الكويت - بحث أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح اليوم الثلاثاء مع سلطان عمان هيثم بن طارق آل سعيد التطورات الإقليمية وتعزيز العلاقات. وأفادت وكالة الأنباء الكويتية بأن جلسة مباحثات ثنائية برئاسة أمير الكويت وسلطان عمان عقدت بقصر العلم عصر اليوم الثلاثاء. وشهدت المباحثات استعراض مسيرة العلاقات التاريخية ومختلف جوانب التعاون الثنائي، فضلا عن السعي نحو المزيد من الشراكة لتوسعة أطر العمل لدعم وتعزيز مسيرة الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي وعدد من الأمور في ضوء مستجدات التطورات الجارية على الساحتين الإقليمية والدولية، وفق الوكالة الكويتية. بدورها قالت وكالة الأنباء العمانية إن الزعيمين استعرضا مختلف جوانب التعاون بما يدعم ويعزز علاقات الأخوة بين الشعبين العُماني والكويتي الشقيقين ويحقق المزيد من تطلعاتهما ومناقشة عدد من الأمور في ضوء مستجدات الأحداث والتطورات الجارية على الساحتين الإقليمية والدولية. ويزور الشيخ مشعل الأحمد الجابر سلطنة عمان في ثاني زيارة خارجية له منذ توليه مقاليد الحكم في ديسمبر/كانون الأول 2023 خلفا لشقيقه الراحل الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، للحضور إلى جانب السلطان طارق بن هيثم حفل افتتاح مجمع مصفاة الدقم للصناعات البتروكيماويات وهو أكبر مشروع مشترك بين عمان والكويت. ومن المقرر افتتاح هذا المشروع الضخم الأربعاء في خطوة من شأنها أن تعزز الشراكة بين البلدين وإعطاء دفعة للعلاقات الثنائية، بينما يعمل كلاهما على تعزيز موارده وتنفيذ اصلاحات اقتصادية ضخمة في مواكبة لمسار تنموي وإصلاحي تشهده دول الخليج عموما. وأعلن الديوان الأميري الكويتي الاثنين أن الشيخ مشعل الأحمد والوفد الرسمي المرافق له، سيتوجه إلى سلطنة عمان في زيارة دولة. وأبدى أمير الكويت في أول خطاب له منذ توليه مقاليد الحكم حزما في مواجهة تعطيل برامج التنمية وانتقد بشدة السلطتين التنفيذية والتشريعية بسبب خلافات أثرت على تنفيذ برامج اصلاحية وتنموية، معلنا أنه كان لديه تحفظات على بعض الملفات والسياسات حين كان وليا للعهد. وتأتي الزيارة المقررة لسلطنة عمان بعد ايام قليلة من زيارة مماثلة قام بها الشيخ مشعل الأحمد للسعودية أجرى خلالها مباحثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي كان أول من استقبله في المطار. وتوجت الزيارة بتوقيع عدة اتفاقيات ومذكرات تعاون اقتصادية، لتعكس بذلك طابع الزيارة وجدول أعمالها والانتفاح الكويتي على توسيع علاقات الشراكة مع المملكة ومع جيرانها الخليجيين. ويُتوقع أن يعمل أمير الكويت على تدارك عثرات اقتصادية وسياسية أثرت على التوازن المالي للكويت طيلة السنوات الأخيرة مع أزمة سياسية ناجمة عن معركة لي أذرع بين السلطة التشريعية ممثلة في مجلس الأمة الكويتي الذي يهيمن عليه الإسلاميون وبين حكومات سابقة وصف أداؤها بالضعيف. وكان الشيخ مشعل واضحا في أول خطاب له بعد توليه السلطة إذ رسم ملامح المرحلة المقبلة وأبدى عزما في مواجهة الفساد والمحسوبية والانفلاتات في مؤسسات الدولة. وقال محمد الهاجري سفير دولة الكويت لدى سلطنة عمان