تبدو سوق النفط العالمية متوترة بشكل متزايد مع هجمات المسلحين في البحر الأحمر، وارتفاع أسعار الشحن التي دفعت مصافي التكرير إلى بيع منتجاتها في سوقها المحلية. يأتي ذلك في وقت مالت فيه أسعار النفط الخام إلى استئناف وتيرة المكاسب في مستهل تعاملات أسبوع جديد، وسط مخاوف من نقص المعروض. وقال لـ"الاقتصادية" روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، "إن مخاطر التجارة دعمت مكاسب النفط في بداية الأسبوع، حيث كان تأثير هجمات البحر الأحمر على الأسعار يتركز في ارتفاع تكاليف النقل، ما شجع مصافي التكرير على التوجه محليا. ولفت شتيهرير إلى تقارير دولية رصدت قفزة في أسعار ناقلات النفط الخام من الشرق الأوسط إلى شمال غرب أوروبا بنحو النصف منذ منتصف ديسمبر الماضي، بينما ارتفع خام برنت بنحو 6% خلال الفترة نفسها، كما ارتفعت تكلفة تسليم النفط إلى آسيا من الولايات المتحدة بأكثر من دولارين للبرميل على مدى ثلاثة أسابيع في يناير. وأشار إلى الوقت العصيب الذي تشهده مصافي التكرير، خاصة المصافي الآسيوية التي تحتاج إلى أن تكون أكثر مرونة. من جانبه، قال ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المختصة، "إن العقود الآجلة للنفط الخام ارتفعت في بداية الأسبوع بعد أن سجلت خسارة أسبوعية بلغت نحو 7%". لافتا إلى أن المخاوف الجيوسياسية لا تزال مرتفعة. بدوره، ذكر ماثيو جونسون المحلل في شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات، أن أسعار النفط الخام ما زالت تواجه تقلبات مع بقاء بعض الضغوط الهبوطية القوية جراء قوة الدولار في الأسواق العالمية، الذي يرتبط بعلاقة عكسية مع أسعار النفط الخام، إضافة إلى الاتجاه لخفض الفائدة الأمريكية. وأضاف أن "بيانات الوظائف الأمريكية القوية تعد أنباء إيجابية بالنسبة إلى الطلب على الطاقة"، موضحا أن مجال الطاقة يواجه أيضا وجود إمدادات وفيرة جدا من البلدان خارج تحالف "أوبك+" لتلبية الطلب العالمي، في الوقت الذي تكافح فيه الاقتصادات الصناعية ضد التضخم ومشكلات سلاسل التوريد خاصة في الصين، وهي المستورد الرئيس للنفط الخام. وارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات يوم الإثنين، حيث صعدت العقود الآجلة لخام برنت ثمانية سنتات إلى 77.41 دولار للبرميل، واستقرت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط عند 72.28 دولار للبرميل.
مشاركة :