قبل سنوات كان أحد الشباب يُعَلِّق على المقالات، وبعض الموضوعات في الموقع الإلكتروني لصحيفة المدينة تحت اسم (عَاطِل بن مُتَسَبّب)؛ ليُؤكِّد على معاناته ووالده وأسرته من (البطالة)! ذلك الشاب أتذكره كلما قرأت إحصاءً عن نسبة البطالة في المجتمع السعودي، التي أراها لا تقِل عن (20%)، لاسيما أن بعضًا ممن يعملون في القطاع الخاص بعقودٍ وهمية هم حقيقة على رأس قائمة العاطلين!! وأمانةً، شهدت السنوات القليلة الماضية العديد من الخطوات والإجراءات؛ لمحاولة معالجة (داء البطالة)؛ ولكن هل هي عملية؟! وهل نجحت؟! (مع التقدير لتلك الجهود وصِدق نوايا القائمين عليها) أترك الإجابة لكم، ولطائفة من شباب الوطن الذين يتأبّطون مؤهلاتهم، وقد أُصيبوا بالإحباط في بحثهم عن فُرصة عمل، هنا وهناك، والذين إلى صفوفهم ينضم المزيد سنويًا من خريجي الجامعات والكليات والمعاهد!! وهنا لن أتحدث عن الماضي، وما فيه من سعودة صُوريّة لوظائف القطاع الخاص، وممارسات للتحايل على توطين الوظائف بطريقة أو أخرى، ولكن حاضرنا الذي يبصم على تلك (التحولات الاقتصادية الإيجابية) التي تشهدها بلادنا يُنادي بقرارٍ حازم يمنع استقدام الوافدين من الخارج نهائيًا في تلك الوظائف التي تتناسب مع السعوديين، وإلزام الشركات والمؤسسات بالإفصاح عنها، على أن تضعها في (بنك إلكتروني) تحت مظلة وإشراف مباشر من وزارة العمل وهيئة توليد الوظائف! ومن ثم التنسيق مع الجامعات وكليات ومعاهد التقنية لتقوم بتنفيذ برامج دراسية وتدريبية للشباب تجعلهم مُؤهّلين تمامًا لتلك الوظائف التي يحتاجها القطاع الأهلي! والأهم هنا تهيئة البيئة الصحيّة للعمل، بعقود فيها (الأمان الوظيفي): الذي يضمن للشباب السعودي حَدّاً أدنى من الرواتب، يكفل لهم ولأسرهم العيش الكريم، وكذا البدلات والعلاوات، والظروف العملية العادلة. صدّقوني حينها ستكون (البطالة) في ذاكرة النسيان، ويومها أنا متأكد بأن (العزيز عَاطِل بن مُتَسَبّب) سيُغيِّر لقبه الحاسوبي. aaljamili@yahoo.com
مشاركة :