الإمارات المكان الأمثل لإعداد رواد أعمال

  • 4/4/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أكد سكوت مورديل، الرئيس التنفيذي لمنظمة الرؤساء الشباب YPO، أن منطقة الشرق الأوسط، ودبي بالتحديد، بيئة مزدهرة لريادة الأعمال وللرواد وشركاتهم، ولدورهم بإيجاد فرص عمل جديدة في المنطقة، فالإمارات، المكان الأمثل لإعداد قياديين ورواد أعمال. وأضاف أنه على أصحاب المشاريع الراغبين بنمو أعمالهم، وضع استراتيجية عالمية لفتح أسواق جديدة، مبيناً أنهم يتطلعون إلى زيادة دعمهم للمجتمع الإماراتي ورواد الأعمال في المنطقة، ومساعدة الحكومة قدر المستطاع، في جعل الدولة مركز الابتكار للعالم. إذ يسعون لإعداد مجموعة من القياديين ورواد الأعمال من خلال برامج تعليمية وفرص تبادل أفكار، بهدف دعم الأعمال والمجتمعات المحلية حول العالم، حيث إن منطقة الشرق الأوسط، والإمارات على وجه الخصوص، هي المكان الأمثل لتطبيق هذا الهدف. ما منظمة الرؤساء الشباب، وما الدور الذي تمارسه في الدول العربية، وفي الإمارات خصوصاً؟ تمتلك منظمة الرؤساء الشباب YPO، شبكة واسعة من الرؤساء التنفيذين ورواد الأعمال حول العالم، مقارنة بغيرها من المنظمات الأخرى. ونغطي كافة قطاعات الأعمال وجميع أنواع الأعمال التجارية، ما يجعل المنظمة متفردة مقارنة مع غيرها. وتضم المنظمة أكثر من 23 ألف عضو ريادي في 130 دولة حول العالم، منقسمين على 400 مجموعة لتبادل الأفكار والتعاون مع الأعضاء. وتوفر منصة واسعة للتعليم، حيث يمكن للأعضاء تحديد أين وماذا يريدون أن يتعلموا، بناءً على رغباتهم وتفضيلاتهم. ما يميز YPO عن غيرها من المنظمات القيادية، هو سهولة الحصول على خبرات من زملائهم. وتوفر المنظمة اليوم للأعضاء لديها وعائلاتهم، تجربة فريدة من نوعها لتبادل المــــوارد التعليمية، وسهولة الوصول إلى المعاهد الريادية الحليفة للمنظمة. وتضم YPO في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أكثر من 1000 عضو من 14 دولة، تمتد من باكستان إلى المغرب العربي، إضافة إلى انضمام قطر مؤخراً. لدينا 144 عضواً في الإمــــارات، منــهم رؤساء تنفيذيون لكـــبرى الشركات العائلية، وغيرهم من ريادي الأعمال. يكمن الهدف لدينا في إعداد مجموعة من القياديين ورواد الأعمال، من خلال البرامج التعليمية، وفرص تبادل الأفكار. من أجل دعم الأعمال والمجتمعات المحلية حول العالم. حيث نجد أن منطقة الشرق الأوسط ودولة الإمارات على وجه الخصوص، هي المكان الأمثل لتطبيق هذا الهدف. وسط صعوبة الحصول على رؤوس الأموال، ومحدودية رأس المال الاستثماري، كيف يمكن تنمية روح المبادرة الفردية؟ تعتبر سلامة الريادة في الأعمال، نقطة مهمة جداً لأي قطاع اقتصاد رئيس، وستحتل أهمية أكبر خلال الفترة القادمة، التي تتميز بالتقلبات والمتغيرات الكبيرة على الأسواق، ففي ظل المتغيرات الكبيرة على أسعار النفط، فإن رواد الأعمال الحقيقيين والشركات التي لم يتم إنشاؤها، يعتبرون بمثابة المصدر الأهم للابتكار. خاصة أنه في ظل الظروف التي نشهدها، فإن النمو الاقتصادي الحقيقي، يأتي من قطاعات مختلفة ومتنوعة، ما يعزز الحاجة إلى تنويع ودعم روح المبادرة والريادة لدعم قطاعات النمو الاقتصادي على المدى الطويل. وغالباً ما يكون البدء بعمل جديد صعب، مع احتمالية مواجهة عدد هائل من المواضيع غير المتوقعة، وصعوبة تحقيق النجاح. ومع كل ذلك، فإن رواد الأعمال وشركاتهم، هم من