في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية، إن زيارة الشيخ مشعل الأحمد لعمان "تحمل في طياتها أسمى معاني المحبة والتقدير للسلطنة قيادة وشعبا"، مضيفا أن البلدين يرتبطان بعلاقات وثيقة ومتجذرة. وأشار كذلك إلى "تطابق في الرؤى والأهداف بين عمان والكويت في مختلف القضايا السياسية عربيا ودوليا إدراكا من قيادتي البلدين بوحدة المصير المشترك التي ترجمتها مواقف البلدين الشقيقين عبر التاريخ". وتابع أن زيارة الشيخ مشعل للسلطنة "تؤكد طبيعة العلاقة المتينة وتأتي استكمالا لنهج البلدين المتأصل في دفع العلاقات الثنائية نحو الأمام والى آفاق أرحب وأوسع في مختلف المجالات لتحقيق مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين". وقال إن الزيارة تجسد كذلك العلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين، موضحا أن الشيخ مشعل الأحمد سيجري مباحثات مع سلطان عمان هيثم بين طارق وأنهما سيتوجان اللقاء برعاية وحضور حفل الافتتاح الرسمي لمشروع مصفاة ومجمع بتروكيماويات الدقم بعد غد الأربعاء "الذي يعد ثمرة الشراكة والتعاون الاقتصادي والاستراتيجي بين البلدين الشقيقين". وكانت سلطنة عمان قد حددت السابع من فبراير/شباط موعدا رسميا لافتتاح 'أوكيو 8' أحد أضخم المشاريع المشتركة لصناعة البيتروكويماويات التي تعد تعدّ واحدة من أكبر مصافي النفط في الشرق الأوسط، فيما يتوقع أن تضيف طاقة جديدة إلى قوة التكرير في منطقة الخليج العربي وهو مشروع واعد تراقبه أسواق الطاقة في العالم وتنتظر أن يكون له أثر ايجابي. كما يتوقع أن ترفع إجمالي الطاقة التكريرية في سلطنة عمان إلى 500 ألف برميل يوميا، بزيادة بنحو 230 ألف برميل يوميا من الخامين العماني والكويتي، وفق بيانات رسمية تداولتها منصة الطاقة المتخصصة. ومن المتوقع أيضا أن يسهم هذا المشروع الواعد في تحويل منطقة الدقم إلى واحدة من أهم المراكز الصناعية والاقتصادية إقليميا وعالميا. ووبحسب الموقع الالكتروني لشركة أوكيو، تقع مصفاة الدقم في محافظة الوسطى على مساحة تصل إلى 900 هكتار، بقيمة استثمارية تبلغ نحو 9 مليارات دولار وهي مشروع مشترك مناصفة بين مجموعة 'أوكيو' العمانية وشركة البترول الكويتية العالمية وتُدار من قبل شركة مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية (أوكيو 8). وكان رئيس الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة علي بن مسعود السنيدي، قد قال في تصريحات سابقة إن "مصفاة الدقم مشروع إستراتيجي رائد في قطاع الصناعات النفطية بين سلطنة عمان والكويت، يرفع القيمة المضافة لقطاع الصناعات التحويلية ويوفر فرصا استثمارية جديدة للمصانع المتوسطة والمؤسسات الصغيرة في الدقم". وشدد على أهمية الشراكة الإستراتيجية بين البلدين في إنشاء مصفاة الدقم، مشيرا إلى موقعها الإستراتيجي القريب من الأسواق الآسيوية والأفريقية، ما يمنحها ميزة نسبية. كما أوضح أن المنطقة الاقتصادية في الدقم تعكس خطط سلطنة عمان للتنمية الاقتصادية والاجتماعية ضمن رؤية 2040، بينما تراهن السلطنة عليها لتعزيز اقتصاد المحافظات وتوسيع مشاركة القطاع الخاص في الاقتصاد الوطني.
مشاركة :