بينما تجاوزت الرهانات ترشيح المنتخب الأردني الأول لكرة القدم للذهاب بعيدًا في كأس آسيا 2023، كان المهاجم علي علوان يؤمن بقدرة «النشامى» على نحت سطور ذهبية جديدة من تاريخهم الكروي. وفي غمرة فوز الأردن على العراق 3ـ2 ضمن الدور ثمن النهائي، أطلق علوان تصريحًا رآه البعض عنتريًا، أو اندفاعيًا على أقل تقدير، لكن الأيام أثبتت أنه لم يتحدث عبثًا. قال علوان بعد إقصاء «أسود الرافدين»: «انتظرونا في نهائي البطولة.. تذكّروا كلامي، سنصل إلى النهائي». ذلك التصريح تعرض لاختبار أول في دور الـ 8، أمام طاجيكستان، ونجح المنتخب ذو الرداء الأبيض في العبور، بفضل هدف حمل بصمة النيران الصديقة. توقّعات الخروج كانت أشد كثافة قبل مواجهة كوريا الجنوبية في نصف النهائي.. فـ «محاربو التايجوك» أشدّ تمرسًا، وأكثر خبرة، كما أنهم لا يستسلمون أبدًا، والدليل ما حدث أمام السعودية وأستراليا. الكوريون أنفسهم كانوا على ثقة، حتى بعد تأخرهم بهدف يزن النعيمات، كانت سيناريوهات العودة تراود خيالهم، وما استفاقوا إلا بعد تعزيز موسى التعمري بثانٍ، فبات تكرار الرواية المعتادة بعيدًا وصعب المنال. ليس فقط الفوز هو ما أسعد علوان، فللإيفاء بالنذر متعة أخرى، ذلك النذر الذي كان شاهدًا على تحقّقه من دون لعب، بعدما حالت بطاقتان صفراوان دون خوضه الموقعة التاريخية. في الواقع، لم تكن نبوءة المهاجم وليدة أي انتصار، سواء على العراق أو غيره، ولم يكن تصريحه ذاك ارتجاليًا، بل كان امتدادًا ليقين أسرى به لزملائه عند وصول البعثة إلى قطر قبيل انطلاق البطولة. يقول لـ «الرياضية» اللاعب الأردني بعد عبور كوريا: «استمعتم لتصريحاتي الواثقة بالتأهل إلى النهائي قبل أسبوع.. في الحقيقة كنت أقول ذلك لجميع اللاعبين منذ هبوط طائرتنا في قطر». والآن يستعدّ المنتخب العربي لخوض المباراة النهائية، بالفعل لا القول، منتظرًا الفائز من مواجهة قطر وإيران، لمنازلته، السبت، على قنص الذهب.
مشاركة :