تم الكشف عن "تشونليان" ضخمة بطول 15 مترا وعرض مترين وتعليقها عند بوابة تشونغهوا لمدينة نانجينغ، حاضرة مقاطعة جيانغسو بشرقي الصين في فعالية عقدت مؤخرا، إعلانا عن بدء الاحتفال بالعام الصيني الجديد، عام التنين. ومنذ عام 2016، أقامت نانجينغ فعاليات لصق "تشونليان" (وهي ملصقات باللون الأحمر تكتب عليها عبارات تعبر عن التمنيات الطيبة) على بوابتها القديمة لمدة تسع سنوات متتالية، لخلق شكل جديد من عادات عيد الربيع المليئة بالأجواء الثقافية. ويذكر أن هذه الفعالية اجتذبت أكثر من 100 ألف شخص من جميع أنحاء العالم للمشاركة فيه. وفي هذا العام، شارك طلاب من المغرب واليمن وباكستان ودول أخرى في أنشطة عيد الربيع للترحيب بعام التنين. علي، طالب من اليمن يدرس في إحدى جامعات بمدينة نانجينغ. وعلى الرغم من أنه أمضى عامين فقط في نانجينغ، إلا أنه عاش في الصين لمدة عشر سنوات وهو "خبير صيني". وفي يوم الفعالية، كتب عددا من الرموز الصينية الكتابية "فو" و"لونغ" التي تعني "السعادة" و"التنين"، وأشاد به عدد من الخطاطين. ويرى علي أن مثل هذا الأنشطة الاحتفالية بالعام الجديد لها أهمية كبيرة وتساعد على توارث الثقافة الصينية التقليدية بشكل أفضل. وفي 27 يناير الماضي، زار أكثر من 20 أجنبيا من إيران ومصر وإيطاليا والولايات المتحدة بلدة ليلي القديمة في مدينة سوتشو، للتمتع بأوبرا كونتشيوي، وهي إحدى أشكال الأوبرا الصينية القديمة، وكتابة رمز الكتابة "فو"، وتذوق المعجنات الصينية، واستشعار أجواء العام الجديد. وكان هذا النشاط من بين سلسلة الأنشطة الاحتفالية بعيد الربيع الأخيرة في بلدة ليلي القديمة التي يرجع تاريخها لأكثر من ألف عام. وعزف حازم من مصر، وهو طالب ماجستير في مجال الموسيقى، على الكمان في هذا الحدث. ونال صوت الكمان المبهج والإيقاعي والصوت الغنائي الفريد لأوبرا كونتشيوي تصفيقا حارا من الجمهور. وقال حازم: "أوبرا كونتشيوي هي شكل فني فريد من نوعها، وهي جميلة للغاية، وقد جلبت أيضا بعض الإلهام لأبحاثي الموسيقية"، مضيفا أن شكلي الموسيقى الصيني والغربي يمكن دمجهما بشكل جيد ليخلقا شرارات فنية عن طريق اصطدامهما ببعضهما البعض. بالنسبة إلى حازم الذي عاش ودرس في الصين لمدة سبع سنوات، تعتبر مدينة سوتشو مسقط رأسه الثاني. ويخطط حازم وزوجته للبقاء في الصين للاحتفال بعيد الربيع. قال حازم إن "سوتشو هي مزيج مثالي من الحداثة والكلاسيكية، مما يجعل الأشكال الثقافية والفنية في سوتشو غنية ومتنوعة، ويجعل المدينة أكثر شمولا". أما سارة من إيران، فكانت ترتدي أزياء أوبرا كونتشيوي التقليدية وتلتقط الصور مع الأصدقاء من مختلف الدول، وصدمت بشدة من الثقافة الصينية التقليدية. قالت سارة: "لقد سمعت عن الثقافة الصينية العريقة لفترة طويلة، ولكن هذه هي المرة الأولى التي أشاهد فيها عرضا حيا لأوبرا كونتشيوي، وجعلتني الأزياء وتخطيط المسرح للأبطال الذكور والإناث أشعر وكأنني سافرت عبر الزمن إلى الصين القديمة". وقالت سارة إن سحر أوبرا كونتشيوي يزداد تضخيما خاصة في بلدة ليلي القديمة، إذ إنها تختلف تماما عن المدن المزدحمة. وأضافت أنها تحب صفوف المنازل القديمة المبنية على طول النهر، وتأمل أن يتم الحفاظ عليها إلى الأبد. وفيما يتعلق بعام التنين القادم، أعربت سارة عن أملها في أن يجلب لها هذا البرج الصيني ذو الخصائص الصينية القوية الثقة والصحة. وقالت "إنني أتطلع إلى السلام العالمي وتكوين عائلة واحدة كبيرة حقيقية على كوكب الأرض في أقرب وقت ممكن".
مشاركة :