يخلقون فرص عمل جديدة في المنطقة. وغالباً ما يجب على رواد الأعمال اتخاذ عديد من القرارات في أقسام مختلفة، حسب الحاجة إلى ذلك. أما في المشاريع الصغيرة، فتكون وظيفة كل شخص فيها بغاية الأهمية، ولذلك، يجب على أصحاب المشاريع، التركيز على الأشخاص لديهم، فإذا قام أحد الموظفين بالاستقالة فجأة، فإن ذلك سوف يؤثر في عمل الشركة، ويبطئ حركة نموها. ويعمل عنصر التحفيز على دفع نمو الـــشركة بشكل أسرع، كما هو الحال عند تعيين شخص متخصص، والذي من الممكن أن يزيح جهداً كبيراً عن الموظفين، ومن الممكن اختصار الكثير من الوقت عليهم. نمو ما أهمية توسع المشاريع العربية إلى خارج حدود المنطقة ؟ يجب على أصحاب المشاريع الراغبين بنمو أعمالهم، وضع استراتيجية عالمية، إما لفتح أسواق جديدة، أو إدخال عنصر جديد إلى محافظهم الاستثمارية. وتسعى العديد من الشركات في الشرق الأوسط للتوسع عالمياً، إلا أنها لم تلقَ اهتماماً كبيراً. فمثلاً، قام فريد وباسكال معوض، العضوان في YPO، والممثلان للجيل الرابع من شركة معوض للمجوهرات، بالتوسع في العالم العربي، كما هو الحال مع موقع سوق دوت كوم، الشبيه بموقع أمازون العالمي، والذي وصلت قيمة رأس المال الاستثماري فيه إلى مليار دولار. ويوثق كريستوفر شرودر، مؤلف كتاب ثورة ريادة الأعمال، وعضو YPO، مشاريع الطاقة غير المعترف بها في المنطقة والقطاع الرقمي. ويؤكد أن عشرات آلاف الشركات الناشئة المتخصصة في التكنولوجيا بالمنطقة، تدار من النساء بنسبة 25 %. وأشار أحمد الألفي عضو في منظمة الرؤساء الشباب، والذي أمضى 18 عاماً في عمله كمستثمر في الولايات المتحدة الأميركية، قبل عودته إلى القاهرة، ليكون واحداً من أهم أصحاب رؤوس الأموال في المنطقة، إلى أن شركته سواري فنتشرز، تركز على الفرص المتاحة في نمو رأس المال في المنطقة. كما قام أحمد بتأسيس شركة Flat6Labs، التي تمثل برنامجاً رائداً في القاهرة وأبوظبي وبيروت، كما سيتم قريباً افتتاح فروع جديدة في دبي وتونس واليونان، وذلك بالشراكة مع الجامعة الأميركية في القاهرة، ما يجعلنا نؤمن تماماً بالطاقة الريادية العالية في المنطقة. ما القطاعات التي تعتقدون أن على رواد الأعمال الإماراتيين التركيز عليها في المستقبل القريب؟ وفقاً لبيانات استطلاع صادرة عن كلية لندن لإدارة الأعمال مؤخراً، والتي شملت رأي أكثر من 500 مدير تنفيذي في المنطقة، أن روح المبادرة في المنطقة في ازدهار. وأظهرت الدراسة، أن منطقة الشرق الأوسط، هي سوق متنامٍ، حيث وافق 71.4 % على أنه سوق مستقر وسريع النمو. وكان المديرون من الإمارات، هم من أكدوا على هذا النمو، بموافقة وصلت إلى 81.5 %. في حين أعرب 45.6 %، عن الثقة حيال بدء الأعمال في المنطقة. وفي دراسة أخرى أجرتها PayPal، يشهد قطاع التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط، نمواً ملحوظاً. ومن المتوقع أن يصل حجم التجارة الإلكترونية في المنطقة إلى 15 مليار دولار مع نهاية العام. ما يبشر أصحاب المشاريع للمضي قدماً، وتسعى الإمارات، إلى مواصلة تجسيد روح الابتكار وريادة الأعمال في كافة القطاعات وجميع الأعمال والشركات. استدامة ما الجهود التي تبذلونها لدفع رواد الأعمال إلى تبني حلول بيئية تراعي مواضيع الطاقة المتجددة والتغير المناخي؟ بالنسبة للعديد من المراقبين، تبنت العديد من الأعمال في 2015 أساليب الاستدامة، وبالنسبة لأعضاء YPO، فلقد عرفوا أهمية الاستدامة منذ فترة طويلة، ليس فقط من أجل الطاقة المتجددة وتغير المناخ فحسب، بل من أجل مستقبل الأعمال لديهم. فلقد كان لعدد من الأعضاء، أدوار رئيسة في تنظيم فعاليات ومؤتمرات عالمية كبيرة متخصصة، وغيرها من فرص التعلم والتواصل مع غيرهم من القادة المفكرين لمعالجة تغير المناخ. فعلى سبيل المثال، في باريس ديسمبر الماضي، وافقت جميع الدول على معالجة تغير المناخ، وكان عدد من أعضاء YPO مشاركين، واتخذوا زمام المبادرة، وكان الدعم الكبير من قبل مجتمع الأعمال من الأسباب الرئيسة لنجاح هذه المحادثات في باريس. وتسعى YPO لتحسين المجتمعات. ويتمتع الأعضاء لدينا بفرصة كبيرة للمشاركة في تبادل الأفكار عالمياً، والتعاون لمعالجة القضايا الكبيرة، والاستثمار في المشاريع التي تؤثر إيجاباً في البيئة. ويواجه العالم العربي تحديات الاستدامة، والعقبات التي تقف في وجه الأهداف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، بالإضافة إلى تحديات كالمناخ الجاف، وندرة المياه، وازدياد استهلاك الطاقة. من جهتها، تقوم الإمارات باتخاذ الدور القيادي في المنطقة لمواجهة هذه التحديات، من خلال مشاريع، كمدينة مصدر في أبوظبي. ومع ازدياد الوعي، تتركز أغلب الاستثمارات على قضايا الاستدامة، ويسعى قادة YPO لمواصلة دعم هذه القضايا، وتقديم حلول خضراء للمنطقة. الحدث الأبرز تنظم YPO في كل عام، وفي قارة مختلفة، مؤتمر إيدج EDGE، ملتقى رجال الأعمال، لمناقشة وصياغة المستقبل في جميع القطاعات العالمية. واختارت هذا العام في مارس، دبي، مركزاً لها، ولأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لانعقاد هذا المؤتمر، الذي جمع أكثر من 2000 عضو من أكثر من 100 دولة، تحت عنوان تحقيق الرؤية، وتم فيه تبادل المعلومات والأفكار الملهمة في قطاعات عديدة. أدوار قيادية للمرأة الإماراتية يرى سكوت مـــورديل، أن المرأة في دولة الإمارات، أحرزت تقدماً ملحوظاً على مدى السنوات السابقة، كما يشهد التنوع بين الجنسين تطوراً ملحوظاً، حيث أدركت الشركات، الإمكانات النسائية في الأدوار القيادية، ومدى تأثيرهن في كفاءة المؤسسات. وتسعى دولة الإمارات، على وجه الخصوص، إلى خلق بيئة تستطيع فيها رائدات الأعمال المساهمة في بناء الدولة بمعرفتهن ومهارتهن التي تؤثر إيجاباً في مؤسساتهن والدولة ككل. وعن الحواجز التي تعترض أصحاب المشاريع من النساء على وجه الخصوص، قال: يوجد عديد من العوائق تواجه الأشخاص عند الانطلاق في مشاريع جديدة، بما في ذلك الحصول على رأس المال، وثقافة عدم تقبل المنتج الجديد، ومحدودية رأس المال الاستثماري، وهذا ينطبق على الرجال والنساء. بالإضافة إلى عوامل اجتماعية ثقافية، تخلق عوائق مع رائدات الأعمال. وبالرغم من ذلك، نحن في منظمة الرؤساء الشباب، نؤمن بالدور الريادي للمرأة، وخصوصاً في الإمارات. ونحن نشهد العديد من رائدات الأعمال يتقلدن مناصب عالية في الأعمال التجارية التقليدية، حيث إن قطاعات التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، تفتح أبواباً جديدة لهن، وتتيح لهن الفرصة في إنشاء مكاتب افتراضية والتجارة عبر الإنترنت. ولقد ساهمت التكنولوجيا بخفض العديد من المصاريف، وسهلت قيام الأعمال، وتقديم منصة سهلة لهن للبحث عن الوظائف. ويعتبر نقص تمثيل المرأة في مناصب إدارية عالية، دليلاً على فقدان فرصة كبيرة لنمو الأعمال في المنطقة. لكن الجيل الجديد، يضم مجموعة واسعة من