{إنَّ الذينّ ارتدُّوا على أدبارِهم مِن بَعدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدى ، الشيطانُ سَوَّلَ لهم وأملى لَهُم}

  • 4/4/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

عَمَّت موجة من الإلحاد والرِّدة عن الدين الناس في بلاد فارس (إيران) ودقَّ ( حُرَّاسُ الفضيلة !) ناقوس الخطر بعد أن كادت المساجد تخلو من مرتاديها من الشباب على وجه الخصوص ، الذين انصرفوا إلى الإلحاد وارتدوا عن الدين وانتشرت بينهم ظواهر الخرافات بسبب إساءة استخدام الحكومة للدين وعدم احترام الأقليات. ومن أوجه إساءة استخدام السلطات للدين في الحياة اليومية القمع وكبت الحريات وتكميم الأفواه، والتي تبرر إعراض الشباب عن الدين أو تبرر الرِّدة ، ولا يُمكن إنكار الإتجاه ،لاعتناق دين ذلك أن الدين الخاطئ والمتطرف والمُتَشدد والمنحرف الذي تروج له الدولة دفع الكثير من الإيرانيين للإعراض عن دينهم فالبحث عن مخرج روحاني لا ينتهي، ولهذا يعتقد بعض الأشخاص أنهم سيجدون غايتهم في الوثنية أو البوذية بعد أن كرَّهتهم ممارسات أرباب العمائم من أتباع ولاية السفيه القمعية والمُتَسَلِّطةِ كَرَّهتهم في دينهم ودفعتهم إلى الإلحاد والوثنية والرِّدَّة . وقد بادرَ البعض من هؤلاء المعرضين عن الدين والملحدين بادروا في الفترات الأخيرة بالتنظير لافكارهم بصورة ممنهجة ومنظمة ونشرها بين الشباب مستفيدين من النظريات والأطروحات الغربية في هذا المجال ، وتُمَثِّلُ هذه الظاهرة ردة فعل متوقعة من قبل الشباب المحبط لما يواجهونه من ضغوط وأجواء الكبت داخل البلاد. ويقولون إن الشباب الإيراني يجد في العالم الافتراضي بيئة سهلة ومناسبة وآمنة للتعبير عن أفكاره ومواقفه وما يؤمن به وهويته الحقيقية، في حين لايستطيع فعل ذلك في حياته اليومية ويجبر على إخفاء أو إنكار ألـ "أنا" الذاتية الحقيقية بسبب القمع. وعن تأثير سياسات نظام ولاية السفيه والأجواء السائدة في البلاد كأحد العوامل في إيجاد الإلحاد والردة عن الدين يتَّضِحُ أن الإحباط بسبب استغلال الدين واستخدامه المفرط كأداة للنفوذ والتغلغل في المجتمع الفارسي الإيراني من أجل تأمين مصالح اقتصادية وسياسية معينة، إلى جانب ترويج الخرافات من قبل بعض الأوساط الدينية الرسمية خلق بيئة خصبة لظهور ورواج ظاهرة الإلحاد والرِّدة وعدم الإيمان بين الشباب الإيراني . ونشرت صحيفة "دي تسايت" الألمانية تحقيقا تحت عنوان "ملحد في حكومة لاهوتية" تناولت فيه انتشار ظاهرة الإلحاد والرِّدة في بلاد فارس( ايران ) ورصد آراء عدد من الإيرانيين حول معتقداتهم و ميولهم الإلحادية والأسباب التي دفعتهم إلى ذلك بالرغم من أنهم تربوا في أسر مُتدينة وأشار غالبية هؤلاء إلى استغلال الدين والممارسات السيئة باسم الدين وأجواء الكبت كأهم الأسباب لابتعادهم عن الدين وميولهم إلى الشك وعدم الإيمان. وأشار التحقيق إلى صعوبة العيش كملحد في بلد يتستر بالدين كإيران قد يواجه فيها الشخص عقوبة الإعدام بتهمة الإلحاد أو الردة عن الدين ، ويشير التحقيق إلى انتشار الملحدين و اللادينيين والمرتدين الإيرانيين في شبكات التواصل الاجتماعي وكيف إنهم يتباحثون ويتناقشون فيما بينهم بحرية مستتخدمين أسماء مستعارة تبعدهم عن خطر الملاحقة القضائية والعقاب القانوني من قبل النظام الفارسي الفاشي الإيراني. ويتحدث التحقيق عن تزايد نفوذ هؤلاء موضحا أن إحدى صفحاتهم على الانترنت باسم "مركز اللاادريين والملحدين الإيرانيين" Iranian Atheists & Agnostics تضم قرابة 40 ألف متابع. عبدالله الهدلق

مشاركة :