واشنطن - قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إن إسرائيل كانت جزءا من مخطط اغتيال قائد فيلق القدس السابق في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني إلا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "انسحب من الخطة قبل يومين من تنفيذ العملية" حيث من المتوقع أن تزيد هذه المعطيات من توتير الأجواء في المنطقة مع إصرار القيادة الإيرانية على الانتقام لسليماني. وفي مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأميركية الأحد قال ترامب إن نتنياهو كان جزءا مهما من العملية ضد سليماني لفترة طويلة، وأنهم عملوا سويا في العديد من القضايا خلال تلك الفترة مضيفا "عندما أسقطنا سليماني، كان من المفترض أن تشاركنا إسرائيل في ذلك (لكن) قبل يومين من الهجوم، قالوا: لا يمكننا أن نفعل هذا، ثم التفت إلى جنرالنا وقلت له: هل يمكننا أن نفعل هذا؟ فقال نعم يمكننا أن نفعل ذلك يا سيدي والأمر متروك لكم، عندها قلت إذن دعونا ننفذ الأمر". وفي 3 يناير/كانون الثاني 2020، قتل سليماني ونائب قائد "هيئة الحشد الشعبي" العراقي أبومهدي المهندس، جراء غارة جوية أميركية قرب العاصمة بغداد. وهددت إيران بالانتقام لقائد فيلق القدس وشنت الميليشيات الموالية لها هجمات على القواعد العسكرية الأميركية في سوريا والعراق وهو ما دفع الجيش الأميركي للرد في كثير من الأحيان. في المقابل لم تتهم إيران إسرائيل بالوقوف مباشرة وراء الهجوم في اعتقاد منها أن الجانب الأميركي هو المتعهد بتنفيذ الهجمات التي تصب في النهاية في صالح الإسرائيليين خاصة وان قاسم سليماني متورط بدعم الفصائل الفلسطينية مثل حركة حماس والجهاد بالسلاح وربما الدعم المالي حيث وصف بأنه همزة الوصل بين القيادة الايرانية في طهران وقادة الحركتين. ورغم أن السلطات الإيرانية نفت تورطها في هجوم حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي او تصعيد الميليشيات في العراق وسوريا واليمن ولبنان لكن لا يمكن تصور ان طهران لم تلعب دورا فيها من خلال الدعم العسكري والتدريب وكذلك المساندة اللوجستية. وشن الحوثيون وحزب الله اللبناني هجمات طالت شمال إسرائيل ومنطقة البحر الأحمر لمنع مرور السفن وهو ما مثل تهديدا لأمن الملاحة البحرية. وهو ما دفع واشنطن وحليفتها تل ابيب لشن عمليات قصف سواء في صنعاء من قبل الطيران الأميركي او في جنوب لبنان من قبل الطيران الإسرائيلي. واتهمت إسرائيل إيران بالتصعيد ضدها من قبل حلفائها وشنت هجمات طالت مواقع الحرس الثوري في دمشق ما أدى الى سقوط عدد كبير من الضباط والمستشارين الإيرانيين حيث مثل ذلك أحد أسباب سحب عدد من القيادات من الساحة السورية. وتأتي تصريحات ترامب في ضوء شن القوات الأميركية ضربات انتقامية في العراق وسوريا ضد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني ومليشيات موالية له، ردا على تعرض قاعدة أميركية في الأردن لهجمات مليشيات تدعمها إيران، أسفرت عن مقتل 3 جنود أميركيين بحسب القيادة المركزية "سنتكوم". وكشفت هجمات حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول وما تبعها من ردود إسرائيلية في غزة وكذلك بعض الدول المحيطة العديد من المعطيات بشان حجم الصراع في المنطقة والتي تنذر بحرب شاملة.
مشاركة :