الرائدات، بما يساعد على النمو وبناء مجتمع متقدم وحديث. مقارنة وفي حين ترتفع نسبة التعليم بين الإناث، مقارنة مع الذكور، إلا أن نسب توظيفهن أقل، وعن ذلك يقول مورديل: بناءً على دراسة أصدرتها شركة (McKinsey Global Institute)، فإن 76 % من النساء في الإمارات، يحملن شهادات جامعية، و34 % منهن يعملن بدوام كامل. فوفقاً للمحللين، يعود سبب عدم تصنيف المعدلات العالية من النساء في دول مجلس التعاون الخليجي، اللاتي يشاركن في الأعمال، إلى صعوبة العودة للعمل بعد فترة الحمل، وخاصةً في القطاع الخاص. ونتيجة لذلك، تميل النساء إلى تفضيل العمل الحكومي، حيث يجدنه أكثر ملاءمة، بغض النظر عن أن معظم النمو يأتي من القطاع الخاص. لقد كان التعليم من أحد أهم أولويات الحكومة منذ نشوئها. حيث سعت إلى تأمين وظائف تتمتع بمرونة عالية من ساعات العمل وبرامج التدريب والإرشاد المخصصة للأمهات. فعلى سبيل المثال، في YPO، العضو منال زريق سيدة الأعمال الفلسطينية، التي تدير واحدة من أكثر الشركات العقارية ابتكاراً في منطقة الشرق الأوسط، وحصلت على جائزة القيادة العالمية من منظمة الأصوات الحيوية (Vital Voices). والعضو مجد شويكة وزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في الأردن، أمثلة تحتذى لدور المرأة الفعال في المنطقة، للمساهمة في الاستقرار السياسي والاقتصادي في المنطقة. ريادة الأعمال الرقمية واستخدام الروبوتات تعتبر ريادة الأعمال والابتكار، من الأسس التي تقوم عليها منظمة الرؤساء الشباب، حيث إن أكثر من ثلثي الأعضاء هم من ريادي الأعمال، ويقوم الأعضاء بمشاركة أفكارهم والمبادرات المفعمة بالابتكار، وغيرها من الخطط القابلة للتنفيذ والأفكار التي حصلوا عليها من رواد الفكر، من أجل مساعدة زملائهم. وعلى الصعيد العالمي، نعتقد بأننا نعيش عصراً سريع التحول، حيث معدل الابتكار يتحرك بوتيرة عالية، فمن التطورات في الذكاء الصناعي، إلى السيارات ذاتية القيادة، إلى الهواتف المحمولة الذكية، وتقنيات إنترنت الأشياء، التي تغير جذرياً جميع القطاعات. ونسعى لمساعدة رياديي الأعمال، ليس فقط بالتحول الرقمي، بل في تحويلها لتؤثر إيجاباً في الشركات والمجتمع. ومع استبدال عديد من الوظائف باستخدام الذكاء الصناعي والروبوتات، يسعى رواد الأعمال بمساعدة الحكومات والمجتمعات العلمية والمواطنين، إلى توظيف هذه الابتكارات في تحسين الأوضاع الإنسانية. منظومة ابتكار شبيهة بوادي السيليكون حققت الإمارات قفزات هائلة في خلق بيئة تشجع على الابتكار، ومعالجة معظم التحديات التي غالباً ما تحد من روح المبادرة في خطتها التنموية رؤية 2021. وبفضل الاستثمار في مجالات العلوم والمحطات التكنولوجية والمشاريع الصغيرة، ساعدت الإمارات لتكون من أفضل الأماكن في العالم للقيام بالأعمال التجارية، بالإضافة إلى التشريعات وقوانين الإفلاس، والتركيز على بنية تحتية متطورة، كلها ساعدت في ذلك. وهذه من بعض الأسباب التي اختارت منظمة الرؤساء الشباب، مدينة دبي مكاناً للمؤتمر الأضخم لها، والملتقى لرواد الأعمال عالمياً. وعلى مستوى المنافسة عالمياً، حددت الإمارات، التحديات التي ممكن أن تواجهها في سبيل امتلاك ما يشابه وادي السيلكون، إذ تسعى الإمارات إلى جذب المواهب، وتوفير التقنيات الحديثة، والمهارات والخبرات في تكنولوجيا المعلومات، التي تستوجب حوافز لجذب العلماء والمهندسين، وغيرهم من مؤسسي الأعمال.

مشاركة :