتصاد الدائري. وأطلع فروديغر صديق طفولته سيدريك مولوزر، وهو صانع ساعات تدرّب في شركة "فاشرون كونستنتان" المرموقة، فعرّفه بصديقه المصمم سينغال ديبيري موش. الخيار البديل وفي نهاية حفلة موسيقية، وضع الثلاثي أسس المشروع، وكان طموحهم أن يصبح "بديلاً موثوقاً به في مجال الساعات الفاخرة"، بحسب فروديغر، على أن تباع الواحدة من ساعاتهم هذه بما يتراوح بين 3600 و5000 فرنك سويسري. ولإنتاج نموذجهم الأول، استخدموا فولاذاً عالي الجودة أعيد تدويره من خردة مصانع الساعات والشركات المصنعة للمعدات الطبية. أما الأجزاء الحركية الموجودة داخل العلبة، فحصلوا عليها من المخزون غير المباع والمعدّ للتلف من أهم شركات تصنيع الساعات. وبالنسبة للأحزمة، لجأوا إلى شركة إيطالية تصنع الجلود النباتية من المواد الصلبة في العنب وشركة بريطانية ناشئة تنتجها من النفايات النباتية للحدائق العامة اللندنية. ثم فكّر الثلاثي في بصمة الطاقة لمرحلة التصنيع، وراحوا يُجرون اختبارات في فرن شمسي في جبال البيرينيه، وتوصلوا إلى سبائك من الفولاذ المعاد تدويره، مصهورة من دون اللجوء إلى الطاقة الأحفورية. واستخدموا هذه السبائك في نموذجهم الثاني. - جذاب بقدر الذهب الوردي- في آذار/مارس 2023، خلال معرض "تشينج ناو" ChangeNow للابتكار في باريس، التقوا طلاباً من مدرسة الفنون التطبيقية الفدرالية في لوزان طوروا أنظمة راتنج تتيح تصليحاً سريعاً لمواد من ألياف الكربون باستخدام مسدس حراري، وأسسوا هم ايضاً شركتهم الناشئة. وتقنية هؤلاء التي يمكن تطبيقها على المواد المركبة في صناعة الطيران أو طاقة الرياح أو المعدات الرياضية، تتيح إطالة عمر الأجزاء التي غالباً ما يتم التخلص منها لكون "تصليحها يستلزم وقتاً طويلاً جداً"، على ما يوضح أماييل كواديس، المؤسس المشارك لهذه الشركة التي تحمل اسم "كومبير" CompPair. وقررت الشركتان معاً تصنيع مادة من بقايا إنتاج توربينات طاقة الرياح لتصليح الساعات بسهولة في حال تعرضها للخدش أو الضربات. ويقول فروديغر "نريد أن نظهر أن وضع ساعة يد مصنوعة بتقنية +كومبير+ جذّاب بقدر ما هو وضع ساعة من الذهب الوردي عيار 18 قيراطاً". ويشير إلى أن هذه الساعات تجذب في الوقت الراهن مديري شركات ومهندسين متخصصين في المهن البيئية، يرغبون في "قطعة مجوهرات تعبّر عن قيمهم". ويلاحظ المحلل في شركة "كيبلر شوفرو" جون كوكس في تصريح لوكالة فرانس برس أن "جزءا من السوق يبحث بالتأكيد عن هذا النوع من المنتجات"، حسبما قال لوكالة فرانس برس. وسرعان ما لفتت شركة "اي دي جنيف" انتباه ماركة "واتشز أوف سويتزيرلاند" Watches of Switzerland البريطانية، إذ "أصبح الجيل الجديد من المشترين أكثر وعياً بالقضايا البيئية من أي وقت مضى". وأكدت "واتشز أوف سويتزيرلاند" لوكالة فرانس برس أن الساعات "بيعت مباشرة بعد إطلاقها" في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وأن الإعلان عن استثمار ليوناردو دي كابريو في الشركة وفّر لها دفعاً إضافياً. ويتوقع المحلل في "بيرنشتاين" لوكا سولكا أن يجذب هذا المفهوم المعاصر منافسين جدداً في السنوات المقبلة. لكنه يقول "ربما تكون شركة +إي ديه جنيف"+ أوجدت لنفسها نخصصاً معيناً" في السوق و"لن تكون بهذا الصغر بحلول ذلك الوقت". وتعتزم العلامة التجارية تسريع نموها، على أمل تصنيع الف ساعة سنة 2024.

مشاركة :