محتويات مكتبة «البردي» النادرة بإيطاليا تتهددها احتمالات ثورة بركان جبل فيزوف

  • 4/4/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يعتقد الخبراء، أن ثورة بركان جبل فيزوف، التي دمرت مدينة هيركولانيوم عام 79 ميلادية، وأفضت لطمرها بالرماد الحارق، لم تتسبب بإتلاف فيلا البردي، التي تتبدى كمكتبة واقعة في أنقاض المدينة، وتزخر بكنوز من النصوص الكلاسيكية المجهولة والمتفحمة. ومن هنا، فإنهم يحذرون من احتمال ضياع أعمال لا تقدر بثمن، وإلى الأبد، من الأدب اليوناني والروماني القديمين، وذلك في حال استمرت السلطات الإيطالية بالمماطلة في إنقاذ المكتبة. وانتشل نحو 1,800 مخطوطة عند اكتشاف أنقاض الفيلا الفخمة، إبان القرن الثامن عشر، إلا أنه يحتمل وجود المزيد من البرديات الأخرى، التي ربما تصل في أعدادها إلى المئات، مدفونة تحت الصخور، حيث أكد أكاديميون اعتقادهم بأنها تشمل، على الأرجح، نسخاً لقصائد ومسرحيات مفقودة، ترجع لبعض أكثر الكُتاب البارزين شهرة في العالم القديم. فرصة فريدة وذكرت صحيفة التايمز البريطانية، أن الخبراء التقليديين يعتقدون أن تلك الفرصة الفريدة للحفاظ على الأعمال الموجودة هناك ممكن أن تضيع، جراء ضرر ربما تتسبب به المياه، أو فورة بركانية أخرى. لذلك، توجهوا لدعوة الحكومة الإيطالية لإنهاء أعمال التنقيب التي جرى تعليقها قبل 7 سنوات، وذلك قبل أن يصبح الوقت متأخراً للغاية. وفي رسالة وجّهت إلى الصحيفة، أشارت مجموعة من الخبراء إلى احتمال وجود بقية الكتب الإغريقية، والمكتبة اللاتينية، أيضاً، في ذلك الجزء من الأتريوم، والذي لم يصل إليه عمال الأنفاق. وقالوا: ستمكننا التكنولوجيا الحديثة، قريباً، من (الكشف) عن تلك المخطوطات الهشة وقراءتها بصورة رقمية، من دون الحاجة لأي اتصال مادي ملموس. وأعدت الرسالة من قبل روبرت فولير، أستاذ اللغة اليونانية في جامعة بريستول البريطانية، الذي قارن أهمية الاكتشافات المحتملة والمخبأة تحت الأرض، مع إمكانية إجراء عمليات تنقيب لاستخراج 20 نصاً جديداً من مسرحيات شكسبير. وأسفرت بعض البرديات التي أنقذت خلال البحث الأصلي، عن قصاصات محيرة لكتابات اثنين من الفلاسفة الإغريق المؤثرين بشكل كبير، وهما أبيقور، وفيلوديموس. وأوضح الباحث فولير، أنه من منطلق كون معظم المخطوطات التي جرى إنقاذها حتى الآن، أعمالاً فلسفية، فإن الجزء المهمل من الفيلا، محتمل أن يضم أيضاً مجموعة من الأعمال الأدبية. وشملت قائمة الباحثين الموقعين على الرسالة: ديرك أوبينك، وهو اختصاصي معروف في علم دراسة البرديات، الذي أماط اللثام أخيراً عن قصيدة للشاعرة الغنائية الإغريقية سافو، إلى جانب ريتشارد جانكو، الذي صحح العديد من القصاصات الفلسفية، التي عثر عليها في فيلا البرديات. إجراء وضرر أهملت عملية ترميم الكثير من المواقع الأثرية الهامة على امتداد إيطاليا، أخيرا، بفعل خفض ميزانية البلاد المخصصة للثقافة والتراث. وأكد البروفيسور روبرت فولير، الحاجة لتجاوز ذلك، كون الأرجاء الشاسعة التي لم يجرِ سبرها في فيلا البرديات، قيمة.

مشاركة :