عندما أطلق إيلون ماسك، أول سيارة كهربائية تنتجها شركة تسلا موتورز في العام 2008، كانت احتمالات نجاح سيارة تسلا رودستر الزاهية تبدو ضئيلة إلى حد أن إحدى المدونات المتخصصة في مجال السيارات كتبت مقالاً بعنوان ساعة موت تسلا. وفي الأسبوع الماضي، احتفل ماسك، رائد أعمال وادي السيلكون، بانتصاره على المشككين، مع تلقي شركته عدداً كبيراً من الطلبات على السيارة الجديدة موديل 3، وهي أول سيارة كهربائية تمتلك فرصةً حقيقيةً للاستحواذ على حصة من السوق. ويعتبر أن ما وصلت إليه تسلا إنجازاً هائلاً، بحد ذاته، حيث أشار السيد ماسك إلى أن هناك فرصة كبيرة أمام شركته لدخول عالم صناعة السيارات الرئيسي في الولايات المتحدة. ولعل الأهم من ذلك، هو نجاحه في جعل السيارات الكهربائية مرغوبة. وعلى الرغم من أن هواة السيارات يصطفون في طوابير لدفع عربون بقيمة ألف دولار لحجز موديل 3، إلّا أن هناك مجموعة من المخاوف التي تؤرق بال السائقين، منها القلق بشأن قدرة تحمل بطارية السيارة. وتعهدت تسلا بالوفاء بوعودها بشأن أداء السيارة وقدرة البطارية، حيث دخل طراز موديل 3 حيّز الإنتاج. وهناك رهانات كبيرة بالنسبة للشركة ولمستقبل هذه التكنولوجيا على حد سواء. وتغلبت شركة تسلا على بعض العقبات التي تعترض صناعة السيارات الكهربائية، حيث أنتجت مركبة يمكنها منافسة نظيراتها في السرعة والمدى والتصميم. وتبذل الشركة كل ما في وسعها لتوسيع البنية التحتية الملائمة لهذه السيارات، متعهدةً بزيادة عدد محطات شحن المركبات الكهربائية في امريكا بواقع ثلاثة أضعاف ما هي عليه الآن، في غضون عامين. كما أن الخطوة الجريئة التي أقدمت عليها شركة تسلا، قد حثت منافسين كباراً على الاستثمار في مجال المركبات التي تعمل بالكهرباء، حيث تعتزم أبل إطلاق سيارة فاخرة خاصة بها تعمل بالطاقة المتجددة، إضافة إلى العديد من شركات صناعة السيارات، فعلى سبيل المثال، تستهدف جنرال موتورز شريحة متوسطة من المستهلكين من خلال سيارة شفرولية بولت بسرعة 200 ميل، وبسعر 30 ألف دولار. لا تزال المبيعات السنوية للسيارات الكهربائية ضئيلة نسبياً، حيث لا تتجاوز 550 ألف مركبة. ولاتزال هناك حواجز وعقبات كبيرة يتعين على صناعة السيارات الكهربائية التغلب عليها حتى تصل إلى السوق العام، من ضمن هذه المشاكل تكنولوجيا البطاريات التي لم تتحسن بالسرعة المأمولة، إذ يستغرق شحن البطارية وقتاً طويلاً، كما أن قيمة إعادة بيع السيارة ستصبح من المواضيع الأكثر إلحاحاً، إذا أصبحت هذه السيارات شعبية. وستكون مسألة رفع مستوى الإنتاج اختباراً لنموذج أعمال تسلا ومواردها المالية، حيث تصنّع الشركة وحدها جميع مكونات سياراتها وتبيعها مباشرة للمستهلكين، وهي استراتيجية تتطلب أموالاً كبيرة. وكان الهواة الذين اشتروا الطرز السابقة من سيارات تسلا قد صبروا كثيراً قبل الإعلان عن توفر هذه السيارات، لكن أولئك الذين سيشترون موديل 3 سيكونون أقل قدرة على الانتظار في حال طرأت عقبات مماثلة، خاصةً أن أي تأخير قد يعني أنهم لن يتمكنوا من الاستفادة من الإعانات الحكومية التي من المقرر إلغاؤها.
مشاركة :