من بنى أحلامه وطموحاته واستراتيجياته على باطل، لا يستطيع التخلي عن نهجه هذا، حتى لو ضاق الطوق عليه وشعر باقتراب النهاية، فإنه على العكس يتمسك أكثر بالباطل من أجل منع أصحاب الحق من فرض شروطهم. هذا ما يحدث الآن في اليمن مع اقتراب موعد الجلوس للمباحثات في 18 أبريل في الكويت، حيث يسعى الانقلابيون الحوثيون وأنصار المخلوع علي صالح إلى وضع العقبات من الآن أمام هذه المباحثات بهدف إفشالها، وذلك لأنها ستأتي في إطار الالتزام بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 والقرارات الدولية الأخرى التي تدعم الشرعية، وكذلك المبادرة الخليجية وآلياتها، كما أن هذه المباحثات تأتي في وضع ميداني سيئ للغاية بالنسبة للانقلابيين الحوثيين وأنصار المخلوع، حيث تتزايد هزائمهم وانكساراتهم مع اقتراب قوات الشرعية المدعومة بالتحالف العربي من أبواب العاصمة صنعاء، الأمر الذي سيجعلهم في وضع غاية في الضعف في المباحثات، ولهذا استبقوها بوضع شروط لإفشالها. لقد كان لتدخل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية أكبر الفضل للحالة التي وصل إليها اليمن الآن، ولولا إنجازات قوات التحالف العربي الميدانية، لما وافق الانقلابيون على الجلوس للمباحثات، بل لزادوا في طغيانهم وخرقهم للشرعية في اليمن، والآن لن تنفعهم حليفتهم إيران الداعمة لهم إذا ما استمر القتال على هذه الحال، لأنه سوف تكون فيه نهايتهم.
مشاركة :